Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حقوق الأنسان والنفاق الدولي
السبت, تشرين الثاني 29, 2014
طاهر مسلم البكاء


المفارقة ان مانقصده بحقوق الأنسان هي الضوابط والتشريعات التي توضع لضمان حقوق الأنسان لكي لايتعدى ويتجاوز عليها اخيه الأنسان ،إذ ليس هناك مخلوق آخر يغتصب ويتجاوز على هذه الحقوق سوى الأنسان ! 
قد يقول قائل ليس هذا فحسب بل انها تعني السبيل الأمثل الذي يسلكه الأنسان للعيش بكرامة وامان دون ان ينتقص شئ من حقوقه في الحياة ،حيث خلق الله البشر متساويين وبنفس الفرص ،اذن فنحن نعود الى نفس المفترق ،فمن الذي يمس كرامة الأنسان وامانه وحقوقه العامة ؟
الجواب سيكون نفس الجواب ،اما هو ذاته لايستخدم حقوقه بالصورة الصحيحة او ان انسان آخر سيغتصب حقه .
خيرات العالم تكفي الجميع :
الحياة التي يولد فيها البشر يتوفر فيها كل انواع الخير واسباب السلام فلماذا يقتل الأنسان اخيه الأنسان ،على حد ما نعلم ان الحيوانات على اختلافها تنأى عن اكل جنسها ،وهي ان كانت من اكلة اللحوم فأنها تبحث الأنواع المختلفة عن جنسها ولكن الأنسان يقتل الأنسان لأغراض سلب ممتلكاته والعيش على حسابه .
وفي كل عصور التاريخ نجد استشراء القتل ونجد ان الأنسان لايجد متعة اجمل من قصص وحكايات الغزوات وفوز البطل موضوع الحكاية بعد أن يكون قد قتل اعداد كبيرة من الخصوم وسيطر على اراضيهم ونهب ممتلكاتهم ، وكأن لاتوجد أي ابواب أو طرائق للكسب والفوز بالشهرة والمناصب سوى القتل وكأن الأنسان قادر على الحروب رغم تكلفتها وصعوباتها ومخاطرها وما تلحقه من دمار ولكنه غير قادر على التفكير بطريق يعيش فيه بسلام مستغلا ً الخيرات التي انعم الله بها عليه . 
وينقل عن الرئيس الأمريكي هاري ترومان انه علق بفرح غامر على اسقاط اول قنبلة ذرية على هيروشيما في 16 – 7 – 1945، وقد حصد التفجير مائة الف أنسان على الفور وأكثر من مائة وخمسون ألف بعد مرور عام ، قال ( هذا أعظم شئ في التاريخ ) ! .
يقول القائد الهندي المهاتما غاندي :
( أن العالم يملك ما يكفي الجميع ولكن لا يملك ما يكفي طمع الجميع ) .إنها الأطماع والأحقاد والخرافات التي يحشو فيها عقل الأنسان لكي يكون آكلا ً وليس مأكول .
تعريف حقوق الأنسان :
يعرفها رينية كاسان وهو أحد واضعي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بأنها (فرع خاص من الفروع الاجتماعية يختص بدراسة العلاقات بين الناس استناداً إلى كرامة الإنسان وتحديد الحقوق والرخص الضرورية لازدهار شخصية كل كائن أنساني . 
أما كارل فاساك فيعرفها بانها (علم يهم كل شخص ولا سيما الإنسان العامل الذي يعيش في اطار دولة معينة، والذي إذا ما كان متهم بخرق القانون أو ضحية حالة حرب، يجب أن يستفيد من حماية القانون الوطني والدولي، وان تكون حقوقه وخاصة الحق في المساواة مطابقة لضرورات المحافظة على النظام العام)،اما محمد عبد الملك متوكل يعرفها بأنها(مجموعة الحقوق والمطالب الواجبة الوفاء لكل البشر على قدم المساواة دونما تمييز بينهم ) .
