هناك حقيقة.. وهي:
لن يقسم احد العراق.. لان العراق مقسم من الله سبحانه نفسه.. (العراق مقسم بلا تقسيم.. )..
فهناك اراداتين.. (ارادة الله بتقسيم المقسم .. العراق).. وبين (ارادة سايكيس وبيكو).. فلا يستطيع احد ان ينفي حقيقة بان العراق كدولة اسسه المستعمر البريطاني الفرنسي بخارطة الشرق الاوسط القديم سايكيس بيكو.. (خارطة الاستعمار القديم)..
فمنطقة العراق مقسمه من الله.... ليس ديمغرافيا فقط بل حتى جغرافيا:
1. منطقة كوردية .. جغرافيتها جبلبية.. وامتدادها الجغرافي لجبال تركيا وايران وسوريا..
2. منطقة عربية سنية.. جغرافيتها صحراء.. وامتدادها لصحراء ومناطق سوريا والاردن ونجد.
3. منطقة شيعية.. جغرافيتها سهل رسوبي و اهوار.. وامتدادها للاحواز.. وجانبي الخليج..
واستمرار بالتاكيد.. يؤكد القران نفسه.. (بحق الشعوب بالاستقلال).. (ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة).. (ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة).. (وخلقناكم شعوبا وقبائل لتتعارفوا).. (وليس ليحتل بعضكم بعضا).. او (لتمسخ اصولكم.. ويمحى وجودكم).. بمعنى ان الله (لم يفرض على الشعوب والقبائل.. ان تعيش بدولة واحدة مفروضة عليها).
اي القران.. (يؤكد بان الله قادر على ان يجعل البشرية بصفة واحده ودولة واحده وقبيلة واحده).. ولكن التنوع وحق تقرير المصير.. هي التي يجب ان تسود.. بمعنى (لتكن هناك 1000 دولة متعايشة.. خير من دولة واحده متصارعة في داخلها – تحت شعارات الوحدة الزائفة).. وبخصوص منطقة العراق.. (لتكن ثلاث دول مستقلة).. خيرا من (دولة واحدة مصطنعة.. تحرقها الصراعات والحروب والابادات والمقابر الجماعية والقتل على الهوية والدكتاتورية وانظمة الفساد.. منذ ان اسسها المستعمر البريطانيا عام 1920 باسم العراق.. لحد يومنا هذا).. بل ليوم الدين (اذا استمرت كدولة واحدة زائفة باسم العراق)..
ويذكر بان الله جعل الدم اقدس من وهم الاوطان.. (اهون عند الله هدم الكعبة من سقوط قطرة دم مظلوم).. فكم من ملايين المظلومين سقطت دماءهم وتمزقت اجسادهم.. وكبحت حرياتهم.. تحت شعار (العراق الواحد الزائف).. حتى اصبح العراق كوثن وصنم.. يجب ان يعبد .. و اقدس من الدماء.. في وقت (التراب الذي ندوس عليه بالتاكيد الارجل اقدس من التراب المداس.. والحي اقدس من وهم خطوط وهمية وضعت على ورق.. تسمى خرائط.. قسمت الدول ليس لمصالح شعوبها بل لمصالح المستعمر الذي اسسها بالشرق الاوسط)..
هؤلاء المستعمرين.. الذين غسلوا ادمغة اجيال .. بمسخ المناهج الدراسية والاعلامية.. عبر الانظمة التي حكمت مركزيا بالعراق.. (بواهام العراق الواحد.. ونموت ويحيى العراق.. )..
اي (الموت شعار لبقاء العراق حيا).. اي ليس (نموت يموت العراق.. نحيى يحيى العراق).. (لان الحياة تعني الاستمتاع بالثروات والحياة المستقرة.. وتقديسها..وهذا يعني ان الفاسدين والطغاة والمستعمرين.. لن يجنون شيء).. ولكن (الموت للشعوب.. لتحيى اوهام الاوطان.. يعني استمرار نزيف الاموال لقنوات الفاسدين والحكام والمستعمرين الذين اسسوا تلك الدول المصطنعة لهذا الغرض).. .
لذلك كان العراق كدولة مصطنعة كارثية على الشعوب التي ضمت اليها حسب تلك الخارطة المشؤومة.. فالعراق كدولة هو اكبر سجن جستابوا.. للشعوب التي تقطنه..
في حين الله سبحانه.. شكل من هذه المنطقة .. العراق.. ثلاث اقاليم جغرافية ديمغرافية.. كل اقليم منها هو دولة بحد ذاتها..
لذلك من الضروري تشكيل ثلاث دول بمنطقة العراق.. تعكس واقعها الديمغراجغرافي:-
1. الجمهورية السومرية.. (اقليم وسط وجنوب منطقة العراق).
2. جمهورية غرب الرافدين).. (اقليم الغربية - المثلث السني).
3. جمهورية كوردستان.. (اقليم كوردستان).
وبذلك كل مكون امد رجليه على كد غطاه .. ولا يشغل نفسه بكيفية حكم المكون الاخر.. والهيمنة عليه..
ولا ننسى بان كل الحضارات التي تشكلت بمنطقة العراق.. في حقيقتها.. متصارعة متحاربة.. عبر تاريخه.. فالاشوريين احتلوا دولة بابل ودمروها.. وقام البابليين بحرب مقاومة ضد الاحتلال الاشوريين.. والبابليين دمروا اشور وحرقوها وازالوها دولتها.. وهكذا.. وكل ذلك بسبب ان العراق معرف لمنطقة جغرافية بحضارات متنافرة.. وكل حضارة تريد الهيمنة واحتلال الحضارة الاخرى.. والسيطرة عليها.. لذلك تشكيل ثلاث دول معترف بها دوليا .. هي الحل للازمات بمنطقة العراق.
وردا على تساؤل (من يقول ان تشكيل ثلاث دول سوف تستقر؟؟).. الاجابة (سوف نأخذ الخيارين المطروحين.. (بقاء العراق دولة.. .. او.. تشكل ثلاث دول فيه).. .. فبالتاكيد العراق الواحد فشل.. وهو ليس خيارا بعد اليوم.. فكل الابادات والكوارث والحروب الفوق الكبرى كحرب ايران والكويت والحصار.. وحروب ضد الكورد (حروب الشمال).. وحروب ضد الشيعة وتهميشهم.. بوسط وجنوب.. والحرب على الهوية المذهبية.. الخ) حصلت كلها في ظل العراق الواحد.. واي تعايش سلمي بعد ذلك (خديعة).. ينتفع منها القوى الاقليمية والانظمة الحاكمة بالمركزية.. والخاسر شعوب منطقة العراق وخاصة الشيعة المظلومين..
لذلك يبقى (الخيار الثاني تشكيل ثلاث دول).. كل دولة لديها خصوصيتها.. وانظمتها الخاصة بها.. فكل الدول التي تقسمت استقرت بعد ذلك .. ولكن الدول المركبة التي استمرت دول واحده بدون حق تقرير المصير لمكوناتها.. ما زالت حروب وصراعات داخلها... تستنزف ثرواتها ودماءها ومستقبل اجيالها.
فالعراق الواحد نزيف دائم.. والعراق الواحد مقسم بلا تقسيم.. وتقسيم المقسم ليس بتقسيم.. العراق عبر تاريخه.. معرف لمنطقة جغرافية.. وليس معرف لدولة.. ولا يوجد بالتاريخ دولة باسم العراق..
مقالات اخرى للكاتب