كثيرا ما ننتقد اليهود و تأريخهم .. و لطالما وضعنا معايبهم تحت مجهر ملاحظاتنا ... نعيب عجرفتهم و نهجو تكبرهم و نضحك على خيالهم الذي صور لهم انهم مميزون و تراثهم الذي يتحدث عن انهم شعب الله المختار.
فاتنا اننا المسلمون مثلهم و أسوأ و اننا استوردنا و ورثنا العنجهية منهم و اننا و ان لم نعلنها صراحة و لكننا نرى أنفسنا شعب الله المصطفى ايضا .
فنحن الناجون الوحيدون يوم القيامة و نحن الذين حجزت لنا الجنة كفندق من خمس نجوم و نحن الذين سنرث الارض و من عليها و ما عليها ..
نحن الذين نصنف الناس الى فسطاطين .. فسطاط كفر و فسطاط إيمان و من اجلنا خلق الله الملكوت و قتلانا في الجنة و موتى الآخرين جميعا في النار .
نحن مصابون بنفس داء العظمة الذي أصيب به كل من سبقنا من صهاينة و صليبيين و غلاة
و لكن آن لنا ان نسأل ماذا قدمنا للبشرية او حتى لانفسنا نحن منذ سبع قرون خلت و لحد الان ؟
أ يكون ممكنا ان تكون الجنة محجوزة لمجموعة من الكسالى و العائشين عالة على البشرية ؟
أ يصح ان ينال الرحمة أناس لم يكن همهم سوى أنفسهم و أي قدم يدخلون بها بيت الراحة ( اليمنى او اليسرى ) و لا تصيب هذه الرحمة رجالا كدونالد هندرسون الطبيب الذي قاد برنامج القضاء على الجدري في كل الارض
هل يجوز ان نترحم على مسلمين بالاسم كزيد و عبيد و جرّار الخيط و لا نترحم على رجل كهندرسون .
أ يعقل ان رجلا أنقذ البشرية لا يدخل الجنة كما دخل التاريخ و ان مكانه في الجنة يحجز لإرهابي قتل المئات اعلاءا لكلمة الله !!!!؟
كلمة الله ؟!!
ما هي كلمة الله ؟ هل هي الكسل المقنع بفضائل الصلاة و الصوم و الحج و النوم الى الظهاري ؟؟؟
انها لانانية و عنجهية و صلف و غرور صرف هذا الذي صوره لنا عقلنا البائس و المريض
الجنة ليست للكسالى ... الفردوس ليس للطفيليات
تحضرني الان قصة مناظرة ابراهيم باشا بن محمد علي والي مصر مع شلة من علماء الوهابية حين سألهم ما مساحة الجنة فقال احدهم انها جنة عرضها السماوات و الارض فأجابه ابراهيم هل خلق الله هذه الجنة العظيمة لكم وحدكم و أنتم تكفيكم شجرة واحدة لتستظلوا بها ( كانوا بضعة نَفَر !)
و كذلك أقول انا هل خلق الله تلك الجنة العظيمة لفرقة ناجية واحدة أياً كانت شيعية او سنية و ترك النار للآخرين خصوصا اذا وضعنا في بالنا ان هؤلاء الآخرين خدموا البشرية أفضل من مئات من المتبجحين بفضائلهم الفردية التي لم تخدم أحداً ذات يوم !!!!
انا عني ساترحم ليلا و نهار على دونالد هندرسون ذلك الفذ و ادعو له بالفردوس لانه يستحقه بجدارة
و سأترك العنجهية الفارغة الفاشلة لهؤلاء الذين لا يحسنون سوى لقلقة الالسن و هزهزة الرؤوس في تقوى كاذبة
مقالات اخرى للكاتب