بين أجندة قيادة البعث السابقة عند الحروب .. والتي ما زال الكثير منا يذكرها جيدا ، عندما كان يقود أحد الأرتال القتالية سياسيون لا يعرفون الجك من البك في صفحات القتال وفن الحرب ، من أمثال عزيز صالح النومان أو طه الجزراوي او محمد حمزة الزبيدي .. وبين أجندة القيادات السياسية ( الشيعية ) الحالية التي وضعت نصب عينيها تلك التجربة البعثية الغريبة كدرس استراتيجي تقتدي به في الشدائد .. وبعد أن شاهدنا بأم أعيننا كيف يقود هادي العامري بعض من تلك الأرتال وعقيل الطريحي رتل آخر وأيضا حاكم الزاملي ، وآخرين كثر .. كان السؤال المحير الذي ما فتأ يلوك ويدور داخل ادمغتنا .. هل العراق يخلوا من قادة (عسكريين) مهنيين كبار او ضباط عراقيين خبرتهم الحروب وساحات الوغى ، ومن كل الوان شعبه الكريم ، لكي يقودوا تلك الأرتال القتالية ؟؟ .. أم أن المطلوب من نظام الحكم الحالي ان يبرهن للعراقيين ان هذا النظام هو يتبع أجندة واستراتيجية وتوجهات مقصودة ، مثلما كان يفعلها بتقصد نظام البعث السابق ؟؟.. من المؤكد أن جواب هذا السؤال سيصيب بالحرج الكثير من ( أزلام ) نظامنا الجديد الذين ايقنوا أن دوام وجودهم ضمن الكابينة السياسية للعراق الجديد يرتبط برباط وثيق بالطائفية السياسية التي أعادت البلاد الى قرون ما قبل الثورة الصناعية .. وهي نظام حكم مفروض على الجميع شاء من شاء وأبى من أبى ، أسوة بتلك الصناعة البعثية التي زرعت الأحقاد في النفوس واحرقت بسببها الأخضر واليابس .
لكن الأكثر خجلا والذي يصيب العراقيين بـ أس كبريائهم وكرامتهم هو وجود الجنرال قاسم سليماني في كل مشهد انتصار تحققه قواتنا الباسلة وحشدنا الشعبي البطل ضمن المناطق المحررة وهو يدبج على اهازيج واناشيد النصر العراقية المميزة .. كيف ذلك ؟.. ولماذا هذا المشهد المقصود ؟.. وما هي الرسالة التي يريد أولي الأمر في العراق الجديد أن يوصلوها الى شعبهم الصابر المضحي .. ان كان السؤال (السابق) في اعلاه سيصيب البعض بالحرج .. فمن المؤكد ان أي تفسير او اجابة لهذا السؤال الجديد ، أو أي تبرير لوجود هذا السليماني ضمن سفر البطولة العراقي الحالي سيجعل من بعض المطبلين له نكرات واتباع اراذل لتلك القوى التي لن يرتاح لها بال إلا بعد أن تجعل من العراق خمسميت وصلة .
مقالات اخرى للكاتب