Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
قبائل عربية احترفت الجنون
الخميس, تشرين الثاني 27, 2014
كاظم فنجان الحمامي

ما أكثر القبائل العربية التي امتهنت الجنون، وأصرت على العودة إلى العصور البدائية، واختارت العيش في عزلة تامة بين الكهوف والجبال والصحاري أو في أعماق المستنقعات النائية. وما أكثر القبائل التي ظلت تتصرف بهمجية مطلقة، وتتباهى بجهلها وتخلفها، معلنة رفضها لنداءات التحضر والتمدن. في اليمن قبيلة (حميرية) قرر أبناؤها خلع ثيابهم والاحتفاظ بما يستر عوراتهم، والتجوال نصف عراة لأسباب لا تخطر على بال الهنود الحمر ولا على بال قبائل التوتسي والهوتو وقبائل البالوبا. لكنك ما أن تعرف السبب حتى تُصاب بالذهول، وربما تصاب بصدمة عنيفة تسقطك بالضربة الحضارية القاضية، فالناس هناك وعلى وجه التحديد في مدينة (تُلُّبْ) قرروا خلع ثيابهم لأن رئيس قبيلتهم أُصيب بمس من الجنون أفقده عقلة، ثم عاد إلى قريته بعد سنوات طويلة أمضاها هائماً على وجهه في الوديان والبراري وهو حاسر الرأس، حافي القدمين، عاري الجسد، وقد أطلق العنان للحيته وشعره الكثيف على طريقة الأقوام الأسترالية البدائية، وما أن رأوه حتى خلعوا ثيابهم مثله، لأنه مثلهم الأعلى في كل شيء حتى في الجنون، وهكذا أصبح الجنون من خصالهم القبلية المتوارثة، التي ظلوا يتفاخرون بها ويتمسكون بها حتى يومنا هذا. ثم يأتي دور شعراء القبائل ومغالاتهم في التلاعب بأعصاب المجانين والمخابيل فيمجدونهم ويعظمونهم ويرفعونهم إلى العلياء، عندئذ ينتفخ المجانين فيقفون على حافة الانتحار، وتصبح الرعونة رجولة، والتهور حكمة، والمجازفة شجاعة، فتضيع الحقوق، وتذوب الأعراف، ويتهشم العدل الإنصاف تحت أقدام القطعان البشرية الزاحفة على غير هدى نحو ارتكاب المزيد من الحماقات الموروثة. فتتوسع دوائر الشر وتتعمق جراحها يوم لا ينفع النصح ولا تجدي الموعظة، ويصبح التبجح بالجهل سمة المجانين، الذين ظلوا يتغنون بهذه الأبيات حتى يومنا هذا:- لَئِنْ كُنْتُ مُحْتَاجًا إِلَى الْحِلْمِ إِنَّنِي إِلَى الْجَهْلِ فِي بَعْضِ الْأَحَايِينِ أَحْوَجُ وَلِي فَرَسٌ لِلْحِلْمِ بِالْحِلْمِ مُلْجَمٌ وَلِي فَرَسٌ لِلْجَهْلِ بِالْجَهْلِ مُسْرَجُ فَمَنْ شَاءَ تَقْوِيمِي فَإِنِّي مُقَوَّمٌ وَمَنْ شَاءَ تَعْوِيجِي فَإِنِّي مُعَوَّجُ وَمَا كُنْتُ أَرْضَى الْجَهْلَ خِدْنًا وَلَا أَخًا ولَكِنَّنِي أَرْضَى بِهِ حِينَ أُحْوَجُ أَلَا رُبَّمَا ضَاقَ الْفَضَاءُ بِأَهْلِهِ وَأَمْكَنَ مِنْ بَيْنِ الْأَسِنَّةِ مَخْرَجُ فَإِنْ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ فِيهِ سَمَاجَةٌ فَقَدْ صَدَقُوا وَالذُّلُّ بِالْحُرِّ أَسْمَجُ نتمنى أن نرى حداً لهذا الانزلاق الحضاري والسقوط الاجتماعي الذي أحدث شرخاً كبيراً في اللحمة الوطنية لمعظم البلدان العربية، ومزقها أشلاءً بين القبائل المستهترة. من هنا يتعين على الحكومات أن لا تكون طرفاً في تأصيل القبلية والعنصرية، وأن تقف وقفة صادقة في مواجهة دعاة الجنون القبلي. آملين أن تكون لمؤسساتنا الثقافية إسهامات تليق بنا كـأمة عريقة تتباهى بإنسانيتها وعدالتها ووعيها وعبقريتها، وتتفاخر بثقافتها وشموخها بين الشعوب والأمم، وأن لا نعود القهقرى نحو التعصب والجنون، وإلا فأن مصيرنا سيكون كمصير الديناصورات العظيمة التي قتلها طيشها وتهورها.
مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45445
Total : 101