عندما يقدم حزب سياسي نفسه الى الامة على انه حزب (اسلامي) يرفع شعار (مرضاة الله غايتنا) ويعلن على الملأ اهدافه ومشروعه السياسي الذي يسعى لتحقيقه ويقول بوضوح وصراحة انه يعمل بارشاد وتوجيه المرجعية الدينية وهو يرى ان الشريعة الاسلامية هي (منهج للحكم وللحياة) ثم يتحمل النقد الذي يوجه له عن خضوعه لاشتراطات الواقع في بعض المنعطفات السياسية ويستمر بالعمل بنفس الروحية والمنهجية التي اعتمدها منذ تأسيسه ، فما الذي يتوقعه منه الاخرون؟
اليست الشريعة الاسلامية هي التي يصفها اغلب المرائين على وسائل الاعلام بانها (سمحاء) و (عادلة) و (تؤسس لحقوق الانسان) كما لم تؤسس لها المناهج اللبرالية والديمقراطية ويصرحون بانها مثالية اكثر مما تحتمل الحياة ، فلماذا لا يرضون بها حكما في تنظيم الحياة؟
الا يصرح الحقوقيون بان الفقه الجعفري هو التشريع الافضل لضمان حقوق المرأة في حياتها الزوجية والاسرية ، فلماذا يعتبرون الاحتكام اليه (لمن يرغب) تطييفا للمجتمع؟
وكيف تحول الاحتكام الى الفقه والقضاء الجعفريين تقسيما للوطن بأكثر مما اعتبرت به الفدرالية ؟
وهل القضاء الجعفري هو سبب مطالبة الاخوة في المناطق الغربية بانشاء اقليم خاص بالسنة العرب ؟ ام مشاريع القوانين الشرعية هي التي حدت بالكتل والشخصيات السياسية المعروفة للمطالبة سابقا بانشاء اقليم الوسط والجنوب او اقليم البصرة ؟
لقد قلنا في اكثر من مقال وندوة ان الضامن الوحيد لوحدة العراق هو تحقيق وحفظ المصالح المشتركة لجميع مكوناته عبر اعتماد نظام اقتصادي يؤمن عيشا رغيدا امنا لجميع المواطنين ، اما الاحتكام الى الشريعة الاسلامية (اختياريا) في مسائل الاحوال الشخصية فهو ابعد ما يكون عن التسييس وسائر التهم التي توجه لمشروعي القانونين الذين قدمهما السيد وزير العدل ، وان مطالبة بعض الشخصيات الليبرالية بان يقوم حزب الفضيلة الاسلامي بمساءلة وزير العدل عن هذين المشروعين ماهي الا زوبعة في فنجان يراد لها التعمية عن اخفاقات تلك الشخصيات ابان تسنمها موقع القرار تحت رعاية سلطات الاحتلال.
ذكر بعض المقربين ان الشهيد السيد محمد الصدر (قدس سره) كان ياتي الى البراني كل يوم في الزمن الذي لم يكن الناس ملتفتين فيه الى وجوده الشريف ، فقال له بعض العاملين في المكتب مامعناه (سيدنا لو جعلت حضورك بين يوم واخر) فاجابه (قدس سره): اتعلمني ديني؟ حبيبي انا اتي للبراني لاحتج على الناس.
لقد قدم وزير العدل حجته على الامة وعلى ممثليها في الحكومة والبرلمان والله سبحانه وتعالى هو الشاهد والرقيب وهو الوكيل والحسيب.
﴿فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (الشورى ١٥﴾
مقالات اخرى للكاتب