داعش البعيدة عن السلوك الحضاري ، ظاهرة مزعجة وستمتلك ديمومة طويلة ، فهي نتاج ردة فعل للعلاقة الحذرة بين الشرق والغرب وبين الاسلام والمسيحية ، وهذا ما يفسره لنا من ينتمون الى داعش من الصين وسنغافورة والفلبين والشيشان وافغانستان والسعودية واليمن وسوريا والعراق والأردن ودول الخليج ومصر وبلدان المغرب العربي قاطبة ودول الاتحاد السوفيتي السابق وتركيا ومسلمين من اوربا وكندا وامريكا واستراليا واغلبهم من جنسيات مغاربية .
هذا التوسع الجغرافي والبشري في صورته الأممية يؤشر الى عصر جديد من الصراع الحضاري ويضع مفهوم الرؤيا في كتاب صدام الحضارات ل ( صموئيل همنجتون ) في طور التطبيق بعد أن تم تطبيق مراحله الاولى في افغانستان والعراق وسوريا.
داعش في قراءة قدرية للكتاب تبدو نتاجا طبيعيا للسلوك المحسوب في محاولة خلق منطقة النار والثأر من أجل الهيمنة وإبقاء الذات الامبريالية العليا هي صبغة العصر والمهيمن على روح النفط والمال والتصدير.
لهذا كان هذا الفعل وردته المعادل الضد لتلك المتغيرات والخطوات التي ابتدأت بكتاب ورؤية ونصيحة من صقور البنتاجون وانتهت بمجيء البارجات وافواج المارينز والجيوش الحليفة الى الشرق الاوسط .
داعش شعار ضد اوربا والغرب والنصرانية ، والغريب انها نست هاجس التطرف في معاداة اليهودية ، وهذا ما تشاغل داعش نفسها عن تفسيره وتبتعد عنه في حرج أو صمت أو قصد لتعلن عدائها الايدلوجي لمطاعم البيتزا ومحلات الهمبرجر والنساتل والبيرة.
هذه العصابة المارقة هي علة ووباء في الجسد العربي ــ المسلم .
مرض سرطاني يكره الحداثة والبيزا والهريسة وصواني المولد . فالبيتزا يشك فيها لحم خنزير والهريسة لها علاقة بالعاشر من محرم وصواني المولد بدعة الدراويش والمتصوفة من اهل السنة..
بين الهمبركر وداعش أضع العراق في حيرة الدمعة . واحسب هذا المسمار القاسي قد دق اسفينه في الخارطة العراقية .وافسح المجال لكل من هب ودب ليلعب لعبته في هذه البلاد.
آه يا بلاد ، أطلبي الرحمة من خلال حناجرنا .. لتموت داعش حتى لو بهمبركر مسموم وليس بميراج أو سوخوي.
مقالات اخرى للكاتب