Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أوراق اليونان...1
السبت, آب 29, 2015
د. اكرم هواس

منذ ايام قليلة عدت من زيارة الى اليونان دامت حوالي الاسبوعين رغم ان الهدف كان زيارة اكثر من بلد في جنوب أوروبا... لكن بعض الظروف حالت دون توسيع الزيارة و بالتالي البقاء في منطقة نائية في أقصى شمال غرب جزيرة كريت... احد العوامل المهمة للبقاء في تلك المنطقة كان محاولة فهم المشكلة اليونانية من الواقع و ليس من النظريات التي تمتد في بندول طويل يهيمن على احد طرفيها الكلام عن المؤامرات و في الطرف الاخر يجد الباحثون الاقتصاديون عجزا بنيويا...

الى اي مدى تعبر هذه او تلك النظرية عن واقع المجتمع اليوناني قد يكون أمراً صعباً جدا ان استقراؤه خاصة انني من المؤمنين بان ليس هناك عامل واحد و لا حتى مجموعة من العوامل تحدد تطور اي مجتمع و إنما تقاطعات و تفاعلات تتخذ مسارات مختلفة و ما نراه من تطور هو نتاج هذه التقاطعات المختلفة و قرائتنا و رؤيتنا لهذا المسار او ذلك يعتمد على فهمنا الذاتي و اهدافنا و دوافعنا بغض النظر عن طبيعة تلك المسارات و لذلك فان تفاعلنا مع تلك المسارات تختلف كما تختلف صورتنا الذهنية و ان كان ذلك في نتاجات و يوتوبيات مختلفة...

هذا يعني ...ان المقاييس التي نتعامل معها و ربما نؤمن بها او نعارضها... لا تعكس بالضرورة مدى و درجة التطور التي تتوافق مع ظروف كل فرد في المجتمع حتى و ان مثلت في لحظة ما حلماً او أمنية او هدفاً لهذا الشخص او ذاك... او هذه المجموعة البشرية او تلك... او هذه المؤسسة او تلك... و الدولة التي هي تركيبة من مجموعة كبيرة من المؤسسات و الإرادات و المصالح و الأحلام و التحديات و الانتصارات و الانكسارات... ليست بعيدة عن هذه الحالة...

لا اريد هنا ان اتحدث كثيرا عن الدولة في اليونان فهي مرت بحكومات ذات توجهات و مصالح مختلفة ... و في الفترة الاخيرة وصلت الى الحكم فيها مجموعة من الشباب اليساريين و قد توقع الكثيرون على المستوى العالمي ان يخلق هؤلاء قوة دافعة للتغيير ليس فقط داخل هيكليات الاتحاد الاوروبي و إنما على المستوى الإعلامي.... و لكن سرعان ما خبت الهبة و ربما خابت آمال الكثيرين و اضطرت "الحكومة اليسارية" ان تهبط بأحلامها الى الارض و تقبل بشروط الأقوياء .... مما خلق نوعاً من الاحباط داخل نفوس الكثير من اليونانيين.... !!...

و لكن هل توقفت الحياة... و هل هناك بديل..؟؟.. و هل الواقع و القيم الحضارية تقف حاجزا امام تحقيق تنمية و تطور وفق مقاييس الآخرين..؟؟.. هل صحى اليونانيون في وقت كان عليهم ان يستغرقوا في نوم عميق استسلموا سابقا لأحلامها الوردية عن مكاسب مادية سهلة و سريعة نتيجة تدفق الأموال من البنوك دون حساب للمستقبل..؟؟.. هل يعمل اليونانيون بجد ام انهم خاملون كما تصفهم بعض التقارير التي يدفع ثمنها الأغنياء الأقوياء على قمة الاتحاد الاوروبي..؟؟..

