Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الفول العبري واكتشاف خبز النبي حزقيال (ذي الكفل)
الثلاثاء, أيار 27, 2014
سيلوس العراقي

ماذا يتبادر الى الذهن حين قراءة أو سماع عبارة "الكتاب المقدس" ؟ 

 الكتاب الذي يسميه البعض بالكتاب السماوي لشعب اسرائيل، 

يتبادر للبعض ربما بأنه كتاب "العهد القديم"، 

أو يتبادر المفهوم من عبارة الكتاب المقدس ، بأنه العهدين :  القديم وذلك الجديد (الأناجيل وكتاب أعمال الرسل والرسائل والرؤيا) للمسيحيين بشكل خاص. 

وربما للبعض الآخر لا تعني العبارة أي شيء، 

أو أن البعض يعتبرها عبارة تشير الى كتاب قديم يحوي على أساطير وعلى قصص وخرافات دينية. 

وبنفس الوقت يعني للبعض الآخر أحد المصادر للمعلومات التاريخية والجغرافية والانتروبولوجية والاجتماعية.. 

ولآخرين مصدراً يتم اعتماده في معرفة ودراسة الأساليب الأدبية الكتابية في حقب وعصور قبل الميلاد. 

وهناك من يعني له هذا الكتاب مصدراً في دراسة واستخراج الشعوب والاثنيات والأقوام القديمة، 

أو التعرف على فلكلور شعب اسرائيل وشعوب قديمة (لازال البعض منها حيا) ، ودراسة عاداتها وتقاليدها في الولادة والزواج والطلاق ودفن الموتى، وعباداتها ، وفنونها وآلات طربها وأغانيها، وطريقة مأكلها وأنواع مأكولاتها، وزراعتها وماذا كانوا يزرعون ، صناعاتها ومنتجاتها وطرق انتاجها ، ملابسها وموديلاتها ومنسوجاتها وألوانها ، والمواد التي تدخل في خياطة الثياب لرجال ونساء أطفال تلك الأزمنة. 

إضافة الى أمور شتى وعديدة لا أحب أن أسترسل كثيراً في تعدادها وعديدها لأنها فعلا طويلة وكثيرة جداً. 

ما أحب أن أقوله أن الكتاب المقدس ، إضافة الى أنه يروي قصة الله في تاريخه مع شعب اسرائيل جاء مكتوبا بأسلوب بشري عادي جدا لكنه يحوي غنى كبيرا حيث يسلط الأضواء حول رؤية الانسان وطريقة تفكيره وتعبيره وقراءته لماضيه وخبرته الانسانية بطريقة تكاد تكون فريدة، لأنه قرأها على ضوء علاقة خاصة : الله ـ اسرائيل ، والله ـ الانسان . إضافة الى أنه كُتب من قبل كتّاب استخدموا أساليب أدبية مختلفة يمكن التعرف عليها ودراستها. 

وبالرغم من خصوصية الكتاب في جانبه المتعلق بشعب اسرائيل بشكل محدد وخاص وعن طريقه لكل البشرية، فانه لا يمكن تجاهل أن الكتاب يحوي ارثاً انسانياً ضخماً جداً يهمّ كل البشرية ، ولم يستنفذ لغاية يومنا وسوف لن ينتهي الدارسون من استخراج ما لم يتم دراسته لغاية اليوم بالشكل والطريقة التامة لمزيد من المعرفة. 

يمكن القيام بجولة متواضعة بين صفحات هذا الكتاب (الإرث الثقافي العالمي) لعن طريق تسليط الضوء على بعض من مفرداته  البسيطة والمعروفة ومن خلال استخدام هذه العبارات نتعرف على عالم أكبر يحمل في طياتها عبير وعطر بداياته التي لا زلنا نعيش ونتمتع بها ونشم روعة عطرها ، ونتأمل في جمال الأعمال الفنية الرائعة لقصص وشخصيات هذا الكتاب ، التي قام بها أكبر وأشهر فناني العالم بانتاجها حيث ملأوا بلدان اوربا في كنائسها ومتاحفها وساحاتها وحدائقها بتحف فنية عظيمة ،  ولا زالت محتويات هذا الكتاب ـ المقدس تفتح أمامنا طرقا للتعرف والتعلم والبحث بتواضع . 

