Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
نجيب محفوظ والبنت البيضا
الأحد, آب 30, 2015
انعام كجه جي

وهو ليس نجيبًا واحدًا، بل نجيبان محفوظان. الأول هو أديبنا الذي تمر اليوم الذكرى التاسعة لرحيله. والثاني هو الطبيب المصري، أيضًا، الذي كان علمًا في ميدانه، عالج داء الكوليرا وتخصص في أمراض النساء وتفوق في حالات الولادة المتعسرة. إن كثيرين يعرفون الثاني. ولعل من المفيد التذكير بسيرة الأول.
نحن في شتاء 1911، وقد فاجأ المخاض السيدة فاطمة مصطفى قشيشة. وكانت النساء يومها يلدن في البيوت. لكن الولادة تعسرت فأخذها زوجها عبد العزيز إبراهيم إلى الدكتور نجيب محفوظ الذي كان طبيبًا في القصر العيني وأشرف على توليدها بالسلامة. ولشدة امتنانه، قرر الأب أن يطلق على الطفل اسمًا مركبًا: نجيب محفوظ. وتعرفون تتمة القصة. كبر الولد وصار روائيًا فذًا وحاز للعرب نوبلهم الوحيدة في الأدب.
عدت من مؤتمر القاهرة للرواية، في الربيع الماضي، بمجموعة من الروايات، بينها كتاب ظننته رواية لم أسمع عنها لنجيب محفوظ، . ثم قمت بترتيب غنيمتي فإذا بالكتاب هو مذكرات الدكتور نجيب محفوظ (1882 - 1974) أشهر أطباء النساء وحالات الولادة المتعسرة في زمانه. وكانت قد صدرت بطبعة جديدة عن سلسلة مكتبة الأسرة، بمقدمة لطه حسين. وفيها يقول عميد الأدب العربي: «هذا كتاب ممتع أقصى غايات الإمتاع. متعة كتاب عرف صاحبه كيف يكتبه. وقد قرأته مرتين وأغلب الظن أني سأقرِؤه مرة ثالثة».
لا ينافس محفوظ الأول محفوظًا الثاني في فنون السرد الأدبي. لكنه لا يقل عنه تجارب وإدهاشًا وخيالاً. كيف لا تتفتح أشرعة الخيال أمام رجل شاءت له مهنته أن يشهد، آلاف المرات وعلى مدى أكثر من نصف قرن، معجزة الولادة وأوجاعها التي سرعان ما تنقلب زغاريد؟ إن من يطالع مذكراته يتأكد من أنه لو سقط من سلّة الطب لتلقفته كفا الرواية واستبشرتا به. فمنذ سن العاشرة، امتدت يده إلى مكتبة والده فلم يترك كتابًا إلا وقرأه. من ديوان المعري حتى أعداد «المقتطف». فإذا لم يجد ما يطالع راح يفك ألغاز النشرات التجارية التي تأتي من الخارج عن أسعار المحاصيل الزراعية. فقد كان الأب كاتبًا لدى تجار القطن في المنصورة. ورغم ضيق الحال، نجح الولد في الالتحاق بالمدرسة التوفيقية الثانوية، التي يقول إن طلبتها كانوا من الأُسر ذوات اليسار.
في المدرسة، انتبه الشيخ حامد موسى، مدرس اللغة العربية، إلى موهبة الطالب نجيب محفوظ في مادة الإنشاء فشجعه على الكتابة. ولما زارهم المفتش الشيخ حمزة فتح الله، دُعي الطالب النبيه ليقف ويقرأ قصة من تأليفه. ولما انتهى سأله عن اسمه فقال: نجيب. وكان تعليق المفتش بيتًا مرتجلاً من الشعر: «يا نجيبًا قد فزتَ رأيًا وقولاً / فاز من يهتدي إلى ما اهتديتا».
أي هداية؟ تبسّم المدرس الشيخ مهدي ومال على أُذن الشيخ حمزة وقال له إن التلميذ مسيحي. فرد المفتش: «أنا لم أقل يا نجيب بل قلت يا نجيبًا، وهذه نكرة غير مقصودة». وضحكوا جميعًا، أيام كانت الفوارق تنتهي بضحكة.
لكن الأدب خسره وفاز به الطب الذي أبلى فيه بلاء حسنًا، وأسبغوا عليه لقب «باشا» الذي لم يكن أنبل من «دكتور». وحصل على وسام النيل عام 1919. ثم قلده جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق. لكن التكريم الأجمل جاء من مريضة سألته عن اسم والدته ودعت له دعوة طيبة: «رح يا نجيب يا ابن مريم ربنا يجعل في وجهك جوهرة وفي فمك سكّرة». ويكتب في مذكراته أن عينيه اغرورقتا بالدموع وحرص، من يومها، على أن يكون طليق الوجه حلو اللسان في مخاطبة الناس.
مذكرات تُقرأ مثل رواية. فقد جيء له، أثناء الحرب العالمية الأولى، بسيدة فرنسية تحتاج جراحة عاجلة. ولما شرع بتخديرها بمزيج من الكلوروفورم والأثير، سمعها تغني بالعربية وهي تحت البنج: «جننتيني يا بنت يا بيضا جننتيني...». ثم استفاقت وذهب إليها وهنأها على السلامة، لكنها لم تفهم كلامه بالعربية. وأمام حيرة الجميع، تدخل زوجها، الذي كان دبلوماسيًا في سفارة بلاده في القاهرة، وقال إن مربيتها في الطفولة كانت تونسية. ويبدو أنها كانت تغني لها طقطوقة المطرب زكي أفندي مراد، فاستقرت الكلمات في عقلها الباطن. أليست هي الأغنية نفسها التي أدتها فيروز فيما بعد: «يا ماريا يا مسوسحة القبطان والبحرية»... وعذرًا لأن الكتب الجميلة «تسوسحنا» من جرف لجرف.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44295
Total : 101