اليوم اذا اريد ان تصحيح مسار العملية السياسية بمنطقة العراق.. وعدم تكرار الماسي التي مرت بالسنوات 10 الماضية ومنها 8 سنوات بظل حكم نوري المالكي.. (فيجب اعتقال نوري المالكي) واخضاعه للمحاكم.. والسجون.. مع كل (الكابينة الوزارية).. التي تراسها.. لمعرفة دهاليز وخفايا واسرار .. ما جرى خلال حكمه.... (واعتقال كل من يأتي اسماءهم بالتحقيقات).. ومعرفة ادوات الابتزاز التي استخدمت من قبل القوى السياسية ومنها المالكي نفسه مع بعضها البعض وارتباطاتها مع الاجندات الاقليمية.. التي ادت لاستمرار منظومة الفساد وسوء الامن والخدمات .. بمنطقة العراق..
وكذلك معرفة (اين ذهبت الاموال المهولة بمئات المليارات الدولارات ولماذا لم تنعكس على الارض باي عمران وبناء .. ).. وهو رئيس للوزراء.. ولماذا استمر (الوضع الامني مزري بالتفجيرات والعمليات الانتحارية والكواتم والمفخخات).. في وقت هو قائد عام لمليون ونصف مليون جندي وشرطي وغرف عمليات ضباطها يعينهم المالكي نفسه.. وميزانية ضخمة بعشرات المليارات الدولارات سنويا تخصص للامن.. (ووضع خدمي مزري.. رغم عشرات المليارات الدولارات التي صرفت بل هدرت عليها بدون اي خدمات حقيقية).. (ونفط يهدر لدول اجنبية كالاردن ومصر واخيرا السودان.. في وقت ملايين من ابناء شعوب منطقة العراق تحت خط الفقر)..
وليس المالكي وحده.. من يجب اعتقاله.. بل يجب اعتقال ومصادرة جميع اموالهم المنقولة وغير المنقولة.. لجميع (اعضاء البرلمان والمجالس المحلية والمحافظات والرئاسات الثلاث).. بالسنوات الماضية بعد عام 2003.. ومنهم علاوي الجعفري.. وزجهم بالسجون.. وعقد محاكم علنية لهم.. للتحقيق معهم.. وربط الوقائع.. لتنكشف امام الراي العام.. حتى لا يتكرر ماسي الماضي.
.. وحقيقة ما اعترف المالكي نفسه بانه تستر عليه.. ومحاكمته عليها.. فهو فضل استمرار عملية سياسية متربع عليها هو.. على ان يكشف ملفات فاسدين وارهابيين.. تؤدي لانهيار هذه العملية القائمة على الفساد والاجرام..
وننبه .. بان المالكي اطول فترة لرئيس وزراء حكم بعد عام 2003.. وكل تقارير المخابرات والامن والداخلية .. تذهب اليه.. وهو المسؤول عن غرف العمليات في المحافظات وفي تعيين ضباطها.. وهو القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية ووزير الدفاع وكالة لسنوات.. وهو زعيم اكبر كتلة برلمانية بالبرلمان اكثر من (90) عضو .. لذلك (اعتقاله وزجه بالسجون).. ومحاكمته.. تكون لها الاولولية .. للاسرار التي عرفها واخفاها.. وتستر عليها .. على حساب الدماء والثروات ومعاناة الشيعة خاصة بمنطقة العراق.
علما من الاخطاء الكبرى التي يجب الاستفادة منها بعد عام 2003.. يتمثل بالاستعجال باعدام صدام.. بدون ان يحاكم على كل تاريخ 35 سنة من حكمه.. وخفايا ما جرى من وقائع تاريخية خلال مسيرته.. وكذلك ما جرى منذ عام 1963.. (فصدام قد سقط).. ونظامه السياسي.. انتهى.. عام 2003.. واصبح مجرد سجين.. (فلماذا اريد توقيع اعدامه بهذه السرعة).. عن (جريمة الدجيل).. التي تعد (من صغائر جرائمه).. اذا ما قورنت بمئات الجرائم الكبرى الاخرى.. حرب ايران.. دخول الكويت.. المقابر الجماعية.. الانفال.. حلبجة.. تجفيف الاهوار.. قطع ملايين النخيل.. تبيض السجون.. الاعدامات بالجملة.. .. الخ.. فمن وراء (طي سريع لتاريخ هذه الحقبة)؟؟ بحجة ان (القانون يوجب اعدامه بعد اخذ القطعية بعد شهر)..
والمضحك ان يهلل شريحة من الشيعة.. لتوقيع المالكي لاعدام صدام.. وهم لا يدركون انهم بذلك (ساهموا بطي اسرار حقبة عشرات السنين).. من التاريخ الاسود المخفي لحد يومنا هذا.. الذي يفسره (جهلة الشيعة.. بنظريات المؤامرة.. )..
بل كان المفروض ان يخضع صدام.. لدراسة طبية نفسية.. واكاديمية.. ويخضع لبحوث علماء بالاجتماع والسياسية.. لمعرفة تاريخه وتاريخه مرحلته.. وما الوقائع الاجتماعية التي مرت به خلال طفولته وشبابه وقبل وبعد تسلمه للحكم..
ونؤكد ضرورة ان يطلب العراق من الامم المتحدة.. تأسيس محكمة دولية من نوع اخر.... على غرار محكمة لاهاي لجرائم الحرب.. ولكن لمحاكمة الانظمة الفاسدة بالعالم.. وخاصة ان الفساد الموول الاساس للعنف الدولي (الارهاب).. وفي تبديد ثروات الشعوب.. وفي الفقر والعوز الذي يخنق مئات الملايين البشر حول العالم.. وكذلك يمول مافيات الجريمة المنظمة والتهريب والمخدرات والدعارة.. والسلاح.. الخ.. لان اثبتت الايام ان شعوب كثير بالعالم عاجزة عن اسقاط انظمتها الفاسدة.. (الانظمة الفاسدة لا تقل خطورة عن الانظمة الدكتاتورية المتورطة بجرائم ضد الانسانية)..
وخاصة ان الانظمة الفاسدة.. متواطئة مع قوى دولية واقليمية.. اصبحت عوائق امام كشف الفاسدين الدوليين الكبار.. مما يتطلب من تدخل دولي.. (مثال ذلك.. الفساد داخل النفط مقابل الغذاء بزمن صدام.. تم كشف تورط الامم المتحدة نفسها بها ومنها ابن الامين العام كوفي عنان.. المدعو كوجو.. ).. ولولا التدخل الامريكي بعد عام 2003.. لمعرفة ما جرى.. و تشكيلها للجنة تقصي الحقائق .. لما كشفت تلك الفضائح الكبرى.. مما يثبت بان التدخل الدولي ضروري بفضح الانظمة الفاسدة وايقاف الفساد الدولي.. ومنها النظام السياسي المتهرئ بالفساد بمنطقة العراق.. الذين يتطلب محكمة دولية عالمية.. لمحاكمة اركان ذلك النظام والمتورطين فيه من محليين ودوليين.. وزجهم بالسجون.. واعادة الاموال المسلوبة..
مقالات اخرى للكاتب