في رحلة نختار فيها من هذا الكتاب موادا أو كائنات أوعبارات مما هو لطيف وشيّق وغير مثير للاقتتال والجدل العقيم ، ومما تحويه صفحاته الثمينة بكنوزها من الارث الانساني بكل أجناسه وصوره ومستوياته ، مع شيء من الارث الرابيني ، والعربي والاسلامي حين يكون ذلك متاحاً .

 

 

الفول

الفول بالعبرية פּוֹל  ـ  pool ومعروفة ايضاً بالفول في دول الشرق الأوسط . 

وهو من البقول fava bean  التي تزرع كثيراً في اسرائيل وسوريا ومصر والعراق وغيرها ، اضافة الى البقول الأخرى kidney bean  التي تسمى بالفاصوليا الحمراء أو البيضاء. وتسمى في العراق بتسميات متعددة بحسب نوعها: باقلاء خضراء وباقلاء يابسة ، أو باجلا ، وهي من الخضراوات (والحبوب) المعروفة والمذكورة والمأكولة في الكتاب المقدس أيضاً . 

ففي كتاب النبي حزقيال (القرن السادس قبل الميلاد) وهو في السّبي في أرض بابل تأتيه هذه الكلمات : 

" وأنت فخُذْ لك حنطة وشعيراً وفولاً وذرة وكِرسنّة واخلطها في وعاء واحد، واصنع لك منها خبزاً تأكل منه". المرجع : (حزقيال 4: 9). 

الذرة يمكن أن تترجم على أنها حبوب الدخن أيضاً المعروف اليوم في العراق كغذاء لبعض أنواع الطيور والعصافير وطيور الحُب . والكرسنّة وهي نبتة بقولية وتسمى أيضاً (بيقية  : باللاتينية Vicia  ) التي يوجد منها عشرات الأنواع من ضمنها البرية أيضاً.

من دون الدخول في تفاصيل علم النبات وتحديد نوعية الحبوب والبقول تفصيليا.  فأن نصّ حزقيال أعلاه لم يجهزنا بطريقة طهي أو طبخ خلطة الحبوب والبقول هذه . لكن يبدو أنه في بابل كانت معروفة جيداً طبخة المخلوطة المعروفة اليوم بنفس الاسم . وليس من الضروري أن يوصي النصُّ النبي حزقيال بطريقة الطهي لأنه بالتأكيد كان ذكيا وماهراً بما فيه الكفاية ليعرف بأن عليه أن يغلي الحبوب والبقول في الماء، ثم ينتظرها لتنطبخ جيدا فيأكلها. 

ربما ـ إن لم يكن من الأكيد  ـ يكون البابليون قد أعدوا وأكلوا طبيخ المخلوطة ليس فقط بحسب وصفة النص الكتابي الخالية من تفاصيل كميات الحبوب والبقول المذكورة في نص حزقيال أعلاه ، لكن من المؤكد أن يكونوا قد أضافوا اليها قليلا من الملح وقليلا من الزيت ، لتطييب وتحسين مذاقها.

ما يثير الانتباه في هذا النص أن الطبق الذي كان على حزقيال إعداده كطعام له ، يأتي النص على تسميته بعبارة الخبز وليس طعام . من المعروف في الشرق (الكتابيّ على الأقل) كان يُقصد غالباً من عبارة الخبز ليس فقط الخبز المعمول من عجينة دقيق الحبوب ـ وخبزه في مواقد النار، لكن كان يُقصَد من العبارة أيضاً الطعام بشكل عام . وتكفي الاشارة هنا الى القول الكتابي المعروف والذي انتقل الى كل لغات وشعوب العالم وأمثالها : (أنْ تأكل خبزك مِن تعبك ـ أو مِن عرق جبينك) الذي يدلّ على أن المقصود بعبارة خبز ليس فقط الخبز العادي المعروف بل اشارة الى الطعام عامة . وما يساعد في رجاحة هذه الفكرة، أن كلمة خبز بالعبرية وبالآرامية والسريانية أيضاً هي عبارة (ل ح م ـ ل خ م ) التي تنسب اليها تسمية المدينة الاسرائيلية (بيت ل ح م ) وليس (بيت خ ب ز) ، فلا تستخدم عبارة ( خ ب ز ) المألوفة بالعربية  . لكن تبقى فكرة جيدة وصالحة للبحث بالتجربة عن امكانية أن تكون هذه الخلطة لعمل عجينة لخبز (حزقيال) وليس لطبق طبيخ المخلوطة فقط .

