عن شاب عراقي يعاني خيبة الأمل في الزمن الديمقراطي ، عن ابن عمه القيادي في حزب متنفذ في الحكومة الحالية المنتخبة ، عن مسؤول امني رفيع المستوى قال إن " الأجهزة الأمنية ستواصل اعتماد السيطرات ، وأجهزة الكشف عن المتفجرات ، وسيبقى العمل بنظام الزوجي والفردي لعدة سنوات ، وانصح أهالي العاصمة باستخدام الستوتات، في التنقل والرحلات ، فخيركم من ركب الستوتة ، وحافظ على نظافة الشوتة "
أعداد كبيرة من أهالي العاصمة بغداد ، ابدوا تعاونهم مع الأجهزة الأمنية بعد العمل بنظام الزوجي والفردي ، باعتماد الدراجات الهوائية ، والبخارية، ومنها الستوتات لعبور السيطرات المتمركزة في جميع الشوارع والطرق العامة والجسور ، لكي يتركز جهد عناصر الأمن على تنفيذ واجباتهم بدقة للقبض على الانتحاريين وكشف السيارات الملغمة ، وأهالي العاصمة على حد قول المسؤول الأمني رفيع المستوى بانهم "خير من ركب الستوتة " طبقوا نصائحه قبل إعلانها ، فهم على استعداد لقطع عدة كيلو مترات مشيا على الأقدام ، عندما تغلق الشوارع ، لتامين وصول موكب مسؤول كبير الى مكان ما ، لإلقاء خطبة في مؤتمر عشائري ، او لافتتاح مشروع إنشاء حديقة تتوسطها سارية بارتفاع خمسين مترا تحمل العلم العراقي.
عن مراسل فضائية عن احد القضاة قال:" استوقفني رجل امن في بغداد وطلب مني كتاب الاستثناء من العمل بنظام الزوجي والفردي وعندما أبرزت له هويتي ، ابدى دهشته ، وسألني هل تمنح "علاوي المخضر" الهويات ؟ لأنه شاهد شعار ميزان العدل فاعتقد ان الهوية صادرة من علوة جميلة ، وبعد اخذ ورد وبتدخل الضابط المسؤول عرف رجل الأمن ان هويتي صادرة من مجلس القضاء الأعلى " والمراسل يحتفظ بروايات اخرى من هذا القبيل ، يرفض تناولها في تقاريره احتراما للمؤسسة الأمنية.
"خيركم من ركب الستوتة" ليس من المستبعد ان يكون شعار المرحلة الحالية لحين إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة في موعدها المحدد ، لان عملية تشكيل الحكومة الجديدة ، يتطلب المزيد من الوقت يبدا بالدخول في مفاوضات ماراثونية لتقاسم المناصب طبقا للاستحقاقات الانتخابية وحصول اتفاق على اختيار وزيري الدفاع والداخلية ، وليس من المستبعد ايضا في ظل تراجع الأوضاع الأمنية ، وبفعل تأثير تداعيات الأحداث في المنطقة على العراق ، وتنامي نشاط" داعش" ستحافظ الستوتة العراقية على حضورها في بغداد ، وربما سيلجأ آخرون الى استعارة تراث أجدادهم القدامى باستخدام العربات الآشورية للتنقل بين الكرخ والرصافة.
نالت الستوتة احترام وتقدير معظم العراقيين لدورها الواضح في مساعدتهم على التنقل داخل الأحياء المغلقة ، بالسير على الأرصفة وتجاوز الحواجز الكونكريتية بقدرة فائقة ، فضلا عن إمكانية حركتها في مقبرة وادي السلام في أيام الأعياد والمناسبات الدينية ، ونقل الزوار" المشاية" الى مكان وجود السيارات للعودة الى ديارهم بعد إداء مراسم الزيارة ، وفوائدها لا تعد ولا تحصى في الوقت الحاضر ولذلك صدق المسؤول الأمني رفيع المستوى عندما قال وخيركم من ركب الستوتة .
مقالات اخرى للكاتب