Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أسرار وخفايا الغزو العراقي للكويت .. صدام خلال قمة بغداد: أخبرت الملوك والرؤساء بأن بين إخواننا من يشنون علينا حرباً اقتصادية
الأربعاء, كانون الثاني 28, 2015
بيار سالينجر - أريك لوران

ثم توجه صدام بحديثه إلى السفيرة وقال:
"نأمل في أن لا ندفع إلى هذا. فكل ما يقف في طريق علاقاتنا مع إيران هو شط العرب. فإذا كان علينا أن نختار بين شط العرب والعيش بكرامة فإننا سنفاوض معتمدين على الحكمة التي أظهرناها عام 1975. وكما أن البرازاني أضاع الفرصة التاريخية فسوف يضيع الآخرون فرصتهم". وختم صدام هذا السرد التاريخي بقوله بدون مجاملة: "وفيما يختص بالرئيس بوش آمل أن يقرأ هذا بنفسه وأن لا يترك في أيدي إحدى عصابات وزارة الخارجية التي استثني منها وزير الخارجية وكيلي لأنني أعرفه وتبادلت الرأي معه". وأخيرا استطاعت غلاسبي أن تجيب فقالت: "أشكرك أيها السيد الرئيس، إنه يسر أي دبلوماسي أن يجتمع بك ويتحدث معك. إنني أفهم رسالتك بوضوح. لقد درسنا التاريخ وعلمونا أن نقول (الحرية أو الموت)، أعتقد انك تعلم جيداً أننا شعب كانت لنا تجربتنا مع المستعمرين. يا سيدي الرئيس، ذكرت خلال هذا الاجتماع أشياء كثيرة لا أستطيع التعليق عليها نيابة عن حكومتي. لكن إذا سمحت فسوف أعلق على نقطتين. لقد تحدثت عن الصداقة، وأعتقد أنه اتضح من الرسائل التي بعثها رئيسنا أنه بمناسبة اليوم الوطني يؤكد..."، وهنا قاطعها الرئيس قائلا: "لقد كان لطيفا وظفرت كلماته بتقديرنا واحترامنا". فقالت غلاسبي: "كما تعلمون فإنه طلب من الادارة الأميركية رفض اقتراح تطبيق العقوبات التجارية". فقال صدام وهو يبتسم: "لم يعد في أميركا ما يمكننا شراؤه سوى القمح. فكلما أردنا شراء شيء آخر قالوا لنا إن بيعه محظور عليهم. وأخشى أن تقولوا لي يوما (إنكم ستصنعون البارود من القمح)". وهنا سارعت غلاسبي إلى طمأنته بقولها: "لدي تعليمات مباشرة من الرئيس الأميركي تقضي بالسعي إلى إقامة علاقات أفضل مع العراق". وهنا تساءل صدام حسين: "لكن كيف؟ ونحن أيضا راغبون في ذلك لكن الأمور تجري على نحو يناقض رغبتنا". فأجابت غلاسبي بقولها: "كلما واصلنا المحادثات كلما قل احتمال حدوث ذلك. فمثلا أشرتم إلى قضية المقال الذي نشرته وكالة الإعلام الأميركية. لقد كان الأمر محزنا وقدم لكم اعتذار رسمي بشأنه". وهنا مال صدام نحوها بطريقة ساحرة وقال: "كان موقفكم كريما. ونحن عرب يكفينا أن يقول لنا أحدهم (آسف، لقد أخطأت) وتعود الأمور إلى مجاريها. لكن الحملة الإعلامية استمرت وحفلت بكثرة من القصص. ولو كانت هذه القصص صحيحة لما أغضبت أحدا. لكن ما نستخلصه من استمرارها هو أن هناك تصميما على (إفساد علاقاتنا)". ووافقت غلاسبي على ما قاله ومضت تقول: "لقد شاهدت بنفسي برنامج ديان سواير على قناة (أي بي سي) وما حدث فيه رديء ويفتقر إلى الموضوعية. إنه صورة حقيقية لما يحدث في الاعلام الأميركي حتى السياسين الأميركيين أنفسهم. تلك هي أساليب الإعلام الغربي. ويسرني انكم تضمّون صوتكم إلى أصوات الدبلوماسيين الذين يواجهون وسائل الإعلام بشجاعة. إن ظهوركم ولو لدقائق قليلة في وسائل الاعلام يساعد على فهم الشعب الأميركي للعراق، ويعزز التفاهم المتبادل ولو كان الرئيس الأميركي يملك رقابة على الاعلام لكان عمله أسهل. إن الرئيس بوش يا سيدي لا يريد إقامة علاقات أفضل وأعمق معكم فحسب، بل وإسهامكم في السلام والرخاء في الشرق الأوسط. والرئيس بوش رجل ذكي. ولن يقوم بإعلان حرب اقتصادية على العراق. ما تقوله صحيح. وأنت مصيب في قولك إننا لا نريد أسعارا أعلى للنفط. لكنني اطلب منك أن تنظر في إمكان عدم تقاضي أسعار باهظة للنفط". فقال الرئيس صدام بلهجة ودية: "نحن لا نريد أسعارا عالية جدا. ودعيني أذكرك بأنني في عام 1974 أوحيت لطارق عزيز بفكرة المقال الذي كتبه منتقدا سياسة الابقاء على أسعار النفط المرتفعة. وكان أول مقال عربي يعبر عن ذلك الرأي".