بالعودة الى موضوع المخلوطة ، الأكلة التي أوحي الى حزقيال لإعدادها وأكلها، فان أكلة المخلوطة معروفة في الشرق الأوسط ، وهناك قصة كنت قد كتبتها قبل سنوات قليلة عن أصل المخلوطة وأعتقد بأنها لطيفة ، يمكن قراءتها في نهاية هذا المقال . 

 

دعوة اولى : للنساء 

 

نوجه دعوة لطيفة وفنتازية الى المهتمين بشؤون التغذية والخبازين والطباخين الماهرين ، وبشكل خاص الى السيدات الماهرات والفنانات في الطبخ واعداد ألذّ الأطعمة ، أن يحاولنَ القيام باعداد دقيق (طحين) من حبوب وبقول النص الكتابي المذكور أعلاه لحزقيال ، وتهيئة عجينة ، بمقادير (مختلفة) يتم تجربتها لاعداد الخبز منها ، للتوصل الى صناعة خبز جديد يمكنه أن يدخل من جديد كسابقة في التاريخ المعاصر، ومحاولة الوصول الى أفضل المقادير وأفضل طريقة لتحضير عجينة هذا النوع الجديد من الخبز. ويمكن أن يكون للخبز الجديد حظاً في السوق العالمية ، خبزاً طيب المذاق وصحيا أكثر لكثرة المواد الغذائية التي يحويها.

 

دعوة ثانية : للباحثين 

 

ومن جانب آخر يمكن لـ  (خبز حزقيال) أعلاه أن يكون مادة جديدة للبحث العلمي الغذائي من قبل العاملين والمهتمين والمختصين في هذا المجال ، لاجراء التجارب على خبز يصنّع من عجينة الخلطة الحزقيالية (نسبة الى النبي حزقيال ـ النبي اليهودي العراقي : ذي الكفل ) ودراسة فوائده الصحية. وربما سيكون أول بحث في هكذا نوع في مجال انتاج الخبز في التاريخ . يستحق فيها الباحثون العرب والعراقيين (أو الاسرائيليين ) القيام به ويكون فرصة في المساهمة في مجال علم التغذية في عالمنا ، وربما يتوصلوا الى دراسة امكانية مساهمته كعلاج لبعض الأمراض ، أو طعاماً يساعد في التقليل من الأصابة بأمراض معينة. والأمر بيد  المهتمين وذوي الاهتمام.

 

كخاتمة لمقالنا الذي استخدمنا فيه عبارة واحدة وهي (الفول) التي انطلقنا منها في بحث قصير عنه من (الكتاب المقدس)، خدمتنا في التعرف على شيء من التراث الشرقي والغذائي أيضاً، وفتحت لنا بابا جديداً  ! يمكن أن يخدم معرفتنا الانسانية وبطننا الحبيبة من خلال (خبز حزقيال) و طبق "مخلوطة" حزقيال ـ ذي الكفل) . 

هكذا قراءة للتراث الانساني في تراث الكتاب المقدس تتوسع من خلالها امكانياتنا على المعرفة الأكبر وربما على الاستثمار الغذائي والسياحي بافتتاح مطاعم في كل العالم وعلى الأقل في مدينة ذي الكفل العراقية حيث مرقد النبي حزقيال ، لتقديم خبز وأطباق حزقيال النبي ـ ذي الكفل. 

 

(البقول) بالانكليزية تحولت الى ( بنّ ) القهوة العربية :

 

أحب أن أنهي الخاتمة بطبق لغويّ مستوحى من كلمة : Bean  الانكليزية التي تستخدم للدلالة على البقول وبعض الحبوب أحياناً ، هذه الكلمة دخلت الى اللغة العربية وتم استخدامها حصرياً  في عبارة الـ (بنّ) التي تطلق على حبوب القهوة باللغة العربية  .

وأخيراً، وهي ليست بمزحة بسيطة : ستبقى حقوق اختراع أو اكتشاف فكرة  خبز وطبق حبوب مخلوطة النبي حزقيال ـ ذي الكفل من حق كاتب المقال وهذا الموقع ، لذا توجّب التنبيه ، وبعكسه ستتم الملاحقة القانونية والقضائية لكلّ من لا يذكر جهة اكتشاف واختراع هذا الخبز والطبق الحزقيلي ـ ذي الكفل ، في المحاكم الدولية ، مع التقدير. وأدناه قصتي حول العزيزة المخلوطة.

