مازالت منحة الطلبة تدور في ادراج مجلس النواب منذ ما يقارب العام، بعد ان تقاذفت الاهواء تلك المنحة من مجلس النواب الى وزارة المالية، لمعرفة ان كان هناك تخصيص مالي لتلك المنحة ام لا؟، ومنها الى الوزارات المختصة بالشأن الطلابي وهما وزارة التربية فيما يخص تلاميذ المدارس الابتدائية،والمتوسطة والاعدادية ووزارة التعليم العالي بالنسبة لطلبة الجامعات والمعاهد، لتحديد اعداد الطلبة ليتم شمولهم لاحقا بالمنحة، ومع تخرج اعداد من الطلبة من الجامعات والمعاهد فان المنحة لم يتم اقرارها لحد الان وربما سيتخرج الكثير من الطلبة في هذه السنة الدراسية او التي تليها، وهم لم يجدوا موقفا حكوميا او برلمانيا يقف الى جانبهم ويقلل من تلك الاعباء الكبيرة التي تقع على عوائلهم من خلال النفقات الدراسية والامور الاخرى.
اما تلاميذ المدارس الابتدائية والمتوسطة فهم يشهدون الكثير من التسرب من المدرسة للانخراط في صفوف عمال البناء، او الصناعات المختلفة الاخرى، او العمل في ورش تصليح السيارات، وبيع السكاير، والشاي، وتنظيف زجاج السيارات في التقاطعات والشارات المرورية، وبدلا من ان تعود التغذية المدرسية التي شهدتها المدارس الابتدائية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة للعراق في ذلك الوقت، وتحسن الوضع الاقتصادي الحالي الا ان ذلك المشروع الانساني والرعاية الصحية والتغذوية للتلاميذ كان افضل بكثير مما يعيشه التلاميذ حاليا.
ان اقرار الرواتب والمخصصات وكل الامور الاخرى التي تخص في الغالب النواب والوزراء واصحاب الدرجات الخاصة يتم اقرارها من اول او ثاني جلسة لمجلس النواب، اما ما يخص باقي فئات الشعب فانها تدخل في نفق كتابنا وكتابكم، والايضاحات والمبررات التي تجعل من اقرار مثل تلك القوانين تسير كسير السلحفاة، فكانت هناك مفاتحات للوزارات المختصة التي تتاخر في الاجابة لاشهر، ثم تستجد استفسارات جديدة ليكون هناك كتاب جديد لاحق للكتاب الاول ولتستمر تلك المراسلات من دون تحديد سقف زمني لتقديم تلك المنحة.
البعض من اولياء الامور ابتهج وهو يسمع ان هناك منحة للطلاب، الا ان الموضوع تأخر كثيرا فقد تخرجت افواج من الطلبة من دون ان تستلم فلسا واحدا من الدولة، وبقى الطلاب عالة على الاهل، مما يجعل البعض يتوجه الى العمل اثناء الدراسة او في العطل الربيعية والصيفية لتوفير البعض من المال لايام الدراسة، وهذا يؤثر سلبا على المستوى الدراسي للطلبة، كما يرهق الطالب ذهنيا، ويجعله في تفكير مستمر للاجابة على اسئلة الامتحانات اليومية والفصلية، وبين التفكير بالعمل واداء عمله على اتم صورة خوفا من الطرد.
ان منحة الطلبة في مختلف المراحل الدراسية وتوفير التغذية المدرسية، امر يخص شريحة كبيرة من شرائح المجتمع العراقي، وهناك من ينتظر القرار من مجلس النواب منذ سنين، الا ان الواقع يؤكد بان لاهناك من يفكر بمصلحة الشعب وابناء العراق من الطلبة والتلاميذ بقدر التفكير بامتيازاته، وسفراته، فيلحق ضيما كبيرا بحق طلبة العراق، وهم عماد مستقبل البلد.
مقالات اخرى للكاتب