وهذا رجل اصطحب زوجته لزيارة الامام الحسين(ع)، وراح الرجل يطوف حول الضريح هو وزوجته، حيث كان الطواف مختلطا، والمرأة تتوسل وتكرر: (يا ابو عبد الله لاتعابيني بسوالف الجهل) والرجل صامت لا يقول شيئاً، وهي تكرر ان تغفر خطاياها ايام الشباب، فانتبه زوجها وقال لها: ( ولج اذا انتي مجيفتها، شيغفرلج الحسين)، ومن المؤكد ان الحسين لايغفر الذنوب وانما هو الله سبحانه، ولكن جهل الناس في ذلك الزمن جعلهم يعتقدون ان الحسين هو من يغفر الذنوب، والان الجماعة (مجيفينها)، حيث تتلاحق الوثائق التي تفضح عهرهم وسرقاتهم الكبيرة، حتى اصبح الشعب مع هذه الظروف الاقتصادية من افقر شعوب العالم.
لا اعتقد ان الحسين ولا حتى جد الحسين سيشفع لهؤلاء السياسيين، امام اصرار الشعب على تحطيم هذه الرموز الكاذبة، التي تناولت امور الناس وكأنها لعبة، فلعبت بمستقبل الاجيال وافقرت الشعب وسرقت امواله وحطمته بغباء منقطع النظير، فشريفهم الذي تدافع عنه اعطى ما اعطى للشركات النفطية، فصارت كلفة استخراج برميل النفط حاليا اكبر من سعره، وهذا شيء كارثي، حدث ابان جولات التراخيص التي كتبنا عنها في حينه وقلنا انها ستسرق ثروة الشعب الذي لم يعد مسكينا، ربما كنت اسير بجانب التهدئة لان داعش على الابواب، لكن احوال العراق الاقتصادية ستنفر حتى داعش منه، ولذا علينا اسقاط هؤلاء اللصوص.
مازالوا يتخبطون، ومازالوا يتسلمون مرتبات الحمايات، يتسلمون احد عشر مليونا للنائب، مع خمسة واربعين مليونا لحماية النائب الواحد، مخصصات سكن، ومخصصات صحية، والشعب غافل لا يدري مايجري، حتى سرقته السكين وذبح من الوريد الى الوريد، انا متأكد انهم سيهربون، لم يعد هناك شيء صالح للسرقة، ولم تعد هناك جنازة تسوه اللطم كما يقولون، انتهى كل شيء، واصبح برميل النفط لا يغطي نفقات استخراجه، فكيف سيسرقون ومن اين سيسرقون، حتى التجار الذين شغلوا وظائف في الدولة، لانهم انتموا او سجنوا بانهم من حزب الدعوة، خيّرهم الحزب بين رتب عسكرية ، او وظائف مدنية، وهؤلاء من اشطن الناس لانهم باعوا منشآت صدام تفصيخ، وهرّبوا كل شيء في التسعينيات، هؤلاء ايضا سيتركون الوظيفة لانها لا تمثل لهم شيئاً.
اما الذين يريدون ركوب موجة التظاهرات، فهؤلاء ايضا كشفوا، وكشفت لعبتهم، لم تعد الاشياء مخفية، ولم يعد ستار الدين كافيا، لقد وضع الشعب الدين والتدين على جهة، وهو الآن يدافع عن وجوده، عن كبريائه الذي وضعوه في الحضيض، لاتخف منهم ايها الشعب، لم يعودوا يخيفون احداً، حتى مشاركتهم في التظاهرات تحتمل الكثير من الشبهات، الساحة لك وحدك ايها اللامنتمي، دعهم باحزابهم، فهم يحاولون صون ماء وجوههم، وهم يعرفون جيداً ان الوطن يغرق، ومحاولاتهم في تبرئة انفسهم واحزابهم ستزيده فاقة على فاقته.
ربما المنقذ الوحيد من هذه الازمة، هو استعادة الاموال المسروقة، وانا ارى ان السجن سنة او سنتين لايفيد الشعب في شيء، الافضل ان يصار الى استعادة الاموال المسروقة، وتدويل القضية حتى نستطيع ان نتابع حساباتهم في اوربا وايران والدول العربية، وانا سمعت من احدهم ان هناك شركات متخصصة في هذا المضمار وتأخذ نسبة من الاموال التي ستعاد الى الوطن، وهذا لعمري هو الحل الوحيد ، هناك اكثر من 500 مليار دولار مسروقة، وخرجت على شكل استثمارات واموال نقد الى اوربا وايران والدول العربية، فهم قد ملأوا الاجواء رائحة كريهة، يعني بالشعبي ( جيّفوها).
مقالات اخرى للكاتب