في هذه المقالة و بضع مقالات لاحقة سأحاول من خلال نظرة سوسيو-أنثروبولوجية ان أناقش بعض هذه التجادليات استناداً الى بعض الانطباعات الأولية عن مشاهداتي و لقاءاتي مع أشخاص عاديين جدا.. و لكنهم أساسيون جدا ... في مسيرة التطور في المجتمع اليوناني... حيث اعتقد انني تعلمت الكثير و سأحاول ان أضع ما تعلمته في كلمات في هذه المقالات..

و حيث ان الواقع هو نقطة تلاقي بين الطبيعة... و هنا نتحدث عن جزيرة كريت... و التجارب التاريخية فقد يكون مدخلا بسيطاً و لكن مهماً ان نتحدث عن درس أولي يعلمه اليونانيون لأطفالهم ... انه درس يتعلق بالمقارنة بين " النملة" و حشرة تملأ المساحات الهائلة على أشجار الزيتون المنتشرة في كل مكان و كذلك على سطوح المنازل و المباني الاخرى... هذه الحشرة "زيتزيكي Tzitziki" و هي حشرة تشبه الجرادة و لكنها لا تتحرك أبداً و تملأ الفضاء بصراخ رهيب... هذه الحشرة تنتشر بالملايين و ربما بالمليارات و صراخها يغطي على أصوات اي شيء اخر و هي تبدأ الصراخ منذ الفجر و يزداد خلال النهار و يقل في المساء و في الليل...

خصوصية هذ الحشرة انها أصبحت لدى اليونانيين مؤشرا على مدى تصاعد الحرارة... فكلما زادت درجات الحرارة زاد صراخها... و هكذا فان اليوناني و قبل ان يخرج من بيته فانه يكفيه التنصت على صراخ هذه الحشرة فهو مؤشر "محرار" طبيعي واضح عن ارتفاع و انخفاض درجات الحرارة... لكن رغم أهمية هذه "الوظيفة" غير الهادفة فان الدرس الأهم يختلف كلياً...

الدرس الأهم هو المقارنة.. كما ذكرنا... بين حياة و دور هذه الحشرة و حياة النمل.... لاشك ان الطبيعة في اليونان تملؤها انواع كثيرة من الحشرات لكن النمل كما هو معروف في كل العالم يعمل بجد ساعات طويلة في النهار و حتى في الليل.. النمل يجمع المواد الغذائية و مواد البناء و بذلك فانه يبني بيوتاً رائعة فوق الارض و داخل الارض و داخل الأشجار و أينما تجد إمكانية لذلك... و رغم هذا العمل المتواصل فان النمل لا يصرخ و لا يشتكي...

اما حشرة الزيتزيكي فإنها تجلس في مكان واحد و لا تتحرك بل تصرخ الى ان تموت في نهاية فصل الصيف من الجوع و العطش .. و هكذا فان الدرس الذي يعلمه اليونانيون لأطفالهم هو ضرورة التعلم من النمل ... اي ضرورة العمل... و التعلم من الزيتزيكي اي عدم الاستسلام للظروف... حرارة الطقس... و الاكتفاء بالصراخ دون محاولة التغيير...

هل الصراخ من حق الانسان... و هل هو مؤشر للثورة...؟؟. .. أسئلة سنناقشها تباعاً... لكن لعل نموذج الانسان "النملة" نجدها في مجتمعات شرق اسيا حيث يعمل الفرد .... دون صراخ... ساعات طويلة جدا مما جعل مستوى الانتاج في تلك المجتمعات هو الأعلى في العالم... بغض عن النوعية... اما أنسان "الزيتزيكي" فهو منتشر في كثير من مناحي العالم و الشرق الأوسط ليس بعيدا.... ثم... ماذا عن المجتمع اليوناني...هل شكل هذا الدرس المقارن نموذجاً مجتمعيا ... و هل تعلم منه السياسيون و القوى الفاعلة في المجتمع اليوناني ... هذا سيكون محتوى المقال التالي... حبي للجميع..



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44648
Total : 101