مرحلة العبادي يراد لها ان تكون مرحلة جديدة ( امريكيا ) تمثل رؤيا جديدة تختلف عن المرحلة السابقة ...مرحلة يراد لها ان تؤسس للاقاليم وتحديدا الاقاليم الثلاثة الكردية والسنية والشيعية ... ... مرحلة هي اخطر ما سوف يواجهه العراقيين.... حيث سيواجهون انفسهم وهم مقسمين الى ثلاث اقاليم كل من هذه الاقاليم سيسعى التوسع على حساب الاقاليم الاخرى ومن ثم سيختلفون على توزيع الموارد والمياه والنفط وسيكون لكل اقليم حلفاء يوجهونه ويمدونه بالسلاح والمال وستتدخل حتى موريتانيا ليكون لها قدم وهكذا سيغرق العراق في حروب لها اول وليس لها اخر ....وهذا المشروع هو ما يبشر به نائب الرئيس الامريكي بايدن ....ناهيك عن ان هذا المشروع سيمتد ليشمل كل من سوريا وليبيا ومصر والسعودية ....وهو مشروع الشرق الاوسط الجديد كما تشير كل ادبياتهم الى ذلك ....
من هنا يقترض على القادة العراقيين التفكير بمصالح العراق والبحث عن بدائل ورؤى جديدة للتفاهم والعيش المشترك بين اطياف العراق .. ..تعطي الاولوية للثوابت الوطنية ووحدة التراب العراقي .
...وتعمل على تقديم التنازلات المتبادلة للوصول الى صناعة الايجابيات التي تجدد الامل في بقاء العراق قويا موحدا .... والا فالانتكاسة ستكون دراماتيكية وستعم الفوضى ويكون الجميع خاسرا ...لا استثني احدا ...سواء كانوا كرد او سنة او شيعة ....اما الاقليات فهي اساسا في ظروف لن يحسدوا عليها .... ومن هنا فان امريكا ستمارس ضغوطا قوية على الجميع للتنازل من اجل اقامة الفدراليات. ... ومن خلال التسريبات التي تصلنا فأن بعض شركاء الوطن قرر ان يأخذ كل شيء ولا يعطي اي شيء ...تطبيقا للمثل اليهودي ....اداينك العب معاك ...راح اغلبك ...فترجع لي كل فلوسي ...والا فلا العب معك ...والطرف الاخر رجل مع داعش ورجل مع الحكومة ...وهو يمارس اللعب بدم جماهيره ومواطنيه ....وطرق مغادرة العراق مفتوحة له ...فله اكثر من وطن وله اكثر من بيت ...وحساباته في بنوك دول الاقليم .....
اما المكون الذي يعتقد انه الذي يحكم فلقد ذبحت جماهيره ذبحا منذ عام 2003 ولحد الان هو عاجز على ان يضع حجر فوق حجر في بلد الزلازل والمحن والتفجيرات الدامية ....... وفشلت الاحزاب الشيعية وعلى الاقل لم تقدم لجماهيرها الا الموت ...
