Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الهوية الإعلامية العربية.. التكدّس والزيف والمسار
الثلاثاء, كانون الثاني 27, 2015
خالد عمر بن ققه

 

   لمعرفة الهوية الإعلامية للمجتمعات العربية، لابد لنا من متابعة المشهد الإعلامي في الدول العربية ـ ستكون المتابعة هنا بدرجة نسبية ـ  لأنها ستساعدنا على إبداء ملاحظات، وليس تقديم حكم قاطع، قد تسهم في فهم ذلك المشهد، واعطاء تفسيرات لتأثيره على الرأي العام لجهة تعميم الوعي أو الترويج للزيف، وسينتهي بنا التحليل إلى تحديد المسار الخاص بالهوية الإعلامية العربية، وما يبدو لنا جليا في الوقت الراهن، هو تكدس إعلامي لقنوات كثيرة ومتنوعة تتحدث بعض الإحصائيات والدراسات على أن عددها تجاوز 1300 قناة.

 

وفي ظل ذلك التكدّس الإعلامي لقنوات فضائية تلهي المُشاهد العربي بنقاش يأخذ في الغالب طابع الجدل من غير ذوي الاختصاص، أو من  أفراد ـ محللين وخبراء ـ غير معترف بهم في المجال العلمي أو في حقول العلوم الإنسانية والاجتماعية، ودخلاء في عوالم السياسة، وتقوم شرعية وجودهم على مميزات ذاتية تعترف بها وسائل الإعلام دون غيرها، من ذلك مثلا:

 

-  علو الصوت ( بحجة أو من دونها).

 

-  القدرة على الثبات حتى لو كان ما يقدم باطلا.

 

-  التحيّز لرأي وسياسة القناة.

 

-   الإستعداد الدائم للحضور والمشاركة.

 

-  العلاقة الدائمة مع المُعدّين والمُقدمين.

 

وتلك المميزات ـ إن عدّت كذلك ـ مُجتمعة أو مُتفرقة لم تترك لذوي الاختصاص وأهل الدراية والحكمة والعقلانية مجالا للمشاركة، ومن جاءته الفرصة منهم أو سعى لها سعيها ليس في مقدوره التأثيرعلى الرأي العام إلا في حدود ضيقة، لا لأن الزمن المتاح له قليل، أو لكون أمثاله من المحللين، الموزعون هنا وهناك عبر برامج الفضائيات، قلّة، وإنما لسبب خطير، ومقلق بالنظر إلى تأثيراته المستقبلية، ويتعلق بلغة الخطاب السائدة في الإعلام، تلك اللغة التي شوّهت معاني السلطة والحرية ومنظومة القيم، وأثرت سلبا على نمط العلاقات داخل المجتمات العربية، وزادت من مخاوفها.

 

أشتات ذاكرة

 

 وبالنسبة لمسألة تكدس القنوات، والتي تسهم ـ أحيانا عن غير قصد ـ  في ضبياية الرأي العام، وزيادة الظمأ إلى الحرية، والجوع على الرغم من توفر الخيرات والنعم، والخوف في ظل غياب مطلق لأمان المجتمعي والوطني والقومي، فهي ليست ذات فعل تراكمي نوعي، وإنما لكثرتها وتشابه برامجها إلى درجة التطابق أصبحت تعاني الكساد بالمعنى التجاري للكلمة، وإن علت نسبة المشاهدة في هذا البلد العربي أو ذاك، أي أنها لا تغنيه في أي مجالات الحياة المادية والمعنوية والمعرفية،  وما نراه من إقبال من طرف المشاهدين تتحكم فيه عوامل ثلاثة، هي:

 

ـ  التدافع والتعمير في البرامج.

 

ــ تحقيق حاجات القنوات الفضائية لساعات متواصلة من البث.

 

ــ  جذب المشاهدين نحو خبراء، من منظور النجومية الجديدة الآخذة في التشكل.  من ناحية أخرى فإن تكدس الفضائيات زاد من معاناة المشاهد العربي، لأنها تأخذ من حياته بما فيها هروبه من الأوجاع والألم، وبحثه عن الراحة والمتعة، ولا تعطيه إلا القليل على مستوى الفائدة، ويظهر ذلك بوجه خاص في البرامج الدينية.المشاهد العربي اليوم، تؤرقه برامج مقلدة أو مسروقة من منجزات مجتمعات أخرى، ( أنظر كلا من : البرامج الحوارية، برامج المسابقات، برامج المنوعات بكل أنواعها، بعض البرامج الفنية.. الخ).. هنا تبدو حال العجز العربي ظاهرة ومكشوفة، بحيث يتعذر معها الحديث عن هوية عربية شاملة، يلملم أصحابها أشتات ذاكرة عربية جامعة للإعلام.

 

صوت العرب.. والجزيرة

 

والإعلام العربي الراهن ـ عبر تكدس الفضائيات ـ مختلف عن ذلك الذي تعلمناه أو تربينا عليه في زمن القناة الوطنية الواحدة، التي تبدأ البث من العشرة صباحا، وينتهي إرسالها عند منتصف الليل، ومختلف أيضا عن زمن كان المكتوب منه والمسموع  أكثر ووقعا وتأثيرا وتفاعلا على المستوى القومي.

