يدور الحديث في هذه الأيام بكثرة عن الولاية الثالثة للسيد نوري المالكي / الأمر الذي حدا بنا إلى كتابة هذه السطور والتصورات عن هذه الولاية الثالثة و الافتراضية و لا سيما أنه على وشك القيام بزيارة إلى أمريكا للحصول على مباركة الإدارة الأمريكية بهذا الخصوص ، بعدما باتت مباركة طهران في الجيب مقدما..
في حين ستكون الولاية الثالثة لترئس السيد نوري المالكي للحكومة العراقية المقبلة ، بعد الانتخابات القادمة ( طبعا في حالة حدوثها ) ستكون هذه الولاية الثالثة فرصة ذهبية لكل حملة السيوف والحناجر و المعاول ، سواء أن كانوا من العراقيين ــ وهم بالمناسبة ليسوا بأعداد قليلة و من معظم الأطراف ـــ أو من الأجانب و الغرباء من دول جوار أو بعاد ، نقول ستكون هذه الولاية الثالثةفرصة سانحة لتوجيه وتسديد طعنة الرحمة للعراق المحتضر أصلا ..
ليس فقط لكون المالكي قد أثبت فشله و عجزه في أن يكون رجل دولة يجمع كل العراقيين بمختلف انتمائاتهم ومذاهبهم و طوائفهم تحت خيمته الوطنية الرحبة والفسيحة وغير المتمايلة لهذه الجهة أو تلك ، و كذلك اخفاقه في تقديم أبسط الخدمات الضرورية للمواطنين ، و الحفاظ على الوحدة الوطنية من خلال تمثيل مصالح جميع العراقيين ، و بالأخص حماية المال العام من عمليات الفرهدة المنظمة ، و إنما بات مرفوضا ليس فقط من قبل خصومه السياسيين والمعارضين من الأطراف العراقية الأخرى ، و إنما انتهى مرفوضا حتى من قبل أقرب حلفائه من أحزاب " التحالف الوطني " الشيعي ولا سيما من قبل التيار الصدري و المجلس ألأعلى و حزب الفضيلة و غيرهم وهم كثر ..
بينما هذه الأحزاب الدينية و الطائفية تمثل ــ إذا شئنا أم أبينا ــ شارعا عراقيا عريضا وواسعا لكونه ــ أي الشارع الشيعي ــ قد أصبح متخندقا و مجيشا طائفيا ، بحكم الإرهاب المتفاقم ، وسيصغي إلى ندائها ويستجيب في نهاية المطاف ، مهما شكا و تذكر من سياسة هذه الأحزاب الطائفية و قيادتها المتورطة بالفساد والعاجزة عن تقدم الخدمات ..
علما بأن هذه المعطيات ذاتها ستكون ــ في حالة صحتها ــ بمثابة عامل عرقلة وإعاقة لولاية المالكي الثالثة و الافتراضية ، و رفضا ومنعا لحصولها ، إذ من المفترض إن قيادة هذه الأحزاب الطائفية و جماهيرها الواسعة والعريضة سوف لن تتحالف مع ائتلاف دولة القانون أو تدخل معها في عملية تشكيل الحكومة برئاسة المالكي بعدما أثبت المالكي ـــ من خلال عهديه ــــ فشله و اخفاقه الذريعين ، سواء كرجل دولة أو كرئيس حكومة ولكن ...
نقول ولكن مفاجأة وتحولات أخلاقية وقيم : التقية " جماهير الشارع الشيعي ، ستجعل أعظم عبقري في التحليلات السياسية و الاجتماعية ــ فيما يتعلق الأمر بالشارع الشيعي العراقي ــ مخفقا في أن يخرج بتحليل أو توقع مناسب أو صالح على هذا الصعيد : فالعديد منا قد رأى و شاهد مرارا أمام كاميرات الفضائيات ، كيف أن جموعا غفيرة من هذه الجماهير الواسعة تصرّح بين حين وأخر ، منددة بفشل الحكومة وبفساد حرامية المنطقة الخضراء ومطالبة برحيلهم إلى مزبلة التاريخ ، غير إنها وفي أثناء الانتخابات ترجع وتصوّت لهم ؟!!!..
لهذا فأن احتمال أن "يولى " المالكي على العراقيين في عهد ثالث هو احتمال قائم وواقعي جدا ، إلا أنه يعني في الوقت نفسه توجيه طعنة الرحمة للعراق المحتضر ..
ومن يدري ؟! ......
ربما .. ليرتاح ويستريح ــ نقصد العراق ــ من تناحرات و مشاكل ومصائب فئات هذا الشعب المتناحرة و المصّرة على تدمير ذاتها بيديها و بإرادتها المرتهنة بيد الشيطان و الجنون و بتحريض من دول الجوار !!..