عصبة الأمم : 
في عهد عصبة الأمم فلم يتضمن نصوصاً خاصة بتقرير الصيغة الدولية لحماية حقوق الإنسان، باستثناء ما جاء من التزام أعضاء العصبة أن يعاملوا بصورة عادلة الشعوب التي تقطن أقاليم خاضعة لإدارتهم سواء في حماية أو انتداب. وكذلك التزام حماية حقوق الأقليات. واهتمت منظمة العمل الدولية بموضوع توفير الأجر المجزي للعامل ورعاية شؤونه وتحسين أحواله ، لكن الحرب العالمية اندلعت ثانية بصورة وحشية لم يشهد لها الناس مثيلاً من قبل. لقد تسببت الحرب العالمية الثانية للناس في كل مكان بآلام «يعجز عنها الوصف». بل لقد صدق هنري كاسان عندما وصفها بأنها كانت في جوهرها «حرباً صليبية على حقوق الإنسان» .
الأمم المتحدة :
عرفت الأمم المتحدة حقوق الإنسان بانها(ضمانات قانونية عالمية لحماية الأفراد والجماعات من اجراءات الحكومات التي تمس الحريات الأساسية والكرامة الإنسانية، ويلزم قانون حقوق الإنسان الحكومات ببعض الأشياء ويمنعها من القيام باشياء أخرى)، أي ان رؤية المنظمة الدولية لحقوق الإنسان تقوم على أساس انها حقوق أصيلة في طبيعة الإنسان والتي بدونها لا يستطيع العيش كإنسان .
وتكفل القوانين وتضمن الأنظمة التشريعية في معظم بلاد العالم صيانة حقوق الإنسان، وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الأنظمة لا تكون دائماً فعالة وتعجز معظمها عن إقرار بعض حقوق الإنسان . 
باشرت الأمم المتحدة نشاطها في التفريع على الأصول التي جاء بها ميثاقها ، فأصدرت في العاشر من كانون الأول 1948 «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان» الذي صاغته لجنة حقوق الإنسان على مدى ثلاث سنوات ويزيد بموجب قرارها رقم 217 (3) وكانت بقرارها الصادر في 9/12/1948 أقرت مشروع اتفاقية منع ومعاقبة جريمة إبادة الجنس. ويقع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مقدمة وثلاثين مادة .
بعد المقدمة ينتقل الإعلان إلى مواد غير مسلسلة يمكن ردها إلى أربع فئات :
1 ـ الحقوق الفردية والشخصية .
2 ـ علاقات الفرد بالمجموع أو بالدولة .
3 ـ الحريات العامة والحقوق الأساسية .
4 ـ الحقوق الاقتصادية والاجتماعية .
وبعد اثني عشر عاماً من النقاش والجدل استقر الرأي الإجماعي للدول الأعضاء على الميثاقين في صيغتهما الأخيرة، وقد صدرا جنباً إلى جنب مع بروتوكول اختياري ملحق بالاتفاقية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية وذلك بقرار الجمعية العامة رقم 2106 (الدورة20) في ديسمبر 1966 وعرضت هذه المستندات الثلاث على الدول الأعضاء لتصديقها أو الانضمام إليها ودخلت حيز التنفيذ الفعلي فيما بين الدول المصدقة أو المنضمة عام 1976. 
تعهدت كل دولة صدقت على العهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية بحماية شعبها عن طريق القانون من المعاملة القاسية أو غير الإنسانية والمهينة. وتعترف بحق كل إنسان في الحياة والحرية والأمن والحرمة والكرامة، كما أنها تحرم الرق وتكفل الحق في المحاكمة العادلة للجميع وتحمي الأشخاص من الاعتقال والإيقاف التعسفيين، كما يقر العهد المذكور بحرية الفكر والضمير والعقيدة الدينية وحرية الرأي والتعبير والحق في التجمع السلمي وبحرية المشاركة في الحياة السياسية والعامة. ونص كذلك على حرية الرضا في الزواج وعلى حماية الأطفال ويكفل المحافظة على التراث الثقافي والديني واللغوي للأقليات. والواقع أن الحقوق المبينة من هذا العهد مستوحاة في مجملها من الإعلان العالمي، لكن جاءت خلواً من النص على حق الملكية وحق اللجوء.
