كانَ سباتا استمر عاما كاملا هجرت حينها القلم بعد ان اكتشفت أن الكلمات خرساء لا تحاكي القلوب الميتة ولا تؤثر في الضمائر المعطلة التي عاثت برياضة العراق فسادا ثم صوبوا فوهة فسادهم الى جسد رياضتنا المترنحة فاردوها قتيلة!
كنت مترددا اصمت متسمرا؟ ام اجهر صارخا؟ او اعود لهذيان القلم وسط حمى صراع المتسلقين على هرم الرياضة ما بين تاجر استغل سذاجة الرياضيين واخر وصل للكرسي بصفقة سياسيين وقادته المحاصصة الى الموقع بطرفة عين!
بربكم لماذا وجدت الرياضة؟ وما هو عمل المسؤولين في المؤسسات الرياضية غير رعاية الرياضيين الموهوبين وإيصالهم الى منصات التتويج الاولمبية، فقمة الانجاز يكمن بحصد الرياضي وساما اولمبيا يدلل على موقع هذه الدولة او تلك بين المتنافسين.
فبالأمس استبشرنا خيرا بالانجاز الذي حققه الرياضي الشاب منتظر فالح بسباق القفز بالزانة عندما حصد وساما برونزيا في الدورة الاولمبية للشباب التي أقيمت العام الماضي في الصين، وأغمضنا عيوننا فسرحنا حالمين بان يكون فالحا من الحاصدين لوسام اولمبي في ارض البرازيليين بعد ان غاب التتويج منذ عام ستين.
إلا اننا صدمنا بحقيقة الامر فمنتظر ما زال ينتظر صحوة الضمير لدى بعض المسؤولين وان يمدوا يد العون له دون الاصطفاف مع القدر والذي سرق شعوره بالأبوة واذاقه طعم اليتم بوقت كان اطفال حارته يتمتعون بدلال الاب بينما يصارع منتظر حتى يعيش مع عائلته، وليس هنا بصدد استجداء العطف لمنتظر طالما ان الوطن محتاج لمثل هكذا موهبة رفضت التجنيس غير مرة متمسكا بعراقيته وانتمائه لوطن يسرق خيره النهازون ويموت فيه المساكين وتقطع اوصاله السكاكين فيندبه الفقراء نائحين!
نعم أيعقل ان نفرط بموهبة تتكالب عليها الدول كمنتظر الذي رفض عروضا كثيرة للتجنيس مصمما على البقاء ممثلا للعراق بدجلته وفراته عسى ان يأتي بتوأم للوسام الاولمبي اليتيم الذي تحقق على يد الرباع المرحوم عبد الواحد عزيز إلا ان احلام منتظر باتت كوابيس بعد ان اصدم بمعانته فهو الآن بلا زانات ودون اهتمام ومدربه ما زال مطلوبا للآخرين مبلغ الزانات القديمة التي اشتراها من ماله الخاص.
قد يجهل بعض القائمين على الرياضة بأن الزانة التي قفز بها منتظر بفئة الشباب لا يمكن ان تسعفه اليوم حيث انها تتغير وفقا لوزن الرياضي وطوله ومن البديهيات التغير الفسيلوجي طرأ على جسم الرياضي منتظر فالح وبات بحاجة الى زانات جديدة، ومن هذه المرة سيضحي ببيته فمدربه فاضل عباس رهن بيته العام الماضي لثمن الزانات فنحن هنا لا نطالب من المسؤولين ان يوفروا لمنتظر ما وفرته السعودية لمنافسه الذي قهره منتظر مرتين بعد ان حصلوا له على قبول في اميركا ومعسكر تدريبي يستمر حتى شهر ايار حيث موعد بطولة اسيا وانما نطالب ان تكون هناك اسلحة لمنتظر يدخل بها المعترك الآسيوي وأولها زانة يقفز بها معاناته في الموعد الاسيوي.
كفاكم ضجيجا اصدعتم رؤوسنا بفارغ حديثكم وشعارتكم الجوفاء فاليوم ليس بيننا غشيم والجميع يعي ما تفعلون وعلى ماذا انتم لاهثون وسنذكركم ان كنتم عن واجباتكم ساهون ونحن على يقين بانكم مدلسون ولمشاريعكم ماضون ولغير جيوبكم لا تكترثون!
اخر الكلام "لا يقاس النجاح بالموقع الذي يتبوأه المرء في حياته بقدر ما يقاس بالصعاب التي يتغلب عليها"