ترديد شعار ( بالروح بالدم نفديك يامالكي ..) الذي رددته حفنة من المرتزقة والرداحين من المعلمين في المسرح الوطني الأربعاء الماضي ، يستكمل دخولنا العصر الدكتاتوري مرة أخرى وبنجاح كبير .
أربعة ايام مرت وانا أراقب ماذا ستكون ردود الأفعال من البرلمان العراقي والأحزاب والتيارات والقوى السياسية الإسلامية والليبرالية والمدنية ومنظمات المجتمع المدني والمرجعيات وخطباء يوم الجمعة ، فلم ألاحظ أي ردود افعال او بيانات استنكار ورفض وإدانة واحتجاج أزاء هذا التحول الخطير ، باستثناء مواقف فردية لاتكاد تذكر ..!
وهذا يعني اننا لانملك مصدات وموانع من عودة الدكتاتورية لنظام الحكم العراقي ، بل بالعكس هناك من يعمل وبإصرار على عودتها ..!
الدكتاتورية عقلية ونظام حكم واسلوب في الحياة والسلوك الأستبدادي مع تضخيم ذات الحاكم وتأليهها ، ومايحصل منذ سنوات قليلة مع نوري المالكي ، تبدو كأنها استعادة صدام للحياة السياسية العراقية تحت عنوان حزبي جديد ، وببرقع اسلاموي شيعي ، اما القواعد فهي متشابهة من السيطرة واحتزال السلطات بشخص واحد (القائد) الى الهتاف بالروح بالدم نفديك ياصدام لتصبح نفديك يامالكي .
يحق للبعثيين الصداميين الآن ان يشعروا بالفخر لأن اسلوبهم ومنهجهم عاد منتصراً بذات المفردات والآليات ولم يتم سوى استبدال كلمة واحدة من منطوق الشعار .
لاأدري اذا كان اعضاء اللجنة التي كتبت الدستور وهم مازالوا أحياء ، يتذكروا ماذا دونوا بحق الدكتاتورية ، وماذا وصفوها ..؟
تقول المعلومات ان نقيب المعلمين يتحدر من حزب المالكي نفسه ، وهو من حشد لهذا السيناريو ويسعى لتعميمه بين اوساط المعلمين لينقلوه الى المدارس ..؟
ولاحظوا خطورة الموضوع في حال تعميمه من جديد بين ستة ملايين من تلاميذ المدارس .. وماذا سيكون الموقف الشعبي منه .
ثم ماهو الوفاء الذي تقدمه أسرة التعليم للمالكي على ماذا ؟ ماذا قدم المالكي للمدارس وقطاع التعليم ليستحق عنه درع الوفاء ؟ في حرمانهم من المدارس ، ام على القتل واليتم والفقر الذي صار يضرب المجتمع بلا هوادة..؟
استعادة صدام في دورة الحياة السياسية بعنوان نوري المالكي تعني حقيقة وهم الديمقراطية التي خدعتنا بها أمريكا ،واستعداد العراقيين، اضافة للمصايب ، الى خوض المزيد من الحروب وبحور الدم التي بشر بها القائد الجديد الشعب العراقي .
سيكون لنا شهداء جدد من آل الصدر وآل الحكيم ومعارك مع الكورد وابادة للمسيحيين وقمع للتركمان ومطاردة واعدام للشيوعيين وسيلاحق كالعادة الشرفاء من حزب الدعوة ، دورة جديدة لاتعفي أحد من أجل ان يبقى الشعار {بالروح بالدم نفديك يا....} يتردد في القاعات والساحات وينتقل من ألسن الإنتهازيين والسرسرية الى بقية ابناء الشعب قسراّ.
حزب الدعوة الذي يقوده المالكي يبدو انه منشرحا لهذا الأنجاز المعنوي وهو يتطابق مع النشوة التي شعر بها الحاج ابو اسراء وهو على المسرح الوطني يتسلم درع الوفاء من فتاة جميلة مأجورة ، وسط زغاريد وهتاف بالروح بالدم نفديك يامالكي ...!؟ مرحبا مرحبا بالدكتاتورالقديم الجديد ، والقادم أخطر ..!
وما أشبه اليوم بالبارحة ..!