في حين تقر كل دولة صدقت على العهد الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بمسؤوليتها عن العمل نحو ضمان شرط معيشة أفضل لشعبها، كما تقر بحق كل فرد في العمل والأجر العادل والضمان الاجتماعي وفي توفير مستويات معيشية مناسبة وفي التحرر من الفاقة، كما تقر بحق الفرد في الصحة والثقافة وتتعهد أيضاً ضمان حق كل فرد بتأليف النقابات والانضمام إليها. 
كما تبنت الأمم المتحدة عدداً من الاتفاقيات والإعلانات ذات الصلة الوثيقة بالإنسان أهمها :
1 ـ الاتفاقية الدولية لإزالة التمييز العنصري وأشكاله كافة. وقد أقرتها الجمعية العامة في ديسمبر 1965 بقرارها 2106 (الدورة 21) ودخلت حيز التنفيذ وبلغ عدد الدول المنضمة إليها حتى نهاية 1993 (94) دولة.
2 ـ الإعلان الخاص بإزالة كل أشكال عدم التسامح والتمييز القائم على الدين أو المنفعة. وقد صدرت الجمعية العامة بتوافق الآراء في نوفمبر 1981.
3 ـ الاتفاقية الخاصة بإزالة كل أشكال التمييز ضد النساء، وقد أقرتها الجمعية العامة في ديسمبر 1979 ودخلت حيز النفاذ في سبتمبر 1981 وانضمت إليها دول تربو على المئة حتى نهاية 1994.
4 ـ الاتفاقية الخاصة بمكافحة التعذيب والمعاملة أو العقاب القاسي واللاإنساني أو المحّط من الكرامة وقد تبنتها الجمعية العامة بالتوافق في 10 ديسمبر 1984 ودخلت حيز النفاذ منذ 26 يوليو 1987 بين سبعين دولة ونيف.
5 ـ الاتفاقية الخاصة بحقوق الطفل وقد تبنتها الجمعية العامة في 20 نوفمبر 1989 ودخلت حيز النفاذ بين مئة دولة تقريباً بدءاً من 2 سبتمبر 1990.
6 ـ الإعلان الخاص بالحق في التنمية وقد أقرته الجمعية العامة في 4 ديسمبر 1986 بقرارها رقم 128 للدورة 44.
7 ـ الاتفاقية الخاصة بالسكان الأصليين والقبليين في البلدان المستقلة. وقد أقرته الجمعية العامة لمنظمة العمل الدولية في اجتماعها السنوي عام 1989 وانضمت إليه حتى الآن بوليفيا وكولومبيا، والمكسيك والنروج.
8 ـ الاتفاقية الخاصة بمركز اللاجئين وقد دخلت حيز النفاذ من 22 نيسان 1954 وكذلك الاتفاقية الخاصة بعديمي الجنسية وقد انضمت إلى الأولى أكثر من مئة وخمسين دولة.
9 ـ الإعلان الخاص باللجوء الإقليمي الذي أقرته الجمعية العامة في 14/12/1967 بموجب قرارها رقم 2312 (الدورة 22).
10 ـ الاتفاقية الخاصة بحماية حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم وقد أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارها 158 (الدورة 45) في 25 فبراير 1991 وما زال قيد النظر من الدول الأعضاء.
وقد أنشئ مؤخراً منصب المفوض السامي لحقوق الإنسان (بعد المؤتمر العالمي المنعقد عام 1993).
تم تصنيف حقوق الإنسان إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي:
1- حقوق السلامة الشخصية
2- الحريات المدنية
3- الحقوق الاجتماعية والاقتصادية.
وتكفل حقوق السلامة الشخصية أمن الإنسان وحريته. فلكل مرء حق في الحياة والحرية وفي التمتع بالأمان على شخصه، كما لايجوز استرقاق أحد أو تعذيبه أو اعتقاله تعسفاً. أما الحريات المدنية فإنها تقر حرية التعبير عن المعتقدات بالأقوال والممارسة؛ فهي تكفل لكل شخص حرية الرأي والتعبير والوجدان والدين والتجمع. ومن الحريات المدنية الأخرى: حق الاقتراع في الانتخابات، وفي تقلد الوظائف العامة وفي التزوج وتأسيس أسرة. وتنطوي الحقوق الاجتماعية والاقتصادية على حصول الشخص على الحاجات الإنسانية الأساسية، وحقه في الرقي الاجتماعي. فلكل شخص حق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهة خاصة على صعيد المأكل والمسكن والملبس والعناية الطبية والتعليم. كما تنطوي على حق الشخص في العمل وإنشاء النقابات والانضمام إليها.
