عبارة معروفة تلخص حكاية ذلك الرجل الذي طلبت منه سيدته ، وفي رواية أخرى زوجته ، وثالثة قومه حاجة ، وأيا كان ( الطالب ) ووجهة سفرالرجل ، فهي لا تخرج عن الفائدة والعبرة منها ، وبينما هو خارج لقضائها صادفته قافلة كانت متجهة الى اليمن في طريقها للحج فسافر معها ، وعند عودته بعد عام تذكر تلك الحاجة ، فهرول مسرعا لكي ينجزها ، فتعثرت قدماه وسقط على الارض فقال قولته المأثورة ( قاتل الله العجلة ) وذهبت مثلا في التهكم عندما يتأخر الشيء عن أوانه ، أو لا يأتي القرار ، أو الموقف ، او رد الفعل الضروري في وقته المناسب ويتأخر اكثر مما يجب ، لأن الفارق الكبير في الوقت يفقد رد الفعل قيمته ويصبح بلا معنى ، أو يكون مضرا في بعض الاحيان ، أو أن صلاحيته للاستخدام تكون قد إنتهت ..
مواقف كثيرة في حياتنا الشخصية ، والحياة العامة بكل تفرعاتها تنطبق عليها هذه العبارة ، وتصلح أيضا لكل مكان ، من زمانها والى أن تقوم الساعة ..
مقدما لا يمكن أن يوصف قرار وزراء الخارجية العرب نهاية الاسبوع الماضي بخصوص انتهاك قوات تركية الارض العراقية ، ومطالبتها بالانسحاب دون قيد أو شرط إلا بأنه جيد … ومطلوب من باب اثبات الوجود في مثل هذه الاحداث ..
وهو في كل الاحوال يضاف الى ( أدبيات ) الشجب والاستنكار التي عرفت بها الجامعة العربية ، وليس مستغربا أن تكون الادانة بهذه اللغة وما تحمله من تهديد ووعيد في حالة تكرار ذلك ، فقد سبق أن عدوا انتهاك الارض العراقية من قبل القوات الامريكية وحلفائها تهديدا للامن القومي العربي ، وعدوانا على الامة العربية كلها ..!!…فماذا حصل بعد ذلك ..؟!!.. الاجابة معروفة …
ولكن هل يمكن أن يوصف هذا الاجتماع بالطارىء من حيث التوقيت الزمني من الحدث ، وليس من حيث الوصف الرسمي للاجتماع ، لأنه عقد بعد أيام طويلة منه..؟..
ذلك هو بيت القصيد ، وذهب بالذاكرة الى أن تستحضرعبارة ذلك الرجل الذي سقط أرضا ببسبب ( عجالته ) ..
إن استحضار العبروالدروس من الموروث يفيد بالتأكيد في مثل هذه الامور !! ومن ضمنه تلك الحكاية..
ويبدو أن العرب قد استفادوا من هذه الرواية أيضا .. ولذلك يتصرفون ( بتأن ) و( يخشون العجلة ) ولسان حالهم يقول ..لماذا العجلة في عقد اجتماع ، قبل أن تتوضح الصورة ، وينجلي الموقف ، وتبان الأمور ، لكي لا يرتكبوا خطأ !!، كما وقع ذلك الرجل وسقط بسبب عجالته !!.. وهذا كثيرا ما درجوا عليه في القضية الفلسطينية ( المزمنة ) والاعتداءات والحصارات والمجازر الاسرائيلية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ، وغيرها وكانت تستوجب عقد اجتماعات طارئة سريعة من الحدث ، ولكنها تجيء بعد فوات أوانها بأيام طويلة …..
وقاتل الله العجلة ..
{{{{{{
كلام مفيد :
من حسن الخلق أن نعامل الانسان على مبدأ ان لم ننفعه ، لا نضره …
مقالات اخرى للكاتب