قد لا يتشفّى أحد بممارسات عصابات داعش في الموصل الحدباء قدر تشفّي سياسيوا الصدفة من حكام الجهل والجاهلية والغباء ، الذين اوصلوا العراق الى ما وصل اليه من دمار وتفرقة وظلم واستباحة لكل قيمه ومقدساته واعرافه وتقاليده .. على اعتبار ان البعض من المصالوة الذين فرحوا بدخول داعش الى مدينتهم ، هم نفسهم يكتوون الآن بنيران هذه العصابة الأرهابية المارقة .. وكان عليهم أن يتحملوا (ضيم) الحكومة وقهرها .. انطلاقا من مبدأ اللي تعرفه احسن من اللي ما تعرفة .. عندما بدأت اجراءات داعش تمس حتى محرمات العراقيين وخصوصياتهم ومقدساتهم واعراضهم .. ونحن وقياداتنا (الحكيمة) ما زلنا ننتظر المدد والمخرج من هذه الوحلة التي تجلّى بعض من قذارتها في المناظر ادناه :
المنظر الأول : مسيحي عراقي وهو يغادر مرغما يتوسل في السيطرة أحد الدواعش في الأبقاء على ممّيات الأطفال الذين بصحبته فهم ما زالوا رضع ، ولا يسلبها هي الأخرى مع اموالهم ومصوغاتهم الذهبية .. والأخ الداعشي يقول له أسكت أيها الزنديق ألا تعلم أن الممية هي مكان لسكن الشيطان .. وصاحبنا المسيحي المسكين يرضخ صاغرا ويردد في نفسه قابل هي مصباح علاء الدين .
المنظر الثاني : صوت انفجار مهول يدير أنظار أهل الموصل الى اتجاهه ، واذا به انفجار يدمر مرقد وجامع النبي يونس عليه السلام .. المرقد الذي كان سمة وعلامة فارقة في تراث الموصل وتاريخها الطاعن في أطناب السنين .. شاهدوا الأنفجار الذي جعل الدنيا تحمر وتسود وتظلم .. فانهمرت دموعهم ودموعنا ، فنادوا في الظلمات أن لا اله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين .
المنظر الثالث : هل يضحك المرء ام يبكي .. حيرة والله .. خصوصا في موضوع حساس خطير ، بعد أن افتى الدواعش بضرورة (ختان) الأناث من سن 11 الى سن 46 .. وداعشية في احد السيطرات لا يظهر منها سوى البيبي مال عيونها ، تمسك بأحد أمهاتنا العواجيز وتقول لها .. طلعي (.....) دا أفتشج .. ثم تصيح بصوت حقير على (مسؤولتها) التي تقف بعيدا وتمسك بيدها كتر وشفرة وبلايس .. لحكي هنا شيخة ، الحجية بعدها ما كاصّه الـ (.....).
المنظر الرابع : مصلاوي أكل 80 جلدة أمام داره بعد أن وجدت دورية من الدواعش (كطف) جكارة مرمي أمام البيت .. وقد حاول مختار المنطقة التوسط لكي يتم تقليل عدد الجلدات .. إلا أن مسؤول الدورية الأعرج والأعمى أشار الى أن عدد الجلدات ثابت ، على اعتبار أن الجكارة تعتبر زنى .. والنركيلة لواطة .
مناظر اخرى كثيرة تخص الحلاقة والخياطة والرشاقة والأناقة والطبابة ، وكل شيء اجتماعي يخص حياة الناس ومتطلباتهم ، قد يكون من المخجل ذكرها هنا .. مسخوها اولائك الأراذل الخوارج .. وجعلوا احدنا يكفر باليوم الذي ولد فيه في العراق .. لكن السؤال الكبير .. هل سيسكت أهل الموصل النجباء على كل ذلك .. استغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
مقالات اخرى للكاتب