التشيع في حقيقته يتلخص بكلمة، وهي الأيمان بأن الإمام المنصوص عليه يتولى الحكم، ويحكم بإرادة الل… لا بإرادة الناس.
جاء في كتاب الصواعق المحرقة لأبن حجر، وفي كتاب النهاية لأبن الأثير، إن النبي قال: يا علي انك ستقدم على الله انت وشيعتك راضين مرضيين. وجاء في الدر المنثور للسيوطي ان النبي قال: إن هذا ـ وأشار الى علي ـ وشيعته لهم فائزون يوم القيامة.
بعد وفاة النبي( عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام)، وقع خلاف ونزاع شديد بين المسلمين، حول خلافة النبي، قال: السيد محسن الأمين في القسم الأول من الجزء الثالث( لأعيان الشيعة)، ص 308 وما بعدها طبعة 1960م :
( انقسم الناس بعد وفاة النبي أحزابا خمسة، أولا ـ حزب سعد بن عبادة رئيس الخزرج من الأنصار. ثانيا ـ حزب أبي بكر وعمر، ومعهما جل المهاجرين. ثالثا ـ حزب علي، ومعه بنو هاشم، وقليل من المهاجرين، وكثير من من الأنصار الذين قالوا: لا نبايع إلاّ علي. رابعا ـ حزب عثمان بن عفان من بني أمية ومن لف لفيفهم. خامسا ـ حزب سعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن من بني زهرة.
مال قسم كبير من الأنصار مع حزب أبي بكر وعمر، فقوي حزبهما، وأضطر عثمان، وحزب ابن أبي وقاص، أن يبايعوا أبا بكر، وبقي حزب علي هو المعارض الوحيد، وحاول أبو سفيان أن يستغل الموقف، ويساوم أبا بكر، فجاء إلى علي، وقال:
بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم
ولا سيما بن مرة أو عدي
فما الأمر إلا فيكم وإليكم
وليس لها إلا أبو حسن علي
أما والله لو شئتم يا بني هاشم لأملأنها عليهم خيلا ورجالا، فناداه علي أرجع يا أبا سفيان، فوالله ما تريد الله بما تقول، وما زلت تكيد للإسلام وأهله. ولما سمع أبو بكر تهويش أبي سفيان أسند بعض الوظائف لولده، فرضي وسكت، بل دعا للخليفة بالتوفيق والنجاح.).
ذكرتُ هذه القطعة من التاريخ، ليفهموها قادة الشيعة في العراق! إن الشارع العراقي يغلي، وأعداء الشيعة يتحينون الفرص، خصوصا بعض القنوات الأعلامية المعادية، أخذت تطبل، وتستخدم سياسة التسقيط، لكل الزعماء، تضرب الشين والزين، والصالح والطالح، ولا تميز بين هذا وذاك، لسياسة معدة مسبقا، ولحقد دفين أظهروه، ساعدهم على ذلك، الجعفري والمالكي، بسياستيهما الرعناء والحمقاء، وتغليب مصلحة حزبهما على الطائفة الحقة!
على قادة وزعماء الشيعة، مراجعة أنفسهم، والتوحد والتكاتف فيما بينهم، وتفويت الفرصة على الأعداء، وفرصتهم الأخيرة، هي في الأصلاحات وتحسين الخدمات للناس، وإلا بعدها لا تقوم لهم قائمة، حتى المرجعية سوف تتخلى وترفع يدها عنهم، وسيهزمون في معركتهم السياسية شر هزيمة!
أمام قادة الشيعة، تفكير طويل وعميق، وعليهم الأستعانة بشرب القهوة، فأنها تذهب بالكسل وتكسب البدن خفة ونشاطا، وتساعد المخ على التفكير، فالفقهاء والناس، أستعانوا بها على مدارسة العلوم، والمثابرة والمجالدة في معالجة الصناعات والفنون، فأكثروا ـ أكثروا ـ من شرب القهوة، يا زعماء الشيعة!...
مقالات اخرى للكاتب