اعترفت الحكومة الألمانية بإعطائها الإذن لبعض الشركات الألمانية بتصدير منتجات كيميائية إلى النظام السوري ، و بحسب الصحافة إن هذه المنتجات قد تكون أرضية صالحة لصنع أسلحة كيمياوية ..
و هذا الاعتراف يذكرنا باعتراف مماثل عندما اعترفت حكومات غربية عديدة من ضمنها الألمانية و الفرنسية و السويسرية ، إضافة إلى شركات أمريكية و غيرها أيضا بأن شركاتها و بعلمها و موافقتها قد باعت موادا كيمياوية تصلح لصنع أسلحة كيمياوية و التي استخدمها النظام العراقي السابق بالفعل ضد الأكراد العراقيين ـــ و بشكل خاص ـــ في مدينة حلبجة ، مخلفا ألافا من الضحايا العزل صغارا و كبارا على حد سواء ، في أفظع و أشنع إبادة جماعية بعد الهجوم النووي على هيروشيما ..
و قد نشرت آنذاك صحف غربية قائمة بأسماء عشرات من شركات غربية تعاملت تجاريا مع النظام العراقي السابق و زودته بكل وسائل و معدات و مواد من شأنها ــــ و بكل سهولة و بساطة ـــ تحويلها إلى أسلحة كيمياوية فتاكة ، مع علم و معرفة الحكومات الغربية و شركاتها بالطبيعة الإجرامية و الفاشية للنظام العراقي السابق و استعدادها الكامل ـــ حينذاك ـــ بإبادة عشرات ملايين من البشر دون أن ترف له أجفان أو ترتعش حواجب ..
غير إن كل هذا لم يمنع هذه الحكومات و شركاتها الاحتكارية أن تتعامل مع هذا النظام الدموي و تزوده بكل ما من شأنه حيازة أسلحة كيمياوية و استخدامها ضد أي كان ..
مثلما فعلت فيما بعد مع النظام البعثي القمعي و الشمولي في سوريا ..
إنها حكومات منافقة تكيل بمكيالين ، و عندها مسألة الحصول على أسواق و ترويج بضائع ،فوق أي اعتبار أخر ، و مهما كانت خطورتها الكارثية على البشرية ــ من أجل الربح الفاحش ، حتى ولو على حساب سقوط ألاف من الضحايا الأبرياء ..
ولم تكتف هذه الحكومات بذلك ، بل أنها تبيع للأنظمة الديكتاتورية و الدموية أسلحة قاتلة و من ثم تمشي خلف ضحاياها ذارفة دموع التماسيح مثلما في الحالة السورية الراهنة و الحالة العراقية السابقة ..