تعالت صيحات وعويل من نجى ، واختلطت بنحيب من اصابته الجروح والحروق، وغطت أشلاء من لم يكن محظوظ المكان وهرع الناس من كل الجهات ، دون اعتبارات الولاء والطائفه التي غرسها المحتل بعناد وزرعها بعنجهيته ، لأنقاد ما يمكن انقاذه من الناجين وتعالت في عنان السماء دفقات البكاء من هول ما صار وتقدم رجل متوسط العمر للبحث عن من قد تكون الشظايا او السنة اللهب اخطأته ، وبين ركام السيارات وحطامها وتحت سحابة دخان حزين سمع صراخ طفل في لفته (الكماط ) فسحبه بسرعة ليتفحصه من الجروح والحروق وكان سليم من كل شئ الا من اليتم فقد احترقت امه ولم يبقى منها شئ واحترقت معها حقيبتها الصغيرة وذهب كل شئ معها ، من اسم وعمر ونسب لهذا الطفل الرضيع ترى ماهي طائفته وما هو اسمه هل اسمه عمر ام اسمه علي ؟ وهل ممكن ان يكون يدعى بكر او ربما سجاد او جون او رغيد ؟ والحقيقه هي واحدة انه اصبح يتيم مجهول النسب وعراقي فقط ،اخذه هذا الرجل الكريم وحاول ان يبحث عن من يعرفه او يعرف اقرباءه يوم بعد يوم وشهر بعد شهر وعام بعد عام
حتى بلغ الطفل عامه السابع ، وبقى مع الرجل الكريم وزوجته وابناءه يعيش بأمان ورخاء لأنه اسمه عــــراق ولكـــن دون نسب لأنه ابن العراق .
مقالات اخرى للكاتب