ابتلى العراق الجديد بالقادة الفاسدين , الذين استغلوا الموقع والمنصب , لتحقيق مآربهم واطماعهم الانانية والشخصية , بنهب خيرات الشعب واموال الدولة , بالابتزاز والاحتيال , وحين تصل الى ارقام هائلة وطائلة , يكون الهرب خارج العراق , الطريق الامثل لهم مع الاموال المنهوبة , والاقامة في بلدانهم الثانية , وبعضهم حصلوا على الجنسية البريطانية , وحسب تقارير لجنة النزاهة البرلمانية , بان هناك تسعة وزراء هربوا , باموال وزاراتهم . وفي مقدمتهم وزير التجارة السابق ( فلاح السوداني ) الذي سرق الاموال المخصصة للبطاقة التموينية , واستورد مفردات ومواد الغذائية التالفة والفاسدة والمسرطنة . وحط به الرحال للاقامة في بريطانيا لينعم بحياة الملوك والبذخ المتخم والاسراف المجنون . ان هؤلاء الافاعي حولوا العراق , الى مقدمة البلدان الفاسدة وفقيرة , واستغلوا غض الطرف وتجاهل واهمال جرائمهم . في المطالبة في عودتهم وارجاع الاموال المنهوبة , وها هي الفرصة الملائمة , التي يستطيع العراق ارجاعهم الى العراق مع اموال الشعب المسروقة . ليقدموا الى المحاكم العراقية , لينالوا القصاص العادل لجرائمهم , والفرصة الكبيرة تاتي من جانب الحكومة البريطانية , بانها على اتم الاستعداد على ارجاع هؤلاء مع الاموال المسروقة , جاء هذا التصريح الحكومي ,على لسان المتحدثة باسم الحكومة البريطانية , التي شاركت باسم حكومتها في المؤتمر المنعقد في المغرب . مراكش في 26 الى 28 من شهر تشرين الاول ( منتدى العربي لاسترداد الاموال المنهوبة ) حيث اشارت في كلمتها ( ان استرداد الاموال المنهوبة , يبعث برسالة قوية للمستقبل : لن يتمكن السياسيين او كبار المسؤولين الفاسدين , الافلات من العقاب , عند استخدام الفساد لتحقيق مصالحهم الشخصية ) واشارت الى العراق بالذات بان ( الحكومة البريطانية على اتم الاستعداد , لتلبية تنفيذ مطالب الحكومة العراقية , بارجاع المفسدين الذين نهبوا اموال الدولة العراقية , وعودة الاموال المسروقة ) وبذلك فتح الباب على مصراعيه , امام عودة الاموال المنهوبة والتي تقدر بعشرات المليارات الدولارات , مع الثعابين الفاسدة , انها فرصة سانحة امام رئيس الوزراء ليثبت مصداقيته ويحوزعلى احترام الشعب , وان يطبق الاقوال بالافعال الملموسة , وخاصة وقد ظهر في حشد ( اسبوع النزاهة الوطن ) الذي اقامته هيئة النزاهة العامة , فقد ظهر رئيس الوزراء بالرجل المستقيم الذي يحارب ويكافح الفساد المالي بدون هوادة ووهن وكلل . لانه اكد بان الفساد المالي آفة خطيرة تنخر العراق ( الفساد خطير يساهم في تعطيل البناء والاعمار ) وطالب بالحسم السريع في ملفات الفساد , وانزال اقسى العقوبات بحق من يثبت ادانته بالفساد المالي , ولايمكن ان يكون هناك تسامح وتهاون بالفساد والفاسدين , وان ( الفساد والارهاب , وجهان لعملة واحدة , ويجب التصدي لهما بشكل حاسم ) وشدد في كلامه ( لن يتراجع عن محاربة الفساد , ومحاسبة المفسدين , مهما كانت شخصياتهم وهوياتهم وجهات انتماءاتهم ) اذن كلام جميل ينعش القلب ومنطقي ومعقول , ولكن يجب ان يقترن بالافعال الملموسة , وليس كلام في الهواء , يجب ان يترجم على الواقع الفعلي , وها هي الحكومة البريطانية تفتح الباب للحكومة العراقية , بتقديم الطلب الرسمي , بحق هؤلاء افاعي الفساد , هاهي الكرة في ملعب الحكومة , وعلى السيد المالكي , ان يثبت بانه رجل المرحلة بالافعال وليس بالاقوال سرعان ما تذهب مع الريح , يجب ان ينتهز الفرصة التي توفرها له الحكومة البريطانية , بارجاع الاموال المنهوبة واستثمار لبناء العراق ومحاربة الفقر , انها اموال الشعب ويجب ان ترد اليه , وهذا واجب ومسؤولية الحكومة , ان رئيس الوزراء على المحك , يجب ان يكون صادقا بكلامه ووعده , وان يفرح الشعب بان يترجمها الى افعال حقيقية , وليس كلام يطلق في الهواء , عندها اذا لم يستغل هذه الفرصة الذهبية , يعتبر مساهم ومشارك بشكل فعال مع هؤلاء ثعابين الفساد المالي.
مقالات اخرى للكاتب