Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
تكوين الأفكار!!
السبت, تموز 26, 2014
د. صادق السامرائي

التوجه الجديد في المجتمعات المتقدمة ومنذ الدراسة الإبتدائية وما قبلها , يسعى نحو تعليم التلاميذ آليات وكيفيات تكوين الفكرة وإسنادها بالحجج والأدلة  , لكي تبدو واضحة وذات قوة وقدرة على الإقناع والتفاعل والعطاء.

 

أي أن التلاميذ يتعلمون كيف يفكرون ويتفاعلون بعقلانية ومنطقية , وسببية ذات معالم واضحة ومشتركة.

 

فالفكرة لابد لها من البراهين لكي تعطي المعنى وتؤسس للدور الجدير بها.

 

وفي هذا التوجه تحفيز لقدرات الإدراك وتأهيل العقل لكي يكون المنار , والقوة الفاعلة في رسم معالم السلوك.

 

ومحاولة جادة ومثابرة للإرتقاء بالإنسان بعيدا عن العواطف والإنفعالات , والإندفاعات الهوجاء التي تورثه الويلات والتداعيات , إذ يتعلم التلميذ صناعة الرؤية والموقف ووجهة النظر , التي قد تتغير إذا وجدت حجة قادرة على ذلك , أي أن ما يراه لا يتمترس في صناديق إنفعالية عاطفية , وإنما  يكون جاريا في نهر الحياة , ويتعرض لتحدياتها وإختباراتها , وأمواجها الفكرية والثقافية والإدراكية.

 

وفي هذا الأسلوب من التعليم تشجيع للعقول على الإبداع والعطاء الأصيل , وتأهيل للإبتكار والإتيان بما هو جديد.

 

فعندما يتعلم التلاميذ كيف يفكرون ويكوّنون الفكرة , فأنهم سيستخدمون عقولهم بوقت مبكر , وسيحققون إضافات حضارية في أعمار لا تتجاوز العشرين , ذلك أن عمر الإبداع الحقيقي والتغيير الجوهري , يكون مسلحا بأدوات التعبير الخلاق عن إرادة التجدد وصناعة الأصيل.

 

إن هذا السلوك يحدد الفصل ما بين المجتمعات المتقدمة والمتأخرة , ويرسم معالم المستقبل , حيث ترى التلميذ في مجتمعات متأخرة مطمورا بالعواطف والإنفعالات , ولا يمتلك قدرات التفكير الحر المعزز بالبرهان والحجة والدليل , ولا يستطيع التعبير المنطقي عن الفكرة بالكلام والكتابة , وإنما يحتار فيما يقوله ويكتبه.

 

وهذا واضح في معظم المقالات المنشورة في صحف تلك المجتمعات , إذ يبدو فيها الإنفعال سائدا  والعقل والمنطق مغيبا , وكثيرا من السب والشتم وإستخدام المفردات النابية والمنفعلة , التي تدريك بأن صاحبها لا يمتلك شيئا من أدوات المنطق , وقدرات تكوين الفكرة وتعزيزها بالأمثلة والحجج , التي توضحها وتزيد من صحتها ودرجة صوابيتها.

 

وهذا يعني أن معضلة التأخر تربوية بحتة , ومن صنع الأجيال , التي لا تعرف كيف تبني حاضرها وتسعى لمستقبلها , ومَن لا يعرف تربية النشأ الجديد , لا أحسبه بقادر على إمتلاك مستقبل زاهر.

 

وما يجري في واقع معاناة المجتمعات أن الأجيال تُربّى على تفاعلات سلبية فاسدة مناهضة لذاتها وموضوعها ومدمرة لكيانها الوطني والإجتماعي , وبعاطفية عالية متأججة لا يمكن للعقل أن يكون له دور فيها , وإنما هي سَوْرة إنفعالية ذات طاقات تدميرية وتخريبية هائلة , وبسبب ذلك تجني المجتمعات المزيد من التداعيات والصراعات الخاسرة , ولا يمكنها الخروج من مأزقها الأليم , إلا بإعادة النظر بآليات تربيتها وتفكيرها ورؤيتها , والإرتقاء بأبنائها إلى مدارات العقل والمنطق , والنظر الحضاري المعاصر الرشيد.

 

فهل سنفكر أم سنبقى في دوامة المنفعل؟!!

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44353
Total : 101