المفكرون والفلاسفة :
وقد عني المفكرون والفلاسفة على مر العصور بالتنظير لحقوق الإنسان والمطالبة بصونها، والواقع أن الفرد كان يخضع للجماعة في كل شيء بلا حدود أو قيود إلى أن سادت الفكرة بضرورة عدم إطلاق يد الدولة بالتدخل في شؤون الأفراد . 
فاليونانيون في مآثرهم الشهيرة تناولوا حق الإنسان في الحياة وفي حرية التعبير والمساواة أمام السلطة وغير ذلك من الحقوق الطبيعية التي عدها مفكروهم اللبنة الأساسية في بناء المجتمع السياسي.
كذلك اهتم بوذا والفلسفة الهندية بالأخطار المحدقة بالحريات الأساسية للإنسان جراء العنف والفاقة والاستغلال ونقض العهود. وتضمن قانون «مانو» الذي ذاع صيته في العام الألف قبل الميلاد عدداً من المبادئ الهادفة لصيانة الإنسان من هذه الأخطار .
ووقفت الفلسفة الصينية وقفة طويلة أمام واجبات الإنسان تجاه أخيه الإنسان بما يكفل حقوقه الأساسية في الحياة والسعادة وحرية التعبير عن الذات. وينسب إلى كونفوشيوس القول الشهير:«الإنسان لا يتعلم المدنية إلا عندما يطعم ويكسى بشكل لائق». وأكدت المسيحية كرامة الإنسان والمساواة بين الجميع بوصفهم عيال الله . 
وقد عنى الدين الأسلامي بالأنسان ، يقول الله تعالى :
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) الأسراء .
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) التين . 
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات .
ضح ذالك في قوله تعالى ﴿-;-فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ-;-﴾-;- . 
عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله قال"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه. ومن كان في حاجه أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربه فرج الله عنه بها كربه من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة" .
العصر الحديث :
أن اهتمام التشريع الوضعي بحقوق الإنسان، بدأ فعلاً بصورة منتظمة مع الثورتين الكبيرتين في أمريكا وفرنسا.
وفعلت الأفكار الثورية التي أطلقتها الإعلانات فعلها فتفجرت ثورات الشعوب وتهاوت العروش والأنظمة الاستبدادية في أوروبا وأمريكا اللاتينية. وجاءت التشريعات الداخلية وعدد من الأنظمة الدولية بنصوص تجعل من احترام حرية الإنسان وحقوقه جوهر وجود المجتمع السياسي وسبب استمراره. من ذلك مثلاً اتفاقية برلين لعام 1855 واتفاقية بروكسل عام 1890 بتحريم الاتجار بالرقيق واتفاقية باريس لعام 1904 بمكافحة الاتجار بالرقيق الأبيض واتفاقية لاهاي عام 1912 بمكافحة المخدرات، واتفاقية باريس لعام 1903 بالعناية بصحة الفرد ومكافحة الأوبئة الضارة بالصحة العامة واتفاقية لندن عام 1914 بتنظيم الإنقاذ البحري واتفاقية برن لعام 1886 بحماية حقوق المؤلف الأدبية والفنية وغير ذلك.
وعرف القانون الدولي العرفي بعض المبادئ التي يمكن الركون إليها في مجال حماية الإنسان وصيانة حقوقه منها مبدأ التدخل لأغراض إنسانية ومسؤولية الدولة. ومع أن النظام الأول قد طبق من قبل بعض الدول الأوربية ضد الدول الضعيفة خارج القارة لحماية طائفة معينة من الناس مما حمل ميثاق الأمم المتحدة على منع التدخل في الشؤون الداخلية للدول بشتى أنواعه إلا أن التدخل لأغراض إنسانية عاد للبروز مجدداً. من ذلك تدخل الأمم المتحدة إنسانياً في الصومال ثم في البوسنة بين عدد من الحالات .
