Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عروس البحر تحترق في الجمر
الاثنين, آذار 30, 2015
ثامر مراد

 

الرياح شديدة تعصف بألأشجار الكثيفة القريبة من الساقية الصغيرة. أتكور تحت إحدى ألأشجار على مسافة ليست بالبعيدة عن الطريق ألأسفلتي الذي يمر من مدينة المسيب بأتجاة معسكر الحامية حيث بيتنا الطيني الصغير وقف بتواضع يحكي تاريخ والدي وكيف ترك بغداد وجاء للعيش مع أولئك الناس الطيبين طيبة ألأرض الطيبة وعذوبة نهر الفرات بمياهه التي لاتتوقف منذ أن تكونت حياة على هذه ألأرض.اليوم هو الخميس – موعد قدوم أخي الكبير- من الجامعة حيث يدرس في بغداد مواضيع ألأرقام والحساب وألأقتصاد. كل خميس أنتظرهُ في نفس المكان أركض اليه حينما يترجل من السيارة وهو يحمل حقيبته التي أنظر اليها كانها عالم مليْ بألأسرار والحكايات التي لاتنتهي طيلة زمن طفولتي هناك. كان الشاب الوحيد الذي يذهب الى الجامعة في سنة 1963 وكنت في ألأول ألأبتدائي. من أجمل اللحظات التي أعيش فيها في تلك الحقبة الزمنية. يقبلني ويمسك يدي ونعود نخترق الطريق الترابي النيسمي الوحيد بأتجاة بيتنا القريب من نهر الفرات. قلبي يخفق بشدة وأنا أنظر الى حقيبته الثقيلة المليئة بالكتب وأحياناً أخرى بعض القطع من تفاحٍ شديد الحمرة إعتاد أن يجلبه لنا من العاصمة. وأنا أسير الى جانبه كان قلبي يكاد يتوقف عن الحركة لاأجرؤ على توجيه ذلك السؤال الذي يجثم على صدري طيلة أيام ألأسبوع المنصرمة وأنا أعد اللحظات العصيبة أنتظر هديتي الثمينة التي وعدني بها منذ زمن ليس بالقصير. ” قصة عروس البحر”. أيام كثيرة وأنا أقنعهُ أن يجلب لي أي قصة صغيرة تحتوي على صور ملونة وغلاف سميك . كل اسبوع يخبرني أنه سيجلبها لي في ألأسبوع القادم. كان يتحجج بحجج كثيرة – لم أكن أعرف أن ظروفة المادية هي السبب في عدم شراء تلك القصة -. وأنا أمسك يدهُ لم أستطع ألأنتظار أكثر عصرتُ يدهُ القوية بأناملي المرتعشة دون أن أنبس ببنت شفة. كانت خطواتة سريعة وأنا أركض الى جانبه كطفل صغير يتعلق باذيال أمه خوفاً من الموت. فهم رسالتي. قال بصوتٍ حنون – حينما نصل الى البيت سأعطيك قصة عروس البحر- . البيت يبعد عن الشارع العام مسافة تقترب الكيلومتر أو أكثر بامتار. رحت اقفز من الفرح وأنا أحلم بالنظر الى تلك الصور الملونة وكيف ساصطحبها معي الى طلاب الصف ألأول ألأبتدائي في اليوم التالي كي أفتخر بها بين زملائي – أحمد المحمود وعبد الباسط وخالد الجابر- وأخرين. شعرت أن قمم أشجار النخيل الباسقة ترقص معي وأنا أركض الى جانب شقيقي الكبير ونحن سائران نحو البيت الطيني الصغير. أخرج شقيقي الكبير القصة من حقيبته الجلدية وكتب عليها بالنص ” هذه القصة شراكة بين ثامر وعامر وكفى الله المؤمنين شر القتال” . خفت شدة الفرح في قلبي لأنني عرفتُ أنني لستُ المالك الوحيد لتلك القصة وعليَّ أن أشارك فرداً ما من أفراد مجتمعنا الصغير الذي نطلق عليه – العائلة-. في اللحظة التي جلست فيها على ألأرض وسط غرفتنا المخصصة للنوم راح شقيقي الصغير يضايقني كثيرا وأنا أقلّب كل صفحة من صفحات قصة عروس البحر. إشتد النزاع بيننا لدرجة الصراخ وتبادل اللكمات مع بعضنا البعض. لم يتمكن شقيقي الكبير من فض النزاع المحتدم بيننا لذلك إضطر أن يلتجأ الى قوات الردع السريع – والدي – رحمه الله. بلا نقاش بلا جدال بلا طرقٍ دبلوماسية وطاولة النقاشات المستديرة إختطف والدي – عروس البحر – من يدي ووضعها في موقد النار الملتهب جمراً كجمرِ نار جهنم. راح يقلب الصفحات الواحدة تلو ألأخرى داخل الجمر كي يتأكد من ذوبانها في النار. لم يتأثر عامر بما يحدث أمامه بل راح يضحك بصوتهِ الطفولي وينظر اليَّ وكأن لسان حالة يقول ” أنتصرتُ عليك” . جلستُ قرب النار أنظر الى – عروس البحر وهي تحترق- وتلعنني الى يوم يبعثون لأنني تسببتُ في إخراجها من الماء ورميها في النار. خرجتُ من البيت راكضاً صوب نهر الفرات وبدأت اصرخ بأعلى صوتي باكياً ودموعي تمتزج بالمياة . لم أكتفِ بهذا ورحتُ أكسر أغصان ألأشجار من الصفصاف والقِ بها في ماء النهر المتدفق .

 

لم أعد الى البيت في ذلك اليوم ..بقيت جالساً تحت ألأشجار القريبة من النهر أنتظر قدوم الليل كي أعود مع حزني ودموعي التي جفت .

 

لم أعد أنتظر شقيقي الكبير قرب الشارع الطويل ألأسفلتي الذي يخترق قريتنا الصغيرة صوب معسكر الحامية.  لم أعد أنتظرهُ كل خميس حينما يعود من الجامعة. مات أبي ومات عامر وأمي وأصبحتُ أباً . لازالت صورة (عروس البحر تحترق أمامي).

 

كلما شــــــــاهدتُ قذيفــــــــة تسقط هنا أو هناك وتحرق بيتاً أو سوقاً من ألأسواق أبكي بحــــرقة ليس على تلك الجــــنائز الكثيرة التي تحترق في تلك القذائف ولكن أبكي على قــــــصة عروس البحر التي كانت تحترق في الجمر، ولم أستطع أن اصطحبها معي الى زملائي في ألأول ألأبتدائي- خالد الجابر وأحمد المحمود وعبد الباسط-.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.5124
Total : 101