ماحصل في محافظة كربلاء المقدسة كان أمرا خارج المقاييس العقلية والحسابات فأن تقوم مجموعة بالهتاف لصدام حسين وفي وضح النهار ووسط تواجد أمني مكثف وفي محافظة كربلاء المحافظة المقدسة والتي أنكوت بنار النظام السابق وتصرفات ضباط الامن فيها وعانت ماعانت في السنوات التي حكم بها صدام ولهذا التصرف والهتاف بحياة صدام له معاني كبيرة ليس من مصلحة الحكومة أو الدولة أو الحزب الذي يمتلك الاغلبية فيها وهو حزب الدعوة التهرب منها بالقول أنهم شرذمة أو أنهم خونة وبعثيين ولكن الاولى والاجدر دراسة الحالة بدقة وتشخيص ماحصل بكل صراحة وان كان الاغلبية من السياسيين لايمتلكون هذه الصراحة
لتشخيص الحالة بدقة يجب أن نعود لحدث قام به أهالي كربلاء المقدسة وهو قيام شيوخ العشائر قبل عدة سنوات بمطالبة الحكومة بالغاء عقوبة الاعدام بحق المحافظ الاسبق لها في عهد النظام السابق وهو الفريق صابر الدوري والذي ترك اثرا طيبا لدى أهالي كربلاء عندما اصبح محافظا والا فليس من المعقول أن يتداعى شيوخ العشائر الكربلائية لتقديم مثل هذا الالتماس للحكومة لولم يكن صابر الدوري قد قام بما هو فعل طيب واعمال عادلة مع الناس لذلك قاموا بمناشدة الحكومة بالغاء اعدامه بل والمطالبة باطلاق سراحه وهذا المثل أنا سقته لكي نفهم نفسية المواطن الكربلائي البسيط والذي لايريد من الدولة والحكومة غير العدالة ولاشيء غير العدالة والهتاف بأسم صدام وفي وسط كربلاء له معاني كثيرة وتتلخص بأن الذين يحكمون ليسوا أحسن من صدام وليسوا ارحم من صدام حسين وهي رسالة خطيرة بان الشعب الكربلائي وهو جزء من الشعب العراقي اصبح يفضل صدام حسين مع أجرامه وحروبه وغيرها من السلبيات على نظام حكم ديمقراطي منتخب ولكن السؤال المهم والملح لماذا حصل ماحصل وكيف حصل؟
حقيقة الامر ان موضوع هدم المحلات المتجاوزة ومايطلق عليه البسطيات هو النقطة التي فجرت الاحتقان الموجود لدى العراقيين ومنهم الجمهور الكربلائي فالكثيرين وجدوا ان البعثيين هم من يحكمون الان وأن عوائل المجاهدين والذين أعدم أبائهم وأخوانهم أصبحوا يراجعون الدوائر من أجل استحصال الحقوق والمصيبة المضحكة المبكية أن أحد الاشخاص ولن أذكر الاسم راجع لغرض اصدار شهادة جنسية تم سحبها من عائلته لكون والدهم كان قيادي في حزب الدعوة ووجد الانسان الذي يراجع ضابط الجنسية هو نفسه من سحب الجنسية وهو من أضطهدهم في حينها وهو من حرمهم من دخول الامتحان الوزاري وهناك عشرات الامثلة التي لامجال لذكرها الان وهل يعقل عاقل ان الكربلائيين يهتفون باسم صدام لو أنهم وصلوا لمرحلة اليأس من الحكومة ومن حزب الدعوة ومن يتحالف معهم والذي حصل هو جرس أنذار وهو نتيجة لكل الفساد الذي أصبح في البلد ثقافة ونهج لايجد من يوقف أنتشاره وهو اعلان صريح بان الحكومة ومن بيده مقاليد الامور الان لن يجد الكتلة الشعبية الكبيرة التي يامل أن تنتخبه فالعراق مع الفساد المستشري ومع عدم القيام بمصالحة وطنية حقيقية وعدم القيام ببعض الامور التي تعطي الايحاءات الجيدة للمواطن العراقي بأن العراق يسير على النهج الصحيح ولوكنت مكان السيد المالكي لوجدت طريقة قانونية تجعله يخفف الحكم عن صابر الدوري أو يلغيه أنطلاقا من مبدأ المصالحة الوطنية ولان من هو محسوب على النظام السابق ويطالب اهالي كربلاء باطلاق سراحه هو رجل لااعتقد انه أرتكب جرما أو كان مجرما لان أهالي كربلاء يعرفون من ظلمهم ويعرفون من كتب عنهم التقارير للامن ويعرفون من عذبهم وللعلم فهناك من هم الان في مواقع أمنية كانوا يعملون في أمن كربلاء وماأدراك ما أمن كربلاء واللبيب من ألاشارة يفهم وكل الذي حصل في كربلاء سيتكرر في محافظات أخرى ولو بصورة مختلفة لان الناس أصابها الملل واليأس من أي أمكانية لحصول تغيير في النهج السائد والسلام على الحسين الذي كان صاحب اول ثورة ضد الظلم في التاريخ والحق يعلوا ولايعلى عليه وحمى الله العراق والعراقيين .
مقالات اخرى للكاتب