Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كلكامش يقف شاخصاً على خشبة المسرح الأمريكي
الخميس, كانون الثاني 29, 2015
عضيد جواد الخميسي

ليس بالأمر الغريب ان نجد عملا كـملحمة كلكامش يثير اهتمام كتاب ومخرجي المسرح الغربي الحيدث ، لأن هذا النص يتميز بخصائص درامية ومسرحية هائلة . وهناك الآن بعض الادلة التاريخية التي تزعم ان الملحمة كانت تعرض على الخشبة . ذكر( روبرت تمبل) ، الذي ترجم ملحمة كلكامش إلى الانكليزية شعراً ، نقلا عن بعض علماء الاثار ان أميرة عيلامية ذهبت إلى ارمينيا للزواج من ملكها . ورافقتها في الرحلة فرقة قدمت عرضا لملحمة كلكامش في حفلة زفافها . والنص العيلامي ، على حد قول تمبل ، هو على شكل مخطوطة مسرحية ، ومعظم ما هو محكي ينطق به كورس .

وهناك مبررات جوهرية أخرى سهلت حديثا أمر تحويل الملحمة إلى مسرحية ، نذكر منها قصر النص الذي لا يتطلب تمثيله اكثر من ساعتين ، خلوه من الوصف المطول والسائد في الادب الملحمي القديم ، كثرة الحوار ، والمشاهد الحسية التي يسهل عرضها على الخشبة ، قلة الشخوص وتنوع تكوينها النفسي ، ومحدودية مكان الفعل . والبعد الدرامي الآخر يتجلى في تعددية انواع الصراع : هناك صراع عامودي بين كلكامش والالهة أنانا ، صراع افقي بين كلكامش وانكيدو ، صراع سيكولوجي داخلي بين كلكامش وذاته ، لاسيما بعد موت انكيدو . واذا درسنا نص الملحمة على ضوء نظرية أرسطو للتراجيديا لوجدنا ان (وحدة الفعل) التي اعتبرها أرسطو أهم عنصر في الدراما تشكل المحور الاساسي للملحمة . ولا يعني ارسطو بوحدة الفعل مجرد حدث أو سلسلة احداث . بل ذلك الدافع الرئيسي الذي يحرض الشخوص على فعل يتطور عبر الزمان والمكان باتجاه هدف محدد . وهذا الهدف هو السمو الذي يتجلى في محاولة كلكامش المستمرة لتجاوز ذاته . ونجد في الملحمة عناصر درامية أخرى كالمفاجاة والترقب والتشويق ، فضلا عن عنصر (النقض) ، الذي يحيل كل ما هو موجب إلى سالب . كما يعتبر ارسطو ان العنصر الأخير وسيلة درامية هامة لانها تكشف للبطل المنتشي بانتصاره دون ان يعلم انه يسير إلى خيبة أو هزيمة مرتقبة . هذا الانتقال من الموجب إلى السالب يتجسد في الملحمة بالافعى التي تسرق نبتة الخلود من كلكامش وهو في أوج انتصاره ، وبذلك تستحيل كل انجازات كلكامش إلى خيبة ، ولكنها خيبة كل ابطال التراجيديا الذين لابد أن يواجهوا الحقيقة ويقبلوا بها .




منذ بداية الثمانينات قدم المسرح الاميركي ـ في ولاية نيويورك وحدها ـ ليس أقل من عشرة عروض لـملحمة كلكامش . وكانت هذه العروض لفرق طليعية واختبارية تعمل على تخطي المسرح التقليدي الذي كرسته (برودواي ). ولكن اول عمل مسرحي متكامل كان للشاعر الكندي (ميشيل كارنو ) الذي وضع مسرحيته الشعرية ( كلكامش) بالفرنسية وذلك عام 1970 ، وتم اخراجها في مونتريال عام 1972 ، كان كارنو في كتابته لمسرحيته حريصا ليس فقط على روح النص البابلي بل ايضا على تقنيته . لذلك جاءت مسرحيته مشحونة باجواء الشعائر الموحية بالطقوس القديمة والمتداخلية مع روح الحكاية التي تجسدت بالحكواتي . ولكي يضع جمهوره في تماس مع معاناة كلكامش ادخل كارنو الحوار الدارمي في ثنايا النص فجاء متناغما ونسيج الشعائر والحكاية اللتين تتميز بهما الملحمة .


قدمت فرقة (مسرح كرونك) اول عرض مسرحي لـملحمة كلكامش في 13 كانون الأول/ديسمبر عام 1975 اعتمد الاخراج على الحركات الايمائية كوسيلة لرسم الشخوص واثارة الدلائل والمعاني . كما لعب الرقص الحديث دورا هاما في تحديث العمل ، اما بعض الاحداث الخارقة التي تخللت العرض فقد اضفت عليه سمات الاثارة والتشويق . اما العرض الذي قدمته فرقة (مسرح ديركت) النيويوركية في 8 أيار 1975 ، فجاء اكثر تكاملا ، اذ استخدم المخرج الانماط التجريبية التابعة لفترة الستينات دون أن يقع في فخ الكليشيهات المملة . نوهت جريدة «ذي ويستسايدر» بهذا العرض قائلة (( كان كل شيء ناضجا وملازما للنص ، الامر الذي خلع على العرض هالة الاعمال الكلاسيكية ومعانيها دون السقوط في هوة الادعاءات . ان هذا الاخراج الجريء اعاد بناء المسرح برمته ليقوم برسم ابعاد شعائرية تثير الاحساس بمكان لاحتفالات طقسية قديمة ، وهذا أدى إلى خلق مكان رائع لاداء الممثلين عز نظيره في نيويورك )) .