 

فبالنسبة للإعلام للمكتوب (المقروء، أو الصحافة الورقية)، تحتفظ الذاكرة على المستوى القومي بتأثيرالصحف والمجلات الصادرة في كل من مصر والعراق ولبنان، وفي وقت لاحق دول الخليج)، كما تحتفظ على المستوى المحلي بتجارب مختلفة في معظم الدول العربية. وكذلك الحال بالنسبة للإعلام الإذاعي، الأبرز هنا إذاعة ” صوت العرب” في القاهرة، التي لو قارنا بينها وبين القنوات التلفزيونية الحالية الجزيرة مثلا ـ خاصة الجزيرة مباشر ـ مصر، لبدا لنا الإختلاف واضحا بين إذاعة ساهمت في الثورات للتحرر من الإستعمار، وبين قناة بدأت محركة للمجتمعات، ومساهمة في زيادة الوعي في البداية، ثم تحولت إلى قناة فتنة بعد ذلك. لقد أدى ذلك التكدّس في النهاية إلى تعدد وتنوع وتوسع في البرامج، بدت في ظاهرها تعبيرا عن خصوصية هذا المجتمع العربي أو ذاك، ولكن في باطنها تكرّس مزيدا من التمزق والتوتر، ناهيك على أنها تحدث تناقضا وتضاربا بين البعدين الوطني والقومي من جهة، وبين المحلي والعالمي من جهة أخرى.

 

إشكاليّة التأسيس

 

هنا تطرح جملة من التساؤلات، منها على سبيل المثال: هل يمكن لنا القول بعد هذا كله أن هناك هوية إعلامية شاملة للمجتمعات العربية؟، وما تجلياتها إن وجدت؟، وما تأثير القنوات الفضائية على الوعي العربي العام، وأيضا على تشكيل رأي عربي عام من مختلف القضايا؟، وكيف لنا التفاعل إعلاميا مع الزمن العالمي من أجل الوصول إلى زمن عربي مرئي يكرس علاقات الود والتقارب والتعايش داخل المجتمعات العربية محليا وقوميا؟.

 

الأسئلة السابقة وغيرها، تطرح ـ في مجموعها ـ إشكالية يمكن التأسيس عليها لتقديم إجابات قابلة للنقاش، وهادفة لإثراء حوار بين النّخب وداخل المؤسسات البحثية، وبشكل خاص في الجامعات، لمعرفة مسار مجتمعاتنا، وتوجههاتها المستقبلية، من خلال تأثير الإعلام المرئي على المشاهدين.وإلى أن يحين ذلك علينا البحث عن إجابات للأسئلة السابقة من منطلق الاجتهاد بناء على الخبرة والقراءات والمشاهدة، مادامت لا توجد بين أيدينا دراسات وأبحاث تركز على الجامع بين المجتمعات العربية لجهة تأثرها أو تأثيرها في القنوات الفضائية، وهذا يعني أن الإجابات التي تقدم هنا هي أقرب إلى الرأي والتحليل منها إلى الحقائق أو المعلومات، وإثارة الجدل حولها سيوسّع من أفق المتابعة لكنه لن يوصلنا إلى حلول للمشكلات المطروحة، وخاصة تلك المتعلقة بالهوية الإعلامية للعرب.بداية وضمن إجابات تراتبية، يمكن الاعتراف بوجود هوية إعلامية عربية شعبية غير جامعة، فهي عربية إسما وخطابا، لكنها ليست بلسان عربي مبين إذا استثنينا من ذلك نشرات الأخبار، وباختصار فإن معظم القنوات غارقة في المحلية، جاعلة من العامل الوطني على النقيض من القومي، وهذا يحول دون الحديث عن القضايا المشتركة، مادامت الأولويات في التناول الإعلامي تركز على أفضلية التصور وصواب الرؤية، وأهمية المنجز في سياقه المحلي، دون العمل على جعلها متناسقة أو حتى متقاربة مع السياق العام للعرب جميعهم.

 

سبيل الخروج

 

والواقع أن الفضائيات العربية ـ المستقلة خاصة ـ تناولت معظم القضايا المطروحة في الساحات العربية، ورغم محاولتها المتكررة لتكون قائدة للمجتمع، ومؤثرة في الوعي لخلق رأي عام، إلا أنها لا تزال تابعة لما يريده الشارع، والأمثلة على ذلك كثيرة نراها جلية في برامج تفسير الأحلام، والسحر، والطب الشعبي، والمحرمات الاجتماعية والدينية، والفتاوي.. الخ.

 

 الحال تلك، تشي بتزييف للوعي على اعتبار أن المواضيع التي تحظى بالاهتمام على نطاق واسع هي التي يتم التركيز عليها، خاصة وأنها لها نسبة مشاهدة عالية، مع أن الواقع العربي بكل تجلياته أغرب من الخيال، لما يحمله من تناقضات ومن صراعات تفوق في تراكمها اليومي مآسيه في عصور سابقة.نحن إذن خارج الزمن الإعلامي العالمي، لأن التلقيد بدأ عندنا من النهايات، ونتيجة لذلك عملنا من أجل تدويل قضايانا جميعها، بما فيها شديدة الخصوصية، وليس هناك من سبيل للخروج مما نحن فيه، إلا التقارب بين ما هو وطني ـ محلي، وما هو قومي، والبداية من الإشتراك طواعية في رفض العنف بكل أشكاله، سواء ذلك الموجود في المجتمع أو الظاهر على الشاشات، إذ لا يعقل أن  يكون معظم دولنا يسبح في بحور من الدم، وفضائياتنا تتحدث عن الجن والشعوذة. الهدف السابق الذكر بعيد المنال لكنه ليس مستحيلا، فليكن الإنطلاق من تهذيب الخطاب الإعلامي، وتغيير لغته ومواضيعه، ربما سيساعد ذلك في المستقبل المنظورعلى وجود هوية إعلامية عربية ترفض الزيف، وتحدد مسارها عبر رؤية شاملة، متأثرة بثقافة عالمية واسعة، ومن يدري قد تكون شريكا فاعلا فيها في المستقبل المنظور؟!.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــ

 

{ نص محاضرة ألقيت الاثنين 26 كانون الثاني الجاري في جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا في أبو ظبي.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46862
Total : 101