حقوق الأنسان والنفاق الدولي :
يقول روني برومان رئيس جمعية أطباء بلا حدود الفرنسية :
(يكفي أن نوسع قليلا ً دائرة رؤيتنا للعالم لكي نفهم الى أي درجة يبدو الخطاب الغربي فيما يخص قداسة الحياة وحقوق الأنسان نفاقا ً خالصا ً )
لو عدنا الى تصريحات لأهم مسؤولين في امريكا والغرب إبان الحرب العراقية الأيرانية ، والتي دلت الأعترافات اللاحقة على ان الغرب هو من اشعل فتيلها نكاية بالثورة الأيرانية الناشئة آنذاك وخوفا ً من انتشارها وتوسعها الى الدول المجاورة ، لأتضح لنا أكثر، نوع الأنسانية التي يتشدق بها الغرب ولايزال :
- نقل عن وزير الدفاع البريطاني في حكومة تاتشر قوله : ( ان الحرب العراقية الأيرانية تخدم مصالح انكلترا والغرب ،ويجب اعطاء العراق وأيران أمكانيات متابعتها ) ،وقد استمرت الحرب حوالي ثمانية سنوات وقتل فيها اكثر من مليون انسان .
- ويقول هنري كيسنجر معلقا" على الحرب العراقية – الأيرانية :
( هذه أول حرب في التاريخ أتمنى أن لايخرج بعدها منتصر ، وأنما يخرج طرفاها وكلاهما مهزوم ) .
العراق ونبوءة بوش :
لقد كان العراق بلد محاصر من العالم بأجمعة وقد كان تعرض في حرب الخليج الأولى الى تدمير كبير ، ولم يكن هناك أي مبرر ليخوض بوش الأبن حربا ً جديدة في العراق ، ولكن المحيطون به من الصهاينة ممن يدعون لوبي الموت ،كانوا ينظّرون ويصورون ان حربا ً جديدة على العراق ستكون ذات فائدة على امريكا ،حتى ولو اضطرت أمريكا لخوضها بمفردها ودون الأستعانة بالحلفاء ،ولهذا كانوا بأشد الحاجة لألباس هذا الغزو لباس ديني لكسب تأييد العامة في المجتمع الأمريكي وهذا ما دفع الرئيس الامريكي بوش الأبن الى ان يعلن مرارا ً من ( ان الله امره باحتلال العراق ) .
قتل ونفاق :
يمتاز الأنسان اليوم ليس بالوحشية فقط بل بالنفاق حيث انه رغم ما يقوم به من عمليات قتل فأنه يجمل صورته بشتى المسميات التي تظهره يقتل لأجل اهداف يعطيها مقبولية ، فعندما القت أمريكا وحلفاءها آلاف الأطنان من اسلحة القتل والتدميروالخراب على أرض العراق ، وأستخدمت حصارا ً لم يكن له مثيل في تاريخ الأنسان ضد شعب العراق ،نال من المدنيين أكثر مما أثر في السلطة الحاكمة ،ودام لأكثر من أثني عشرة سنة ،ومع كل ذلك فهي لاتزال أمريكا الحرية والسلام وحقوق الأنسان والعالم الجديد .
في وقت يدعي الغربيون دعم حقوق الأنسان ،وحركات التنوير ، نجدهم يخربون بلدانا ً بأكملها ويهجرون اهلها ،ويشعلون حروباً ً لايقبلها الضمير الأنساني ، أنهم لايريدون ان ينسوا أنهم من خاض أقذر حربين عالميتين في العقد القريب ، الحربين العالميتين الأولى والثانية ، والتي بلغت ضحاياها الملايين من البشر ، ورغم ادعائهم العصرية والحداثة والتقدم ، وهذا ما يبرز في مالديهم من تكنلوجيا وعمران ، إلا ّ أن عقد التوحش وشريعة الغاب لا تزال تحاصرهم في تصرفاتهم وطرق تعاملهم مع الآخرين ، فلا ينشدون المصالح بالسياسة وحسن التعامل والأعتراف بحق الأخرين في الحياة الكريمة ، بل ينشدونها في الدسائس وكم الأفواه والسيطرة كليا ً على الآخرين وعلى ثرواتهم ،وهم اليوم يفضحون مبادئهم أمام العالم وأمام شعوبهم بمناصرتهم فئات ظلامية تنتهج أفكار متخلفة ليس لها وجود في المجتمع الغربي مادام هذا الطريق يخدم أهداف الغرب وحلفائهم الصهاينة ومصالحهم في المنطقة . 
