العلاقة السياسية المتأزمة , بين التيار الصدري وحزب الدعوة والسيد المالكي . ليس وليدة اليوم , بل تجر خلفها سنوات من الصراع السياسي العنيف , ويتحول بعض المرات الى صراع دموي بالسلاح القاتل , ولكن بعض المرات يموج في العلاقة بين المد والجزر , وفي المقاطعة السياسية , وان هذا الخلاف السياسي العميق , يساهم بعدم ترطيب الاجواء, او تهدئة المناخ السياسي , كي يساهم في حلحلة الازمة السياسية , حتى تستطيع الاطراف السياسية , العبور الى التوافق والتفاهم والحوار , في سبيل منع الامور من ان تدخل في نفق مظلم , فقد جرب كل طرف , الوسائل اللاديموقراطية , وخاصة اللجوء الى لغة السلاح ولعلعة النيران , مرات عديدة عبر مليشياتهم المسلحة . ولكن المؤشرات السلبية , التي ظهرت مؤخرا , تشير الى التصاعد الخطير , ضمن المناخ السياسي المظلم والانهيار الامني , والاجواء الخطيرة التي تهدد , العملية السياسية بالانهيار . ليدخل الوطن في مرحلة التخريب الواسع والشامل , والذي يهدد مكونات الوطن بانهاء مرحلة التعايش الى مرحلة الانقسام الكامل , وانتقلت هذه العدوى الخبيثة الى المكون الواحد , المكون الشيعي او ( البيت الشيعي ) الى الصراع العنيف والدموي , والخلاف الحاد , وغياب لغة الحوار والتفاهم بين الطرفين ( المالكي والصدر ) , يأخذ بالتصعيد المستمر بالخطورة القصوى , وخاصة بعد استلام التيارالصدري , زمام القيادة لمحافظة بغداد , وعدها المالكي تجاوز الخط الاحمر , وزيادة في استخدام نهج سياسة كسر العظم , لذا راح كل طرف يحشد ويجند قواه وامكانياته , في تسقيط الاخر , بجملة من الاتهامات الخطيرة , وباللهجة الساخنة والعدائية , بممارسة الفساد المالي والسياسي , باقوى العبارات في اعلامهم المتشنج والمتوتر , مما ادى الى تعكير الاجواء اكثر خطورة بالاتهام في اغتيال احد ابرز قادة التيار الصدري ( حازم الاعرجي ) في مدينة الكاظمية مؤخرا , وضمن هذا التدهور السياسي بين الجانبين , تاتي دعوة زعيم التيار الصدري , الى الخروج في تظاهرات في عموم المحافظات , ضمن حملة اطلق عليها ( اطلاق سراح المعتقلين الابرياء والمقاومين الشرفاء ) , ونعرف ان تيار الصدر , يستخدم كل الضغوط من اجل اطلاق سراح معتقليه من السجون العراقية . وياتي الرد السريع من السيد المالكي بالحزم والصرامة القاطعة . بالنفي بشدة وجود معتقلين في السجون العراقية , تحت عنوان المقاومة الشريفة العراقية . وازمت الحالة المتوترة اكثر خطورة بين الجانبين , هي المجزرة المروعة للمواطنين الابرياء في مدينة الصدر ( الثورة ) والتي سقط فيها مايقارب 300 بين قتيل وجريح , والاضطرابات اللاحقة من هذا الحدث الكارثي , في احتلال شوارع المدينة وتعطيل الدوام الرسمي ومنع الاجهزة الامنية من دخول المدينة , كاحتجاجات شعبية بتقاعس وضعف الحكومة , في الحد من الجرائم , التي ترتكبها العصابات الارهابية ووحوشها البهائم . ان سلسلة من التراكمات في العلاقة المتأزمة , التي وصلت الان الى قصى درجات الخطورة , يتبادر الى الذهن , بعض التساؤلات المخيفة والمرعبة , هل يقود هذا التأزم الخطير باعلى مراحله , الى استخدام لغة السلاح وسقوط مواطنين ابرياء ؟ وهل يستطيع البيت الشيعي ان يسيطر على الجانبين من وقوع الكارثة ؟ ان ساعة الحسم دقت اجراسها في دولة الحواسم الديموقراطية.
مقالات اخرى للكاتب