وتدخل طارق عزيز لأول مرة وقال: "إن سياستنا في منظمة الأوبيك تعارض في القفز المفاجئ للأسعار". فقال الرئيس: "إن 25 دولارا للبرميل ليس بالسعر المرتفع". فقالت السفيرة: "لدينا كثرة من الأميركيين الذين يريدون سعرا أعلى لأنهم من المناطق التي تنتج النفط". وكان هذا هو الضوء الأخضر الثاني الذي جعل صدام حسين يعتقد أن السفيرة، ومن خلالها الرئيس بوش، يوافقان على طلبه رفع الأسعار. فقال صدام: "كان السعر في إحدى المراحل 12 دولارا للبرميل الواحد. وتخفيض الميزانية العراقية بمقدار 6 ـ 7 كارثة". فأجابت السفيرة: "أعتقد أنني أفهم هذا. لقد عشت هنا سنوات. وأنا معجبة بجهودكم الخارقة لبناء بلادكم. أعرف أنكم بحاجة إلى الاموال. إننا نفهم ذلك. ورأينا هو أنه ينبغي إتاحة الفرصة لكم لاعادة بناء بلادكم. لكن ليس لنا رأي في نزاعات العرب فيما بينهم مثل نزاعكم مع الكويت حول الحدود. لقد كنت في السفارة الأميركية بالكويت في أواخر الستينات. وكانت تعليماتي تقضي بعدم إبداء الرأي في هذه القضية التي لا شأن لنا فيها. لقد أصدر جيمس بيكر أمرا إلى الناطق الرسمي للتأكيد على ذلك. إننا نأمل في أن تحلوا القضية بالوسائل المناسبة عبر القليبي أو الرئيس مبارك. وكل ما نرجوه هو حلول سريعة لهذه القضايا". (وهذا ضوء أخضر آخر فيما يتعلق بالخلافات حول الحدود مع الكويت).
وأضافت غلاسبي: "هل لي يا سيادة الرئيس أن أتحدث عن صورة هذا كله في أذهاننا؟ في تقديري ـ بعد خمس وعشرين سنة من الخدمة في هذه المنطقة ـ أنه ينبغي أن تظفر أهدافكم بتأييد اخوانكم العرب. وأنا الآن أتحدث عن النفط. لكنك يا سيادة الرئيس خضت حربا مريرة مؤلمة. وأقول بصراحة إنني الآن لا أرى سوى قواتكم المحتشدة في الجنوب. وذلك في الاحوال العادية ليس من شأننا. لكن عندما يحدث هذا في إطار ما قلته في عيدكم الوطني، وعندما نقرأ التفصيلات الواردة في رسالتين من الإمارات والكويت هي بعد التحليل الدقيق بمثابة عدوان عسكري على العراق ـ عندما نقرأ هذا لا بد وأن يساورنا القلق. ولهذا السبب تلقيت تعليمات تطلب مني أن أسألكم بروح من الصداقة لا بروح من المواجهة عن نواياكم. إنني في هذا لا أعدو وصف قلق حكومتي. ولا أعني أن الوضع سهل لكن قلقنا مجرد قلق". فقال الرئيس صدام: "نحن لا نطلب من الناس أن لا يشعروا بالقلق عندما يكون السلام على المحك. فذلك شعور إنساني نبيل نشعر جميعا به. ومن الطبيعي أنكم بوصفكم قوة كبرى أن تشعروا بذلك. لكن ما نطلبه هو أن لا تعبروا عن قلقكم على نحو يمكن أن يحمل المعتدي على الاعتقاد بأن عدوانه يظفر بالتأييد. نريد التوصل إلى حل يضمن لنا حقوقنا ولا يحرم الآخرين من حقوقهم. وفي الوقت ذاته نريد من الآخرين أن يعلموا أن لصبرنا حدودا فيما يتعلق بأعمالهم التي تضر بحليب أطفالنا ومعاشات الأرامل اللواتي فقدن أزواجهن خلال الحرب، ومعاشات اليتامى الذين فقدوا والديهم. نحن كدولة لنا الحق في الازدهار. لقد أضعنا فرصا كثيرة بسبب الحرب، وعلى الآخرين أن يقدروا دورنا في حمايتهم. وحتى هذا العراقي (وأشار صدام إلى المترجم) يشعر بالمرارة كسائر العراقيين. لسنا معتدين ولا نقبل العدوان. لقد ارسلنا مبعوثين ورسائل مكتوبة. وفعلنا كل ما بوسعنا عمله فطلبنا من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد أن يعقد مؤتمر رباعية. لكن الملك اقترح اجتماعا لوزراء البترول. وقبلنا. وجرى الاجتماع في جدة كما تعلمين. وتوصل المجتمعون إلى قرارات لا تعبر عما اردناه. ومع ذلك قبلناها. وبعد الاجتماع بيومين فقط أصدر وزير النفط