يستذكرالعراقيون جيدا ًحكاية أسلحة التدمير الشامل التي هولت حتى ضن ّ المواطن الغربي انه فعلا ًمهدد بها ، وهكذا جيشت الجيوش ودمر العراق بالكامل ولكنهم لم يعثروا على أي أثر لسلاح تدمير شامل في العراق ،فمن عاقبهم على تدمير العراق ،وقد أستخدم الغربيون اليورانيوم المنضب ضد العراقيين وقد ثبت تأثيره على العراقيين والأمريكين بالسواء ولا تزال تظهر اصابات غريبة تعزى الى استخدام هذه الأسلحة ولكن لا ناقد لذلك ما دام الغرب هو الفاعل وأستخدم الصهاينة الأسلحة الكيمياوية في غزة ( الفسفور ) ولم يكن أي أثر لرد فعل، لا أمريكي ولا غربي لأن الفاعل هو مدلل الغرب ، ومما يجب ذكره تصويت الكونكرس الأمريكي بالإجماع على إلغاء تقرير غولدستون ، القاضي الأفريقي الذي وصف ببعض الضمير مجازر الصهاينة في غزة ، أبان عدوانهم الوحشي على الشعب الفلسطيني الأعزل .
ضرب سوريا وعودة الضمير :
لو عدنا قليلا ًالى حيث جلسة البرلمان البريطاني في يوم الخميس 29/8/2013والتي بذل فيها رئيس الوزراء البريطاني كاميرون جهدا ً استثنائيا ً لكسب موافقة البرلمان على اشتراك بريطانيا مع حلفاءها في ضرب سوريا ، نجد فيها شيئا ً جديدا ً على الغربيين ،أنه عودة الضمير والشعور بالخطأ الذي أقترف ضد شعب العراق ،بعد أن صورت المخابرات الأمريكية والغربية والصهيونية العراق ،الذي كان يئن تحت أقسى حصار عرفه التاريخ ، وكأنه معقل لأسلحة الدمار الشامل التي قد تصل لتطال المواطن الأمريكي والغربي !
وحصل الساسة في حينها على الضوء الأخضر لتدمير العراق وهذا ما حصل ولكنهم فضحوا انفسهم بعد ذلك فلم يكن العراقيون يملكون سوى السلاح السوفيتي التقليدي الذي تجاوزه الزمن كما تجاوزصانعيه السوفيت .
لقد كانت أغلب مناقشات البرلمانيون البريطانيون وخصوصا ًزعيم المعارضة تشدد على عدم تكرار تجربة الخطأ الفادح في العراق ووجوب التأني والتأكد من مصدر استخدام هذه الأسلحة ،والسماح لتقرير فريق المفتشين بالأكتمال ومن ثم مناقشته في مجلس الأمن وأتخاذ قرار بشأنه ،ثم يعلن موقف بريطانيا ،وفي خلاصة التصويت رفض البرلمان البريطاني بالأغلبية ضرب سوريا .