اما العراقيين فعلى جميع اختلافاتهم .... فهم مهجرين في بلادهم .... خائفين مرعوبين في بيوتهم .... فلقد احتلت داعش الموصل والانبار وصلاح الدين وبقية الاراضي دون قتال حقيقي ....الرعب ومناظر الذبح والجلد والتقطيع فعلت فعلها ....فانهزمت الجيوش امامهم كالجرذان ....وتركت مناطق واسعة دون قتال ...ان داعش دولة لها جمهورها ولها مواردها ولها جيشها ولها منافذ حدودية تمدها بكل ما هو يؤهلها بالاستمرار والبقاء ..... فهذه الدولة يراد لها ان تضعف العراق وسوريا في هذه الفترة وان تستنفذ كل طاقاتهم فسياسة الطرق المستمر كفيلة بان تثبت على الارض العراقية والسورية حقيقة هذه الدولة المسخ ... وبالتالي الذهاب الى تقسيم العراق وسوريا ...كواقع حال ...لاستحالة تحقيق الانتصار على داعش في سوريا والعراق ...ومن ناحية هي العصا التي تلوح بها امريكا لتخويف دول الخليج المرعوبة مما تفعله داعش بالعراقيين والسوريين ....فتحصد المليارات النائمة بالبنوك الامريكية كما انها تفرغ مخازنها من الاسلحة القديمة في صفقات تسليحية بمئات المليارات..... وبالتالي سيكون تسليح الكرد امرا مبررا وواجبا انسانيا ...تقوم به امريكا واوربا .....ذلك ان المشروع الامريكي هو بناء دولة كردية قوية ...حليفة لامريكا واوربا راعية للمسيحين والايزيدية والشبك وباقي الاقليات المضطهدة .... وتصديرصورة عن بغداد على انها ضعيفة لا تستطيع حماية نفسها فكيف بها تحمي الاقليات ومن هنا فلا ضير ان استحوذت كردستان على الاراضي المتنازع عليها وضمت كركوك اليها ...؟؟؟؟لكن امريكا لا تريد ان تزعل تركيا او تستفز ايران حاليا ...من هنا فانها تبدو وكانها ضد الانفصال في خطابها الموجه للاخرين ...لكن على الارض هي تستعجل بناء دولة كردستان وتقسيم العراق على اسس عرقية وطائفية ...... استكمالا لمخططها .
وعودة الى الكتل والأحزاب .....اجد ان العقدة الغير قابلة على الحل هي التوجهات الانفصالية لفصيل من الكرد الذي لا يهمه سوى اقامة دولة كردستان .... فهذا الفصيل باستمرار له سقف مطالب عالية جدا .....واصرار هذا الفصيل سيدفع العبادي اما الى التشدد وربما اكثر من المالكي وبذا سنعود الى نفس الدوامة ونفس الصراع .... او ان يركع امام الضغوط الكردية والسنية ...مما سيدفع بالشيعة الى التشدد والسعي الى تشكيل حكومة اغلبية والى اطلاق يد المليشيات الشيعية في الشارع العراقي .....وهذا ما يعتبره الكرد عودة الى الديكتاتورية ....وربما هذا ما يريدونه من خلال احراج الشيعة ...بسقف المطالب العالية ....ليذهبوا الى الانفصال بحجة عودة الديكتاتورية للبلد ....... لكن ما يجري في كردستان من تصعيد للمشاعر القومية واضفاء التميز للعنصر الاري يؤكد سعي بعض القادة الكرد على استمرار الخلاف مع كل من يحكم في بغداد ؟
اما ما يتعلق بالسنة.... هناك من ينحاز لهذا التوجه ...فهناك من يريد الانفصال ويسعى له ويجد في مشروع داعش ...مشروع قابل للبقاء بعد اجراء بعض التحسينات ....