الكويتي تصريحا يناقض الاتفاق. وبحثنا المسألة خلال قمة بغداد. وأخبرت الملوك والرؤساء بأن بين اخواننا من يشنون علينا حربا اقتصادية وأن بعض الحروب لا تستخدم فيها الأسلحة وأننا نعتبر هذا النوع من الحرب عملا عسكريا موجها ضدنا. فإذا ضعفت قدرة جيشنا، وإذا عادت إيران إلى الحرب فإنها قد تحقق الأهداف التي عجزت عن تحقيقها في الماضي. ثم إن ضعف قدراتنا الدفاعية قد يشجع إسرائيل على مهاجمتنا. قلت هذا أمام الملوك والرؤساء العرب ولم أذكر اسمي الإمارات والكويت لأنهما كانا في ضيافتنا. وكنت قبل ذلك قد أرسلت مبعوثين لتذكيرهم بأن حربنا ضد إيران اشتملت على الدفاع عنهم. وعليه فإنه ينبغي عليهم أن لا يعتبروا الأموال التي قدموها لنا ديونا. لقد فعلنا أكثر مما كانت الولايات المتحدة ستفعله مع من يهاجم مصالحها. وتحدثت عن هذه المسألة مع عدد من الدول العربية الأخرى وشرحت الوضع لأخي الملك فهد عدة مرات عبر المبعوثين والهاتف. وتحدثت مع أخي الملك حسين ومع الشيخ زايد بعد مؤتمر القمة. ورافقت الشيخ زايد إلى الطائرة عندما كان في الموصل، فقال لي: (انتظر حتى أصل إلى بلادي). لكن ما حدث بعد وصوله هو صدور تصريحات في غاية السوء لا عنه وانما عن وزير نفطه. وبعد اتفاق جدة بلغنا أنهم يتحدثون عن الالتزام بالاتفاق لمدة شهرين فقط يقومون بعدها بتغيير سياستهم. والآن قولي لنا: ماذا كان سيفعل الرئيس الأميركي لو وجد نفسه في موقف كهذا؟ لقد ذكرت أنه كان من الصعب على أن اتحدث عن هذه القضايا علنا. لكن علينا أن نخبر الشعب العراقي الذي يواجه المصاعب الاقتصادية عن المسؤول عن ذلك". وإزاء هذه الكلمات القاسية فضلت غلاسبي تغيير الموضوع فقالت: "لقد قضيت أربعة أيام في مصر". فقال صدام: "سوف يعقد اجتماع بروتوكولي في السعودية، ثم ينتقل المجتمعون إلى بغداد لإجراء مناقشات أعمق بين الكويت والعراق مباشرة. ونأمل في أن يتغلب بعد النظر والحرص على المصالح الحقيقية على جشع الكويتيين". فسألته السفيرة: "هل لي أن أسألك  متى تتوقع أن يصل الشيخ سعد إلى بغداد؟". فأجاب الرئيس:
"أعتقد أنه سيصل يوم السبت أو الاثنين على أبعد تقدير (28 أو 30) تموز وقد أبلغت الأخ مبارك أن الاتفاق سيتم في بغداد يوم السبت أو الاحد. وأنت تعرفين أن زيارات مبارك كانت دائما تبشر بالخير". فقالت السفيرة "هذه أخبار جيدة، تهانينا". وهنا توقف صدام حسين عن اللعب بأوراقه وقال: "ابلغني أخي مبارك أنهم (الكويتيين) في خوف شديد. وقالوا إن القوات العسكرية على بعد عشرين كيلومترا فقط من خط الجامعة العربية (الحدود). فقلت للرئيس المصري إنه بغض النظر عمن هناك وسواء، أكانوا من البوليس أم حرس الحدود أم الجيش، وبغض النظر عن عددهم وعما يفعلونه يمكنك أن تطمئن الكويتيين وأن تعدهم بالنيابة عنا بأننا لن نفعل شيئا إلى أن نجتمع بهم. فإذا وجدنا عندما نجتمع بهم أن هناك أملا فلن يحدث شيء. ولكن إذا تعذر التوصل إلى حل فسيكون من الطبيعي أن لا يقبل العراق بالموت حتى ولو كانت الحكمة فوق كل شيء وهذه أخبار جيدة". فقال طارق عزيز: "هذا للصحافة وحدها". على أن كل ما بقي في ذهن غلاسبي من المقابلة هو هذه الخاتمة المتفائلة ونسيت التهديدات والانذارات التي أطلقها صدام حسين خلال حديثه. واستأذنت السفيرة بعد أن طمأنت الرئيس العراقي مرة أخرى إلى أن رسالته ستصل إلى الشخص الموجهة إليه. قالت: "أعتزم الذهاب إلى الولايات المتحدة يوم الاثنين القادم (30 تموز). وآمل أن اجتمع مع الرئيس بوش في واشنطن خلال الاسبوع القادم. وقد خطر ببالي أن أؤجل سفري بسبب المصاعب التي تواجهنا. وعليه فإنني سأسافر يوم الاثنين".
وأخيرا تبادلت هي وصدام التحيات والتمنيات.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44534
Total : 101