وفي تشرين الاول/اكتوبر من عام 1981 قدمت فرقة (المسرح الايمائي الدولي) على خشبة مركز الفنون التابع لمسرح جامعة ولاية نيويورك . وفي هذا العرض استعيض عن الحوار بالايماء والاشارة والحركة ، فكانت المسرحية سلسلة من المشاهد المتحركة . أما عرض فرقة (مسرح لاترازا) في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1982 . فكان مجموعة متكاملة من مشاهد قصيرة ولكن شيقة . كان اداء الممثلين ايحائيا ، واستخدمت الاقنعة بغية تحويل بعض الممثلين إلى شخوص مثل همبابا وثور السماء . كما تمكن المخرج أن يوحي بغابة همبابا عبر اربعة ممثلين وقفوا ، بلا حركة ، على شكل لفافات خضراء .

وفي شهر تموز/يوليو من عام 1984 عرضت مسرحية كلكامش في متحف ( المتروبولتن ) للفن في نيويورك . قامت بهذا العمل فرقة (مركز نيويورك المفتوح) التي تشرف عليها المخرجة( بيفا روستن) . اعتمدت المخرجة في صياغة النص على ترجمة سنادرز للملحمة . كان عملها نسيجاً من الحكاية ، والحوار ، والحركة الايحائية . واستخدم الايماء في بعض ما كان يرويه الحكواتي ، وتم توظيف اداء الممثلين ليس فقط لنقل انفعالات داخلية بل كاداة لخلق الديكور وخلفية الحدث . استفادت المخرجة كثيراً من الفنون التشكيلية ، ولكن دون أن تستخدم موادها ، اذ كانت حركة الممثلين هي التي تقوم بدور الفنون التشكيلية في رسم المشاهد . وكانت الاقنعة التي صممتها (باربرا بوليت) صورا ممسرحة ومعمقة عن الفن الرافديني . لم يكن هم المخرجة التقيد بحرفية النص ، بل ارادت أن تخلق جواً يماثل في تأثره ما كان للنص الاصلي على جمهور الرافدين . واعيد عوض هذا العمل ثانية في أذار/مارس من عام 1986 ولقي اقبالا جيداً .




من جانب اخر كان أثر ملحمة كلكامش في الموسيقي الغربية الحديثة مهما وكبيرا، لان ليس هناك من فن نزع إلى التجريد أكثر من الموسيقى .




ففي الموسيقى نجد اللغة قد تحررت من قيود الدلالات والمعاني المحددة التي يسقطها الانسان على الالفاظ . فالموسيقى ، بمعنى آخر ، هي اللغة قبل أن تتقولب وتنال من مطلقيتها حتمية المعاني اللفظية . ومجازية ملحمة كلكامش كمجازية الموسيقى لها طاقة ايحائية ، الا انها تتجاوز محدودية الموحى به .

ومن هنا شغف موسيقيين امثال (نيكولاي بيرزوسكي) ، (وبوسلاف مارتينو) ،( والفرد بوهل) ، بالملحمة البابلية . وضع بيرزوسكي مقطوعته ((كلكامش)) عام 1947 ، وقدمت في صالات الموسيقى الاميركية . أما مارتينو التشيكي فقد الف مقطوعته الموسيقية ((ملحمة كلكامش)) عام 1958 قبل وفاته في سويسرا عام 1959 ، وظهرت مقطوعة يوهل النمساوي عام 1956 ، الا انه اعاد نسخها بين عامي 1968و1969 .

هناك مجالات أخرى كالفنون التشكيلية وقعت بدورها تحت تأثير ملحمة كلكامش ، ولكن الاطلاع عليها يقتضي القيام بمسح شامل لكل ما انجز حول العالم ، اذ هناك بعض الفنانيين الذين وضعوا بعض اللوحات من وحي الملحمة البابلية . يقال ، مثلا ، ان الفنان الايطالي(دينو كافاليري) قد رسم لوحات عديدة بوحي من قراءته لـملحمة كلكامش .

كثيراً ما تقف الترجمة عائقا بين الخصوصية اللغوية والقومية للاثر الادبي والشعوب المتلقية له ، الا ان الترجمات المتعددة لـملحمة كلكامش لم تقف عقبة في انتشارها ، لأن هذه الملحمة تستمد اصالتها من الافاق الانسانية وليس من التقاليد الادبية وحدها ، لهذا خرجت من سجن الترجمة منتصرة ، وانفتحت على كل لغات العالم لتفجر فيها ابداعات متميزة وتمد شعوبها برؤى جديدة . ان تجاوز ملحمة الرافدين للحدود الجغرافية والثقافية واللغوية يماثل تجاوز كلكامش لذاته ، وانفتاح الملحمة على شعوب العالم يشبه انفتاح كلكامش على الآخر محبة وعطاء وسمواً .




مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46786
Total : 101