أربيل العاصمة السياسية لإقليم كردستان . تعرضت لعدة تفجيرات إرهابية . ألاماكن المستهدفة كانت كل من (وزارة الداخلية في حكومة إقليم كوردستان والآسايش العامة وآسايش اربيل ) , والهجمات تمت عبر سيارات مفخخة وبعض الانتحاريين, وفق الأخبار التي أعلنت عنها بعض المصادر ألأمنية هناك. كل الآراء والتحليلات حول الحادث محترمة لأنها وجهات نظر لابد من تقديرها . لكن هناك شيء غريب هو الاعتماد على بعض الأمور وهي :.
1: وجود الحواجز الأمنية لشوارع أربيل قبل أيام هو دليل على وصول معلومات تفيد بتفجيرات ولكن شحيحة .
2: سرعة المضي برمي التهمة على تنظيمات إرهابية مسلحة تتخذ من سوريا مكاناً لها . بل تم حسم الأمور من البعض بأنه رد من ( بشار الأسد) على الإقليم ودوره في مساندة الأكراد هناك في سوريا .
الجواب على أولا :. وضع الحواجز ليس دليلا , لكون المدينة والإقليم كان يمر بفترة انتخابات . ولابد من أي أجراء امني لتلك العملية الانتخابية . أما المنظومة الأمنية هناك فهي تتميز بقدرتها على جمع المعلومات لكونها بٌنيت وفق الأسس الصحيحة والخبرات التي تتواجد فيها . والجهد ألمعلوماتي لا يعترف بمبدأ ( المعلومة الشحيحة) لأنه مطالب بتفسير وتحليل لكل شيء , ومن ثم توصيل كل تلك الأمور للأجهزة الأخرى التي يقع على مسؤوليتها واجب المباشرة بالعمل وفق ما وصل أليها . أجهزة الإقليم الأمنية , تتمتع بقدرات لكونها مستقرة منذ سنوات طوال .وهناك أسباب أخرى يطول شرحها تجعلها بالنسبة لوضع العراق تعتبر الأفضل والأكثر قدرة على العمل بكل الاتجاهات في زمان ومكان واحد .
الجواب على ثانيا : موضوع ربط ما جرى بالتنظيمات الإرهابية المسلحة ومنها ( جبهة النصرة) وغيرها قد يعتبر مبالغ فيه . لان البعض يريد أيجاد حالة من التواصل بين ما يجري في سوريا وتفجيرات أربيل . وهذا بحد ذاته تفكير ميال للعاطفة أكثر من كونه يعتمد على أسس فكرية صحيحة ومتابعة دقيقة . كلامنا ليس دفاعاً عن أي عنوان مسلح . ولكن الجميع يعرف بأن تلك الجماعات تبحث دوماً عن الدماء حتى تعلن وجودها القوي . وكان لها القدرة أن صحت التوقعات بوجود خرق . كان لها القدرة في الاستفادة الكبيرة من أماكن أخرى لمدينة تعتبر من المدن السياحية . اما اعتبار ذلك الهجوم رسالة من الجماعات للقيادات الكردية . جوابنا هو (( القيادات هناك وأجهزتها الأمنية تمتلك معلومات قد لا تتوفر عن أي دولة أخرى وليس فقط العراق . حول الكثير من الجماعات وهذا يمنحها مبدأ ( الأسبقية) في كل شيء ..!!)). كذلك الحال ينطبق على محاولة البعض ادخال السوريين في الموضوع . لكون النظام السوري وقياداته العسكرية والأمنية تعيش منذ مدى طويلة ( معارك استنزاف) . أجبرته على الفشل في إنهاء ما يجري هناك . ثم أليست مصادفة أن يعلن تنظيم (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) مسؤوليته عن الهجوم بعد وقت قليل من التفجيرات . في وقت كلنا يعلم بأن هذا التنظيم كان يتريث لمدة , ومن ثم يخرج ببيان واضح التفاصيل والمعالم .!!
ماذا جرى في أربيل ؟؟
ما جرى محاولة من أي طرف هناك يريد إسكات الكثير من الأصوات التي خرجت بعد إعلان نتائج الانتخابات . كما لا ننسى وجود صراع خفي بين كبار القيادات الحزبية . ونتائج الانتخابات والمتغيرات الكثيرة أثبتت صحة تلك الصراعات . ولا يوجد أفضل من أن يتعرض أهم عنوان امني لهجوم . ليعلن بعدها حالة من الاستنفار الأمني بكل مكان , ومن ثم السيطرة على وضع قد يشوبهُ بعض التظاهرات أن فشلت المفاوضات التي تجري في الكواليس ألان بين القوى السياسية .ولا يمكن لنا أن ننسى كيف تم إعلان أرقام قريبة جداً لما أعلنته المفوضية العامة للانتخابات حتى قبل أن يبدأ الفرز الرسمي للأصوات . كذلك عمليات التفتيش التي تقوم بها القوات الأمنية في ألإقليم لمخيمات اللاجئين السوريين بحثاً عن مشتبه بهم . ليست دليلاً أخر . لأننا في العراق , وقبل كل استحقاق انتخابي نعيش مسرحية ( الموت الأكبر) آلتي يخرجها ويقوم ببطولتها ساسة العراق ...!!
ختاماً ما جرى سوف يعجل بجلوس الجميع والاتفاق على مايريده البعض ..!! ففي العراق اما ان توافق او احركَـ الاخضر بسعر اليابس ..!!
الرحمة لكل الشهداء .. والشفاء العاجل للجرحى . اللعنة على كل من يريد السوء لأي أنسان بكل مكان .
سلامات يا كردستان العراق .. اخ منك يالساني