سنودن يكشف حقوق الأنسان الأمريكية :
أحدث ما أنتجته حقوق الأنسان الأمريكية اليوم هو ما كشفه العميل الأمريكي الجديد الذي هو، كمنشق أمريكي يتحدث الى العالم ليس أول السلسة ولا آخرها ،لقد أظهر سنودن للعالم بجلاء ومن داخل البيت الأمريكي زيف الأدعاء الأمريكي بالدفاع عن حقوق الأنسان وهذه المرة مع من ؟ مع حلفاء أمريكا ،أنها تتجسس عليهم بخلاف ما كانت تدعيه من وحدة الصف الغربية لقد أعلن الأوربيون ،تقودهم امريكا ، بعد الحرب العالمية الثاني أن لاتصارع ولاأقتتال بين بعضهم البعض وأن عليهم الأستفادة من خيرات الأخرين مستغلين ضغائن وغباء الأخرين ،ولابأس ان يبقى هؤلاء الأخرين بغباءهم وبمشاكلهم الى ما لانهاية مادام الطرف الأخريستفيد من ذلك ، فهذه كوندليزا رايس تقول في صحيفة اللوموند الفرنسية :
( احدى خاصيات العولمة تتمثل في حقيقة أنه لاتوجد امة ،ولو كانت دولة عظمى قادرة بمفردها على تحقيق الأهداف الكبيرة ، .. لتحقيق نجاحات كبيرة في العالم يلزمنا شركاء كبار شركاء أقوياء ،نعلم أن الولايات المتحدة وأوربا عندما توحدان قوتيهما وذكائيهما ،تكونان أفضل الشركاء ،التاريخ يشهد على ذلك )، وقد أثبتوا حسن تطبيق وتنفيذ نادر لهذه الشراكة من أجل نهب ثرواتنا وتدمير بلداننا خدمة لمصالحهم ، ولكن ما الذي جرى الأن هل أصبحت أمريكا تشعر أنها ليست بحاجة للآخرين ،حتى شركائها وان عليها معاملتهم كما تعامل الآخرين .
لو عدنا قليلا ً الى الوراء نستعرض حقوق الأنسان الأمريكية سنجد أن مساندة امريكا للمام الصهاينة الذين جمعوا من أصقاع الأرض ومدهم بكل أسباب القوة لطرد سكان فلسطين الأصليين وبناء المستوطنات السرطانية مكانهم لسكن الصهاينة هو في العرف الأمريكي دفاع عن حقوق الأنسان .
والمساعدة في جلب الآف المرتزقة من مختلف الدول وتسليحهم ودعمهم سياسيا ً ضد الدولة الشرعية في سوريا مما أدى الى قتل الآف الأرواح البريئة وتهجير الملايين من السوريين وتدمير بلادهم ، كل هذا ضمن الدفاع الأمريكي عن حقوق الأنسان .
وعند خوض حربين مدمرتين في العراق قتل فيها الآلاف من المدنيين والعسكريين العراقيين والأمريكان ودمر العراق بالكامل وزرع الأرهاب في ثناياه ،فكل ذلك لأجل حقوق الأنسان الأمريكية .
وعندما وعندما ،قد نعجز أن نعد منجزات الأمبراطورية الحالية في عالمنا في مجال حقوق الأنسان ولكن كنا نتكلم دون أن يصدقنا أحد،لابل دون أن يستمع الينا أحد ،ولكن اليوم حلفاء أمريكا هم الذين يحتجون ويطالبون بالأيضاحات على التجاوزات الأمريكية على حقوق الأنسان ، وهذا يعني أن كل ما يمس مصالحهم يمكن تفسيره عمل بالضد من حقوق الأنسان ولكن ما يمس الأخرين لايعدو عن كونه تسليه على حد قول أحد الطيارين الأمريكان الذي يقول كنا نتسلى بقتل العراقيين إبان المعارك التي تلت أحتلال صدام للكويت ! 
وهو يوضح بجلاء ما وفرته له التكنلوجيا الحديثة التي يملكها من تسلية دموية وبالمقابل عظم الجريمة التي أقترفها نظام صدام بتقديمه العراقيين لقمة سائغة بدون توفير غطاء جوي كفوء .
امام الأنسان الكثير ليتجاوز ما كان يتصف به اسلافه قبل الحضارة من صفات الطمع والحقد والتوحش وبقايا شريعة الغاب وبلوغ مراتب الأنسانية والصفات النبيلة التي حثت عليها الأديان السماوية والمفكرون والفلاسفة ،حيث سيجد وقتها السعادة والطمأنينة والأمان وسيجد ان خير الدنيا يكفي الجميع .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47064
Total : 101