قبل ان ندخل في معمعة الحديث عن نظرية التطور من جانب علمي علينا ان نعرف ان البشر عموما و الطبقة المتنورة خصوصا ينقسمون الى خمسة اتجاهات بحسب موقفهم الإيماني و اعتقاداتهم الميتافيزيقية
اولا ) الملحدون ( atheists ) : و هم كما نعرف من ينكرون اي وجود لأي قوة ما ورائية و لا يؤمنون بوجود شئ غير طبيعي ( مادي ) أبدا .
ثانيا ) اللا أدريون ( agnostics ) : و هم شريحة خاصة تقف موقف الشك و تساوي الاحتمالات بخصوص وجود او عدم وجود قوة خالقة ما ورائية و فلسفتهم تكمن في اعتقادهم بعجز الانسان عن إثبات او عدم إثبات وجود الله او الخالق او القوة العظمى فهم لا ينفونها و في الوقت ذاته لا يثبتونها .
ثالثا ) الخالقيون ( deists ) : و هم فئة ظهرت في عصر التنوير تحديدا تؤمن بان الكون قد خلق على يد قوة عظمى فوق طبيعية و ان عقل الانسان و تأمله يوصله الى اكتشاف هذه القوة الخالقة و لكنهم بالمقابل لا يؤمنون بالاديان و لا يعتقدون بالمعجزات .
هذه الفئة تأثرت كثيرا بالفكر الماسوني و كثير من رجالاتها هم من الماسونيين الفاعلين و اريدكم ان تركزوا على هذه الفئة فنحن و اثناء ما سنبسطه من شرح حول صدقية نظرية التطور سنتناول هذه الفئة و دورها كتيار معاكس للتطوريين عموما .
رابعا ) الموحدون ( monotheists ) : و هؤلاء هم اتباع الديانات التوحيدية و بالدرجة الأساس الديانات الابراهيمية الثلاث الكبرى الاسلام و المسيحية و اليهودية .
خامسا ) المشركون ( polytheists ) : و هؤلاء هم و كما نعرفهم من تاريخنا اصحاب الديانات التعددية التي تؤمن بوجود اكثر من اله واحد يتحكم بوجود و مسيرة و صيرورة الكون و ما فيه من ظواهر .
هذه الفئات الخمس هي التي تحتكر المشهد الإيماني ضمن النوع البشري و لا يخلو إنسان من ان يكون ضمن احدى هذه الفئات .
هذه المقدمة التصنيفية التي بسطتها لكم مهمة جدا في نقاشنا القادم و سنرى ما لعبته و تلعبه هذه الفئات و بالأخص الأربع الاولى في صياغة المشهد العلمي و تحديدا مشهد نشوء الحياة باعتباره المبحث الرئيسي الذي يميز بين هذه الفئات المتخالفة فكريا و ايديولوجيا .
و ستكون لنا وقفات و ملحوظات نحتاج فيها هذا التصنيف كثيرا .
فلنتابع معاً
مقالات اخرى للكاتب