الاكيد سيستمر الخلاف والصراع والمناكفة التي يراد لها ان تستمر الى ما لانهاية ...لكي لا يمنح العراق فرصة بناء دولة ........وان لا يكون هناك امن واستقرار وهذه بالضبط ما بشرت به وزيرة الخارجية الامريكية الاسبق كوندليزا رايز بما اطلقت عليه الفوضى الخلاقة .....؟ ......بحيث تبقى الاوضاع غير مستقرة وان ينتهي مشروع بناء الدولة الى الخراب ...تعطل تشريع القوانين التي تسهم في بناء الدولة... فهناك من يؤمن للسراق والخونة الملاذ الامن والحماية من اي حساب او عقاب .... فمشروعه كما يتصور ومقتنع به هو تحطيم الدولة المركزية والعمل على اضعافها لتكون البقرة التي تجلب له الخير والنماء والقادر على ذبحها عند انتفاء الحاجة لها ....وهو يتفق مع ما تخلفه الفوضى الخلاقة ....؟
من هنا ...اعتقد ان الطريق الذي يجب ان يبحث فيه صانع القرار الشيعي تحديدا هو اما .... الانفصال عن الكرد دون الاعتراف بهم دولة او اقليم والغاء الدستور 2005 المفخخ والذي يسبب بالنتيجة تقسيم العراق ...الى ان يبني جيشا قويا ليعيد رسم خارطة العراق ....وان يخطط لانشاء بدائل من خطوط انابيب البترول باتجاه سوريا وقطع خطوط البترول مع تركيا ....ومحاولة الاتفاق مع السنة .حيث الابتعاد عن السياسات الطائفية وعدم السماح للآخرين بدق اسفين بينهم ...؟
من غير المنصف ان الغالبية تقتل وتذبح الى ما لا نهاية بسبب المحافظة على وحدة العراق .. الوحدة هي شعور بالانتماء لهذه الارض وهذا الشعب .... فالخسائر التي سيفقدها الشيعة على ترتيب اوضاعهم في دولة شيعية تتمتع بالاستقرار اقل بكثير مما فقدته وستفقده من ضحايا نتيجة التفجيرات المستمرة ضدهم منذ عام 2003 ... فهناك حرب ابادة تشن عليهم دون هوادة بمباركة سعودية –قطرية – تركية ... .فلماذا نطلب من طرف الاغلبية ان تذعن وتذبح كالنعاج ....في حين ان التضحيات ستكون اقل كثيرا وسيتحقق السلم والامن....بأقل من التضحيات التي يقدموها الان ....فيما لو شكلوا اقليمهم الشيعي الذي يتمتع بموارد هائلة ...؟
....فالبدايات تفصح عن النهايات المأساوية التي تنتظرنا .....فارادة الانفصال والتقسيم لدى البعض اقوى بكثير من ارادة الوحدة .... والطبقة السياسية بجميع مستوياتها ورغم كل االخلافات التي بينها ...تكاد تكون مجمعة على هذا التوجه ....كما ان تزويد الكرد بالاسلحة المتطورة سيسهم في ارتفاع سقف المطالب المستندة الى قوة السلاح ...وهم يحاورون داعش بالسلاح الان لايجاد نوع من التفاهم على تثبيت حدود كل منهم ...وسيقاتل الاخرين على تثبيت حدوده ايضا في صفحات لاحقة من الصراع .... ان التسليم بالمشروع الامريكي والتشبث به ...يقود العراق حتما الى المزيد من الدمار والقتل وضياع الثروات .... .
اما المشروع الذي سينقذ العراق من التقسيم ويعيد ترتيب الاوضاع ...هو ان يتحرروا من الاتفاقية الامنية مع امريكا لحنث الأمريكان بها ... والعمل على اقامة علاقات تسليحية واقتصادية مع روسيا ومحاولة تسليح العراق بالسلاح الروسي والصيني المتطور ...واقامة حلف لمقاتلة داعش يمتد من ايران والعراق والى سوريا ولبنان وبدعم روسي صيني .....؟ويرافق هذا التوجه خطوات اقتصادية مهمة واقامة مشاريع استراتيجية بين هذه البلدان ومحاولة توحيد الجهود للقضاء على داعش ومجابهة تكتل السعودية –قطر –تركيا –اسرائيل .... فهذه الشعوب جربت الحروب والويلات وهو تستنزف وتقاد الى الذبح .... ان هي الا صرخة سامية تعيد صياغة اوضاع المنطقة وتكشف الصراع المسكوت عنه وترفعه الى العلن ....اننا لسنا امة واحدة اننا امتان واحدة امة جاهلة متخلفة عميلة لاسرائيل وامريكا تصدر الارهاب لجميع انحاء العالم وعاجلا ام اجلا ...سيتحرك العالم لمعاقبة هذه الدول المارقة بسبب نشرها وتبنيها للفكر الوهابي الاجرامي ... وامة واعية كانت مهدا لاقدم الحضارات وتمتلك كل مقومات التحرر والانتصاروالتقدم .....وهي جذر الامة التي وضعت اولى القوانين...خدمة للانسانية ....؟
مقالات اخرى للكاتب