بدون مقدمات وتحليلات أكل وشرب عليها زمن الديمقراطية الذي جاء بالمالكي وربعه إلى دفة السلطة والحكم والجاه والمال والثراء الفاحش والقصور والفلل وأرتال الحمايات التي فاقت حمايات قادة ورؤساء وزعماء العالم أجمع .
أتعرفون يا سادة لماذا حول نوري أبو المصائب بوصلة إرهابه 180 درجة حسب مقياس ولاية الفقيه إلى المحافطات الوسطى والجنوبية الآن وفي هذه الظروف الحساسة بالذات :
أولاً – لخلط الأوراق وضرب اكثر من عصفور بحجر الطائفية والإرهاب والقاعدة والبعث والصداميين .
ثانياً – لأنه حزبه خسر قاعدته ومقاعده في هذه المحافظات والأقضية والنواحي وحتى في منطقة الأهوار والمناطق الفقيرة والمعدمة .
ثالثاً – بث الرعب والخوف بين صفوف أبناء الوسط والجنوب وجعلهم في حالة ترقب وحذر شديدين من قادم الساعات والأيام القليلة القادمة .
رابعاً – تصويب أنظارهم إلى داخل مناطقهم وتحيدهم عن ما يجري في المناطق الملتهبة
والثائرة ضد ظلمه وطغيانه منذ أكثر من أربعة أشهر .
خامساً – إيصال رسالة لحلفائه الأمريكان والأوربيين مفادها .. بأن الإرهاب شامل وعام ويستهدف جميع سكان العراق , ولا يقتصر على محافظة دون محافظة أو منطقة دون منطقة , أو مكون دون مكون , أو مذهب دون مذهب .
سادساً – تفجيرات اليوم الإجرامية في ميسان وكربلاء والمحمودية والديوانية استهدفت ناس أبرياء , وعمال وفقراء كسبه مساكين يبحثون عن عمل شريف يؤمن لهم رغيف خبز حلال بكد يمينهم وعرق جبينهم .
سابعاً – تفجيرات اليوم في هذه المناطق التي يعتبرونها مناطق نفوذهم وهيمنتهم ومذهبهم وعمقهم وخزينهم ومخزونهم الإستراتيجي الطائفي الذي لاينضب أبداً , هو عبارة عن جس نبض طائفي لقادم الأيام , التي سيقومون خلالها بتفجيرات على نطاق أوسع وأشمل , قد تطال حسينيات وسجون ومراقد مقدسة كمرقد الإمام علي أو مراقد الإمامين الحسين والعباس أو الإمام الكاظم , وكذلك ربما تكون مقدمة لإستهداف قادة وشخصيات في الوسط والجنوب كالصرخي مثلاً أو مقتدى أو برلمانيين أو محافظين جدد وغيرهم من المناوئين والمنقدين والناقمين لسياسة الحزب الحاكم وهم كثر .
ثامناً – سيحاول المالكي فض الإعتصامات بالقوة العسكرية في جميع المحافظات المنتفضة , بعد أن أخذ الضوء الأخضر من أسياده وعلى رأسهم الأمريكان وبدعم وإسناد ومدد إيراني واضح .
تاسعاً – اللقاء الذي تم اليوم مع رئيس ما يسمى حكومة كردستان .. نيجرفان البارزاني وفي هذا التوقيت الحساس أيضاً , هو من أجل اقناع الكرد بأن يقفوا على الحياد من الأزمة الداخلية الحالية !؟, وعدم التدخل في كركوك عسكرياً أثناء خوض معركة إنهاء وفض الإعتصامات !؟ , وكذلك الطلب بعدم إيواء المسلحين الذين سيقاومون التدخل الحكومي حال تدخل الجيش أو اقتحامه للساحات , والذين سيلجئون إلى كردستان في حال استطاع المالكي حسم الأمر لصالحه في المعركة المصيرية المرتقبة , واعداً الأكراد خطياً بحل جميع الخلافات العالقة بين المركز والإقليم , وعلى رأسها المستحقات المالية وحل مشكلة المناطق المتنازع عليها وتصدير النفط من كردستان وغيرها من الوعود والاغراءات الأخرى لتحيد الكرد ولو مؤقتاً وصرف أنظارهم عن كركوك وعن دعم المنتفضين ومحاصرتهم .
عاشراً – خوف إيران والمالكي من تداعيات سقوط نظام بشار الأسد قريباً على كلا النظامين , ولهذا يحاول المالكي بدعم وضغط إيراني بشتى الوسائل إنهاء وفض الإعتصامات بكل الطرق والوسائل مهما كلف الثمن , حيث أفادة الأخبار والتحليلات الإستراتيجية بأن ثلاث حكومات مهددة وآيلة للسقوط خلال هذا العام الجاري .. أولهما سوريا وثانيهما العراق وثالثهما إيران .
مقالات اخرى للكاتب