سنةُ العِراقِ .. بيْن ساسةِ طائِفيّون وأجندات خارِجيّةً؟
المناطِقِ السُّنّيّةِ تعيُّش اِضطِرابِ حقيقيِّ، نتيجة السّياساتِ الخاطِئةِ لِقياداتِ سُنّيّةٍ، تُعمِلُ لأجندات خارِجيّةً، دمّرت المُحافِظاتُ الغُربيّةُ، وأصبح الدّمارِ عائِق لِرُجوعِ الأهالي إلى المناطِقِ المُحرِّرةِ، ظُهور وُجوهِ جديدةٍ لِقيادةِ الجُمهورِ السُّنّيِّ، النّازِحِ والمُدمِّرِ جُغرافيّا، يعِدُ توَجّها صحيحا.. مِن قبل وجهاءِ وعشائِر وأحزاب (المُعتدِليْنِ) الّذين يُؤمِّنون بِالتّعايُشِ السُّلّميِ بيْن إفراد المُجتمع العِراقيِ، ومواجِهةً التطرف ونبذ العُنفِ، الّذي لم يُجلب لِمناطِقِهُم سِوَى المزيدِ مِن الدّمارِ، وتهجير وكثير مِن النّازِحين.
عِندها اِكتملت الصّوَرةُ لديهُم؟! واليَوْم باتت تِلك القوًى على اِستِعدادِ لِقبولِ الأخر، والإيمان بِالعِراقِ الجديدِ الّذي يُحكِمُ بِدُستورِ وقانون، يُضمِّنُ حُقوقُ الجميع، مازال بعضُ ساسةِ السّنةِ، يُعمِلون مِن اُجلُ التقسيم، خِدمة لِلمشروعِ الخارِجيِّ، مِن خِلال اِستِهدافِ الحشدُ، وخلق توَتُّرِ طائِفيِّ، لإقناع المُجتمع السُّنّيِّ، بِضرورةِ الاِنفِصالِ وإعلان إقليم، متناسين التهجير ألِقسريِ الّذي يتعرّضُ لهُ العرِب، في المناطِقِ المتنازع عليها في شمال العِراقِ، ويُنكِرون هذا التهجير في وقتِ أكدت مُنظّمةُ العفوِ الدّوَليّةِ، بِوُجودِ تهجيرِ قسري مِن قبل البيشمركة الكردية، لِعوائلِ عُربيّةٍ في شمال العِراقِ.
الحشدُ الشّعبيُّ؛ الّذي يُعلِنُ مِرارا وتكرارا، بِأنّه سيَنسحِبُ ويُسلِمُ الأرض، لأبناء المناطِقِ بعد تحريرِها مِن داعش، وهذا لا يختلِفُ عليه اثنان، وما يُجدِرُ ذكرُهُ هُنا أن المُجتمع السُّنّيِّ المُعتدِلِ لا يُقبِلُ التقسيم، مهما يُحدث وهُم الجُزء الأكبر، الّذي يعولُ عليه حِفظ ما تبقّى مِن الأخوة، والشِّراكة المُجتمعيّة مع باقيِ مُكوِّناتٍ الشّعب العِراقيِ العظيمِ.
نِعم بِكُلّ تأكيد يُملِكُ المُجتمعُ السُّنّيُّ رُجّالا وطنيّيْنِ، يجودون بأرواحهم مِن اُجلُ تُراب الوَطنِ، ويُعمِلون مِن اُجلُ وحدة العِراقِ، لكُنّ.. السُّؤال: هل تسمُحُ الأحزاب الإسلامية، الّتي تدّعي تمثيلُ المُكوِّنِ السُّنّيِّ في العِراقِ، والاصلاحيون الجدد، بِظُهورِ وُجوهِ وطنيّةٍ جديدةٍ، تُحاوِلُ إخراج المناطِقِ السُّنّيّةِ مِن ساحةِ النّزاعِ الإقليمي، بيْن سُعوديّةِ وإيران، أوْ سنعود إلى مناطِقِ سُنّيّةٍ منغلقة، تفكُّر وتُخطِّطُ وتُحلِّمُ بِالرُّجوعِ إلى الحُكمِ الجُمهوريِّ؟ غايَتها هوَ تطبيقُ المُخطِّطِ الخارِجيِّ في التقسيم، وعدم القبولِ بُحكُم أغلبيّةً شيعيّةً، لِدوَلةٍ اُحدُ مُكوِّناتٍ شعبها هُم سنةُ؟!
مقالات اخرى للكاتب