الماسونية أو البناؤون الأحرار هي منظمة عالمية تتصف بالسرية والغموض ، لذلك يتهما البعض بأنها "من محاربي الفكر الديني" و"ناشري الفكر العلماني" والالحاد وهى في أهدافها الحقيقية السرية ضد الأديان جميعها وتعمل على هدمها وتعمل على الصراعات فيما بينهم بعضهم وبعض .و تستخدم مصطلحات مسيئة تجاه الله تصل لحد التجديف.. وانها المسئول الاول والاخير عن تجاره الجنس والسلاح والمخدرات وانها تمهد للمسيح الدجال .
اذن فهي حركة عالمية تسعى للسيطرة على العالم وفرض افكارها ومبادئها وتبحث عن الارضيات الخصبة والبيئة السانحة لزرع الحادها وكفرها . وقد وجدت في العراق واحدة من اخصب الاراضي لتحقيق اهدافها .
جندت الماسونية رجالها في العراق في كل المجالات وزجتهم في كل الاختصاصات وتمكنت عبر عقود من الزمن من تنفيذ اجندتها بواسطة مازرعته من رجال واعضاء ارتقوا لمناصب عليا على جميع الاصعدة السياسية والاجتماعية والعلمية والدينية والعسكرية ففرضت هيمنتها واعادت البلاد لعقودا بل قرونا من الزمن ودمرت اقتصاده وتعليمه وقدراته العسكرية فاصبح مثالا لما تحلم به الحركة وما تسعى لجعل العالم عليه .
كان العراق في فترة الخمسينيات واوائل الستينيات في مقدمة الدول العربية علميا وثقافيا وكان مثالا يحتذى به وهذا مايمكننا ملاحظته بمجرد الاطلاع على اي صورة تقع عليها اعيننا لاحدى مدارس او جامعات العراق في تلك الحقبة الزمنية التي كان يحلم الطالب العربي فيها لان يحصل على شهادة من جامعة بغداد او احدى مدارسها . وهنا لعبت الماسونية دورها وحركت واحدا من اقوى اجنحتها وهو حزب البعث الذي تأسس على يد واحدا من ابرز اعضاؤها وهو (ميشيل عفلق) الذي استثمر الشعارات القومية الاشتراكية خير استثمار في تأسيس حزبه الماسوني . وتمكن من نشر افكاره بطريقة عجيبة معتمدا على الدعم الذي تقدمه الحركة العالمية له .
دخل البعث للعراق وبدأت سلسلة الدماء والقتل والانحدار بالمستوى التعليمي والثقافي للفرد والمجتمع . فلو لاحظنا بتمعن الاحداث السياسية والعسكرية التي وقعت بعد دخول هذا الحزب الظلامي ومقتل عبد الكريم قاسم , فأننا سنكتشف وبصورة واضحة وجود خطة ممنهجة ومرسومة للانحدار بالمستوى العلمي وتدمير الانسان العراقي ثقافيا واقتصاديا وزجه في حروب وصراعات جعلت منه انسانا متعبا كل ما يهمه هو ان يوفر لقمة العيش لا اكثر .
كل الادلة والشواهد تدل على ان صدام حسين الذي حكم العراق عقودا من الزمن كان من ابرز وانشط اعضاء الماسونية قبل وبعد توليه المنصب . وهو ابن الحركة الذي جندته لقيادة مشروعها في الكبير في العراق . ونجح في ذلك عن طريق احكامه السيطرة على العراق وقتل علماءه وترحيلهم وقيادة البلاد كلها في اتجاه واحد وهو التمجيد والعبودية للصنم القائد , افعل ماشئت الا الدين فهو محط شبهة واتهام .
يتوضح هذا الامر جليا بمجرد المقارنة بين الفترة التي سبقت حكم البعث وما بعد الاطاحة بهذا النظام الدموي , حيث نلاحظ الانحدار الفكري والمعيشي والمستويات العالية من الجهل والامية , فأصبح مجتمعنا في صفوف المجتمعات المتخلفة والتي يسهل على كل من هب ودب نشر ما يريد خلالها وتسنى للماسونية ورجالها تمرير اجنداتها وخططها فشهد العراق موجات من الفساد والمظاهر الجديدة والتي تعد طارئة على مجتمعنا , الايمو والسحاق والمثلية وغيرها من الظواهر التي لا تخلو من دعم وتسييس يقف وراءه (رجال الماسونية) واتباعهم .
بعد العام 2003 والاحداث التي عقبت سقوط الصنم . اصبح العراق ارضا خصبة للعديد من الاجندات والحركات العالمية وفي مقدمتها الماسونية . فصار رجالها يمارسون مهامهم دون خوف او رقابة فتسنموا المناصب والوزارات وحكموا وعاثوا بالارض فسادا , ليكملوا مهمة افراغ البلد من كل محتوياته وثرواته الفكرية والعلمية والمالية . بالاضافة لما قامت به وحدات عسكرية من قوات المارينز والتي تعمل بأمرة الماسونية وتنفذ مخططاتها , وهي وحدات قتالية جميع عناصرها من اليهود تركزت اعمالهم في مناطق الفرات الاوسط وتحديدا في منطقة الكفل حيث تمكنوا من نقل اثار مقدسة لليهود .
واصل رجال الماسونية تنفيذ مشاريعهم في العراق فحاربوا كل ما من شأنه ان ينهض بهذا البلد عبر توليهم المناصب العليا كالوزارات والاستشارية في دوائر الحكومة وسعوا جهد ايمانهم لان لا تقوم لهذا البلد قائمة فحطموا الزراعة والصناعة والتجارة .
من المفارقات التي يمكن ملاحظتها ان غالبية المسؤولين ومن تسلم المناصب هم من حاملي الجنسية البريطانية (البلد الذي يحتضن قيادة الحركة) وموطنها الاصلي . وهو مايثير شكوكا حول دورها في توزيع وتنصيب المسؤولين من اعضاؤها .
العضو الماسوني يتمتع بالعديد من الصفات والميزات ويحتاج الفرد لدراسات وتجارب واختبارات عديدة ليكون ماسونيا , حيث يمكنه حضور الاجتماعات السرية للحركة والتصويت ويحظى بالحصانة .
اتهم العديد من زعماء العرب بالانضمام وعضوية الحركة وفي مقدمتهم الملك الاردني عبد الله بن الحسين وامير قطر السابق حمد بن خليفة وزوجته موزة وغيرهم .
كذلك فان رجال الدين والمعممين لم يسلموا من هذه الاتهامات بل طالت الكثير منهم فاتهموا بالتجند والعمل لصالح الحركة ولا نريد هنا ذكر اسماء فالقائمة قد تضم اشخاص قد ظلموا بهذا الاتهام .
وبين الاتهامات والتكهنات فان الماسونية تبقى واحدة من اخطر المنضمات العالمية والتي زرعت العديد من رجالها في العراق ونفذوا مانفذوا وقادوا البلاد الى الهاوي
مقالات اخرى للكاتب