لم تعد ثورة العراق السلمية مجرد ثورة. إنها ثوراتٍ شتى يُقتدى بها. لم تعد حرباً بين ظالمٍ (نظام المالكي) ومظلوم (الشعب) أصبحت حروباً بين مظلومين وظالمين. بين من يظلم اليوم ومن يحمل معه ظلم الغد. هي حرب النظام ضد كل خصومه وقد كثروا عدداً ومشاريع وعناوين شتى. حرب تطرف المالكي ضد إعتدال الشعب. والإعتدال ضد التطرف بكل ألوانه. حرب كل الخصوم وقد تمزقوا وانقسموا بين أهلُ ماضٍ وأهلُ حاضر وأهلُ مستقبل.
بعض خصوم نظام المالكي كتنظيمات (القاعدة- والنُصرة) من صنعه لتخويف الآخرين من المستقبل وتبرير بقائه كضرورة لحماية شريحة من عراقيين منتفعين ومصالح أصدقاء وغرماء خارجيين.
بعض خصومه هم من صنع الشروط والمدى الذي بلغه الصراع بين من يريد البقاء بأي ثمن ومن يريد إزاحته بأي ثمن.
أخطر مافي الثورات هو الملتبس. حين يصبح الحق بسعر الباطل.
باطلُ نظام المالكي (ظلمه- طائفيته- بقاؤه) وإصراره على توظيف كل العناوين والمخاوف في لعبته.
باطل فريق من المعارضة أن يأخذ مشروع التغيير من المستقبل إلى الماضي. ومن الوطن إلى جُزءِ منه. ومن الشعب ككُل إلى فريق ثم هو يقسم هذا الفريق الواحد إلى فُرقاء!!.
إنها حرب تتنقل فيها تارةً مراقب وتارةً أُخرى مقاتل بين حدثٍ وحدث. لا تستطيع أن تكون مع دون تردد ولا أن تكون ضد دون تردد. حرب تحيي فيك الأمل وتقتله في آن معاً. أنا مع الثورة وأنا إبنها، وصرت أخشى عليها من بعضِ ما أسمع وأشهد وهو مخيف بالحديث عن (الإقليم) الذي يبرر إستقواء المالكي بكل قوى الظلم الخارجية والمحلية لسحق هذه الثورة. إذ لا تختلف إيران و(عصائبها) و(بطاطيها) عن (النصرة) و(القاعدة) وهم من صنع ملاليها. ومطلب الإقليم سيفرخ (داعش) عراقية من رحم السورية (دولة العراق والشام الإسلامية) في مناطق الإقليم السني.
أصبح خطاب بعض المتعاطفين "العرب والأجانب" مع الثورة العراقية، يتغير بحضور خطاب وخطبة الإقليم كل جمعة. يتغير بالتأكيد على أنهم أعداء لنظام المالكي الطائفي، ولن يكونوا معه بظلمه ووحشيته وجرائمه، لكنهم يخشون إنهياره لمصلحة التطرف وجماعاته المنتشرة (بتأييدٍ من المالكي) دون أن يعرف أحد ماتريد أو يُراد منها. لا أريد بديلاً سيئاً من بديل سيء. لا أريد ظلماً مكان ظلم، ولا حكماً ينفي الآخر مكان حكمٍ نفاه.
الثورة العراقية ستبقى واضحة المقاصد والرجال. لولا أن دخلها غموض (الإقليم) الذي سيُحضِر دراماتيكياً أهل الماضي ولا تعرف من أين وإلى أين يأخذونك وأي جحيم تَرِدْ معهم .وجميع النتائج وإن كانت معكوسة ستصب في مصلحة المالكي لأنه من حزبٍ رجعي طائفي صنيعة وإبن الماضي وإن خرج من قفص الماضي سيموت.
يحتاج العراق لثورة تصحيح وتنقية على الثورة والنظام معاً.
بسم الله الرحمن الرحيم
خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ
صدق الله العظيم
مقالات اخرى للكاتب