إن تغير نظام الحكم في العراق من الدكتاتورية الى الديمقراطية وماترتب عليه من وصول الأغلبية الى الحكم بعد الأستقصاء والظلم لمئات السنيين من قبل الاقلية ، وما حققته المقاومة الإسلامية في لبنان من أنتصارات وبروز حزب الله كقائد للشباب الثوري الذي يفتش عن كرامته التي أضاعتها الحكومات الدكتاتورية المتخلفة ، وبروز الحوثيين في اليمن كقوة ثورية تطالب بحقوقها المسلوبة لعشرات السنيين ، كل هذه التغيرات كانت الدافع المهم لقيام الربيع العربي ( الخريف العربي) من أجل ضرب المقاومة الإسلامية في لبنان بعد أن عجزت عن ذلك أعتى قوة في المنطقة المتمثلة بالكيان الصهيوني بالإضافة الى أمريكا، وأفضل طريقة لجلب المقاتلين الى سوريا من أجل قطع طريق المساعدات ومحاصرت المقاومة ومن ثم القضاء عليها كانت ورقة الطائفية ، بهذه الورقة تكالب جميع الإرهابيين في العالم على سوريا ومن خلفهم جميع التحالف الغربي بالإضافة الى السعودية وقطر وتركيا وإسرائيل وبقية دول الخليج والأردن ، أي العالم جميعه يقاتل في سوريا من أجل تغير النظام هناك ومن ثم ضرب المقاومة ، ولكن حنكة الحكومة السورية السياسية وكذلك بالإضافة الى الدعم الروسي والإيراني والصيني قد قلب كل الموازين وجعل جميع القوى التي تقاتل في سوريا تنهزم أشر هزيمة بل دفعها الى ضرب جميع القوى التي جلبتها من أجل تغير النظام تحت عنوان الإرهاب الذي به جلبوهم الى سوريا لمقاتلت النظام ، وخرجت الحكومة السورية منتصرة بكل شيء بالمواقف السياسية وكذلك العسكرية من هذه الأزمة البشعة التي ذهب ضحيتها الألأف من الشعب السوري المسالم بالإضافة الى الدمار الذي طال كل شيء في سوريا ، وكان جوهر هذا الإنتصار الموقف الموحد للحكومة السورية بل المنظم أعلى تنظيم فلم نشاهد خلال كل الأزمة إلا وزير الخارجية أو وكيله بالإضافة الى الرئيس وبعض الأحيان وزير الدفاع ، بهذا الموقف الموحد قاتلوا جميع قوى الشر وأنتصروا على الرغم من الفارق الكبير ما بين الجهتين في كل شيء من دعم دولي سياسي وعسكري ومالي وكذلك إعلامي ، وفي اليمن توحدت قوة الشر من أجل تدمير الشعب اليمني من الحوثيين وقادة هذا التحالف السعودية بكل أموالها وجيشها وإعلامها فتارةً تتدخل بالقوة العسكرية وتارةً بالأموال ودائماً في الإعلام بالإضافة الى الجيش اليمني المتكامل في العدة والعدد ، ولكن الحوثيين أنتصروا بالرغم من الفرق الشاسع ما بين الجبهتين من جميع النواحي بل لا يوجد هناك أي مقارنة في كل شيء ، فالحوثيين لا يمتلكون إلا البندقية والخنجر والدشداشة ، ولكن السبب الأكبر لهذا الأنتصار توحدهم خلف قيادة واعية وموحدة تدافع عن مصالح شعبها بكل ما أوتية من قوة فكان الإنتصار على القوة والنفط والأموال والسلاح والإعلام ، أما في العراق فالأوضاع تختلف كلياً لأن المجموعة التي تريد تدمير العملية السياسية وإبعاد الأغلبية من الحكم هي السعودية وقطر وكذلك تركيا بالإضافة الى المجاميع الإرهابية أي مجموعة من قوى الشر التي تقاتل في سوريا واليمن ، ولكن موقف الحكومة العراقية يختلف كلياً عن موقف الحكومة السورية وكذلك الحوثيين لأنها تمتلك دعم دولي وكذلك جيش مدعوم من الشعب والمرجعية الدينية ، ولكن بالرغم من كل ذلك فإنها تتلقى الهزائم يوماً بعد آخر بل في كل يوم يقدم الشعب العراقي العشرات من أبناءه ضحايا أخطاء حكومته وقياداته ،وأصبحت الأغلبية كأقلية في حكم البلاد وأصبح القرار الحقيقي عند الأقلية ، وهكذا فأن القيادة في العراق تتلقى الهزائم السياسية والعسكرية بالرغم من أمتلاكها لكل سبل النجاح ، ولكن التفرقة والركض خلف المنافع الشخصية والفئوية والتنظيمة هي السبب لكل هذا الفشل في الحكم ، لهذا ما علا القيادة العراقية إلا أن تضع رأسها في الوحل أمام أنتصارالحوثيين والحكومة السورية .