 

" قصة المخلوطة "

 

ونحن نحتسي فنجان قهوتنا، سألت جليسي الشقندحي : بالله عليك، ألا تخبرني بما في جعبتك اليوم ، مما قد نسيه الزمان، ومما قد لا يسأل عن سببه وأصله إنسان.

 فقهقه جليسي الشقندحي بضحكته المعهودة ، ووضع فنجان قهوته جانباً ، قائلاً: نعم، سأقص لك قصة أصلِ واحدةٍ من ألذّ مأكولاتنا. فقلت هاتِها وزِد قهوة. فقال: سأرويها لك :

كان هناك منذ زمن بعيد بعيد، رجل فقير الحال معدم العمل والرزق، له عاهة في جسمه تعيقه عن العمل، وله من الأطفال الصغار خمسة تركتهم له زوجته التي كانت تعيلهم، حيث توفيت منذ أشهر. فاضطروا لاستجداء طعامهم، وكان أهل القرية يتصدقون عليه حين يطرق بابهم، بما تمنّ به أيديهم وغالباً من الزاد ومما قد طبخوا لبيوتهم. فكان يجول في القرية قبل ظهر كل يوم، وإذا كان منشغلاً ببيته البسيط وبالأولاد فيرسل أحد أطفاله للقيام بالعمل هذا. فكان أن ينتقل من بيت إلى بيت، حاملاً معه قدراً و كيساً على كتفه، ليجمع ما يرزق به له ولأولاده. فيحسنون إليه بشيء مما قد أعدّوه لأنفسهم، وهكذا فإنه يمرّ على أكثر من بيت، وكلّ ما يكون متوفراً وما يمكن أن يُسعفونه به، يضعونه في قدره. ويعود للبيت بعد اللفّ والبرم، ويكون قد أتى للبيت بقِدرٍ فيه ممّا قد وضعوا له فيه من الطبيخ، وفي الكيس شيء مما جادوا به من الخبز أو من فواكه القرية.. ويلتفّ الأب مع أولاده للأكل، وما يتبقى ويفضل من الأكل والزاد فلوجبة العشاء. وكانت هذه حالهم في كلّ يوم منذ أن ماتت زوجته.

وحدث في يوم من الأيام أن دخلت إليهم إمرأة من أقاربهم، جاءتهم من قرية أخرى ليست بقريبة عليهم مع إبنٍ لها، لتزورهم وتتفقد حالهم ولتطمئن عليهم، بعد فترة طويلة لم يتسنى لها زيارتهم منذ وفاة الأم، وفي ساعتها كان أهل البيت يأكلون غداءهم. فرَحّبوا بها وبمقدمها لزيارتهم ، ورجوها أن تتفضل وتشاركهم غداءهم . فجلست معهم، وأكلت. وبعد أن فضّوا الغداء، جلست مع الرجل والأولاد يشربون قدحاً من الشاي.

 فسألته المرأة عن أمورهم وحالهم، وأخبرته بأنه يطبخ جيداً، قائلة له : سلمت يداك على هذا الغداء الجيد، فإني أرى أنك قد طبخت طبخة طيبة، ولكنها غريبة ، لم أسمع بمن طبخها من قبل ، هلا أخبرتني كيف طبختها، قد يروق لي أن أطبخ مثلها لبيتي وأهلي. 

وما كان منه إلا أن يضحك مجيباً : إنني لم أطبخها ، وكل ما في الأمر فإنها مجموع ما تفضّل به المحسنين من الضيعة، فكما رأيت ففيها العدس، الحمص، الفاصوليا والبرغل.. فكلّ منها من بيت، وخلطت في قِدرنا الذي أكلنا منه. فما كان من الضيفة إلا أن تفتح فاها وحدقتيها، بشيء من التحبب لفكرة جديدة في أكلة لذيذة وجديدة.. 

ولا أحبّ ان أطيل عليكَ، فما أن غادرت المرأة راجعة إلى قريتها وبيتها، وإذا بها تطبخ مما أكلته في بيت أقاربها، وتفاجيء بها زوجها وأولادها وبيت حماها الساكنين معها، الذين أكلوها واستطابوها، قائلين لها سلمت يداك على هذه الأكلة المخلوطة. وهكذا أصبحت المخلوطة أكلة من ضمن قائمة المائدة، وانتشرت وأصبحت شعبية بتداول وتعوّد الناس عليها وعلى مذاقها الطيب، وبالخصوص في لبنان وسوريا.

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47248
Total : 101