السيد رئيس وزراء دولة بللم نوري المالكي المحترم
السلام عليكم , دولة الرئيس ... بما أنّك أحد الذين ساهموا بكتابة دستور دولة بللم , فبكل تأكيد أنّك تعرف أنّ هذا الدستور يوجب عليك بحكم وظيفتك كرئيس لمجلس وزراء دولة بللم , الإشراف على عمل الوزارات وباقي الجهات غير المرتبطة بوزارة , فأي خلل في عمل أي وزارة تكون المسؤول المباشر عنه أمام القانون وأمام الشعب , كما يوجب عليك هذا الدستور أن تكون الحامي الأول عن حرمة الأموال العامة وأملاك الدولة والحفاظ عليها وإدارتها وشروط التصرف بها والحدود التي لا يجوز فيها النزول عن شئ من هذه الأموال .
وأعتقد إنّك قد شاهدت كما شاهد كل أبناء الشعب العراقي الفاجعة التي عرضها السياسي فائق الشيخ علي في قناة البغدادية و بالوثائق والأدلة الدامغة عن الأرض والقصور الرئاسية الثلاث في الرمادي والتي باعتها وزارة المالية للمدعو أحمد أبو ريشة , ولا أعتقد أنّك ستطالب بوثائق وقرائن عن هذه القضية أكثر من الوثائق التي تمّ عرضها .
فهذه القضية يا دولة الرئيس هي واحدة من آلاف القضايا التي تمّ بموجبها السطو على عقارات وأراضي الدولة , سواء كان ذلك في فترة حكمك أو في فترة حكم أسلافك , وملف عقارات وأراضي الدولة التي تعرّضت للسطو بعد سقوط النظام الديكتاتوري في العراق , هو الأكبر في تأريخ البشرية , حيث لم تتعرّض أملاك وعقارات أي دولة في العالم للنهب والسطو كما تعرّضت أملاك وعقارات الدولة العراقية في عهدك وعهد أسلافك .
ولا ندري يا دولة الرئيس هل ستبقى تمارس دور أخر من يعلم وتبقى تلف وتدور وتختلق المعاذير والحجج والبلد ينهب بالكامل ؟ أم أنّ بقايا من الغيرة الوطنية ستؤجج فيك روح العصيان والثورة على الفساد والنهب والسرقة التي يتعرض لها المال العام في العراق ؟ .
دولة الرئيس .. إنّ جميع قضايا الفساد المالي والإداري في البلد في كفة وقضية عقارات وأراضي الدولة في كفة أخرى , وإذا كنت غافلا عن هذه الطامة التي حلّت بالبلد , فها هم الغيارى من أبناء شعبك يضعون بين يديك كل الوثائق التي تعرض حجم هذه الطامة الكبرى .
دولة الرئيس .. إنّ عقارات وأملاك الدولة قد أصبحت بللم في بطون الفاسدين , وإنّ الدولة برّمتها بكل وزاراتها ومؤسساتها هي الأخرى قد أصبحت بللم لاحزابكم , فلا تزعل منّا يا دولة الرئيس إذا خاطبناك برئيس وزراء دولة بللم .