من المهم جدا ان نفهم ان سعر النفط الخام يتحدد في السوق العالميه عبر عاملي السوق العرض والطلب . وان السعر هذا يتحدد بالدولار حصرا, وان حجم التعامل هو البرميل النفطي. 
ومن العوامل التي تؤثر على عرض النفط تكاليفه الانتاجيه وتكاليف شحنه الى مناطق الاستهلاك , وعوامل سياسيه معقده جدا يصعب قياسها. كما ان من العوامل المؤثرة ايضا على عرض النفط هي درجة تنظيم سوق العرض. فهناك, واقعيا, الاوبك المحتكره لاكثر من ثلث الانتاج النفطي في العالم. الا ان ما بعد السبعينيات من القرن الماضي ظهر عدد من منتجي النفط الخام خارج اطار الاوبك ومنها على سبيل المثال روسيا, بريطانيا, النرويج و الاكثر اهميتا الولايات المتحدة الامريكيه التي دخلت الى استخراج وانتاج النفط الخام من مناطق غرب تكساس و كاليفورنيا مما يسمى النفط الصخري الذي يتميز بكون مخزونه بعيد عن سطح الارض وفي حواضن صخريه وبالتالي فان تكاليف انتاجه تقدر بـ 75-$-/برميل.
اما الطلب على النفط الخام فان جميع دول العالم تطلب النفط الخام من اجل انتاج الطاقه الضروريه للحياة الاقتصاديه والاجتماعيه. وكلما كانت الحياة الاجتماعيه اكثر تطورا نجد ان استخدام الطاقه في الحياة يرتفع. فخذ مثلا المطبخ الحديث, وتطلع الى عدد الادوات المطبخيه التي تستخدم معتمدة على الطاقة. 
وقد شاهد العالم تنامي في عدد سكانيه ليصل الى 7.1 مليار نسمه بفعل ارتفاع مستوى المعيشه والتعليم و الصحه. هذا من جهة, ومن جهة اخرى ارتفعت نسبه سكان المدينه عالميا لتصل الى 63% لصالح المدينه. مما يعني ازدياد الطلب على الطاقة عموما والنفط خصوصا. 
ومن ناحيه اخرى فان من مسببات ارتفاع النفط الخام هي ارتفاع الدخل القومي, اي على صعيد الاقتصاد الكلي وليس الجزئي. فاذا ارتفع الدخل القومي ارتفع الطلب على الطاقة عموما, والنفط خصوصا. فاين حدث النمو الاقتصادي تحديدا. 
البرازيل, الصين, الهند, روسيا, و جنوب افريقيا الى حد ما، هي مجموعة الدول التي حققت نموا اقتصاديا يقاس بالدخل القومي. فالصين مثلا حققت لغايه هذه السنه نموا اقتصاديا يصل الى 10% وكذلك الدول الاخرى والمشار اليها ولكن بنسبه اقل. هذا ما جعل الطلب على النفط الخام يرتفع. بينما ادت الازمه الماليه التي قادت الى ازمه اقتصاديه في الولايات المتحدة الامريكيه ثم ببقية ما يسمى دول التعاون والتنميه الاقتصاديه OECD عانت منذ 2008 ولحد الان من ازمه خانقه. 
الذي تفاجئ به العالم هذه السنه هو: تباطئ النمو الاقتصادي في الدول المشار اليها البرازيل، الصين، الهند، روسيا واخرى ايضا. مما ادى الى ظهور فائض نفطي متجلي بزيادة معروض النفط في الاسواق العالميه يضغط على السعر نحو الاسفل. وهذا ما حدث اليوم.


ما التوقعات المستقبليه ؟؟؟
1- في العامين المقبلين 2015و 2016 ستستقر الاسعار عند مستوى 70-$-/برميل. 
2- سنحتاج الى كامل سنه 2015 لامتصاص الفائض في المعروض النفطي , وفي هذه السنه سنتعرض للعديد في التقلبات في اسعار النفط عالميا. 
3- عند انخفاض سعر برميل النفط لما دون 70-$-/برميل فان انتاج النفط الخام في الولايات المتحده، والمنتج تحديدا من النفط الصخري، سيخرج من الانتاج، وربما سنشاهد افلاس العديد من الحقول النفطيه هناك. 
4- لن تتاثر الشركات النفطيه العالميه امثال اكسون وبرتش بتروليوم بما سيحدث في 2015 وما بعدها، لسببين اولهما : سيطرتها على جميع العمليات النفطي لما بعد الاستخراج عالميا من نقل وتكرار. اما الثاني فهو: ان راس مالها منتشر على جميع بقع العالم, ولم تعد الشركه الواحده تعلم في مجال النفط فقط بل مجالات الطاقة البديله. 
5- اعتقد, اذا ما استمر التباطئ الاقتصادي في الولايات المتحده، فان ذلك سيقود الى تباطئ نمو الطلب على النفط. لان اقتصادها هو الاضخم في العالم. وان غالبيه الانتاج الصيني يعتمد على الطلب على سلعها في الولايات المتحده, كما ان الشركات العاملة في الصين رؤوس اموالها امريكيه 
6- اذا استطاعت المانيا قيادة اوربا للتخلص من الركود الاقتصادي المصاحب لها وانقاذ اليونان واسبانبا والبرتغال من الافلاس, فاننا سنشاهد نموا لاباس به للطلب على النفط الخام. 

يطل علينا القادة السياسيين العراقيين, وهم يعدون بتعويض النقص في اسعار النفط بالزيادة في كميات الانتاج. فهل هذا واقعي ؟ ام مطلب ارادي. مطلب منعزل عن السوق وعوامله . سنحاول الاجابه على ذلك لاحقا.