13 - من كتاب ( وحي بغداد ) للدكتور زكي مبارك / الفصل الأول / من جحيم الظلم في القاهرة إلى سعيرالوجد في بغداد / مقاطع من قصيدة الدكاترة مبارك التي تتصدر كتابه المذكور:
وفدتُ على بغداد والقلب موجعٌ *** فهل فرّجتْ كربي ؟ وهل أبرأتْ دائي؟
تركت الخطوب السود في مصر فانبرت* سهام العيون السود تصدع أحشائي
تركت دخاناً لـو أراد دفعتهُ *** بعزمةِ مفتولٍ الذراعين مضاء
وجئت إلى نارٍ ستشوى جوانحي*وتصهرأضلاعي وتسحق أحنائي
فيا ويح قلبي عضّه الدهر فاكتـوى*** بلفحة قتّالين جورٍ وإصباء
سـمعتُ حماماتٍ ينُحن فعـزّني **حنيني إلى صحــبٍ بمصرٍ أشحّاء
همُ أسـلموني لا عفــا الحبّ عنهم**إلى ليلةٍ من غمرة الحزن ليلاء
أنادمهم بالوهم والقلـب عارفٌ * بأني لدى كأس مـن الدمع حمراء
عفا الحبّ عـن بغدادكم عشــتُ لاهياً *** أكــــــاثر أيامـــي بليلى وظمــياءِ
فكيف وقعت اليـوم فـــــي أسر طفلةٍ *****مكملةٍ بالسـحر ملثــوغة الــراءِ
أصـــاولُ عينيهـا بعيني، والهــوى ***يشيــــعُ الحميّا فـي فؤادي واعضـائي
وأشهد أطيــــاف الفراديس إن بدت *** تراود أحلامــــي مزاحـــاً وأهــــوائي
وألمـــــس نيران الجحيم إذا مضــــت ***** تروم بعين الجـــد بعدى وإقصائي
أكاتم أهليهـــــــا هيامـــــي ولـــو دروا **** لهامت بجنب الشط أرواح أصدائي
إلى الحب أشــــــــكوها فقد ضاق مذهبي *** وأخلفني بــــــعد الفــــراق أعزائي
إلى الحب أشكـــــــو بل إلى اللَه وحـــــده **** فوّض بأسائي لديـــها ونعمائي
أحبك يا ربي فهل أنـــــــت شــافعي ****** إلى سرحةٍ فــــي شط دجلة زهراء
شــــهدت فنائي فيك حـــــين رأيتها ******تحاول إضــــــلالي وتنشـــد إفنائي
14 - الدكاترة المبارك يحلّ ضيفاً كريماً في بغداد الحضارة والتاريخ :
لا ريب أنّ مصر الكنانة وعراق الرافدين ركنان رئيسيان لهذا الوطن الممتد من البحر إلى البحر، شهدا أعرق الحضارات الإنسانية منذ أقدم عصورها، تأثرا وأثرا ببعضهما البعض ، وعلى غير بعضهما في هذا الكوكب الأرضي من مشرق الشمس إلى مغيبها ، أنى ضاقت الدنيا بامرئٍ وجد الإنسان في الأرض متسعاً للعيش الكريم ، فما بالك بأرض قطرين هما بالأساس قطر واحد من نواحٍ عديدة معروفة ، وقد قال الشنفرى من قديمٍ ، وإن كان جاهلياً - كما يزعمون - وهو ليس بجاهل بكلّ تأكيد، بل من أكبر الحكماء العرب ،اقرأرجاءً! :
وفي الأرض مَنْأىً ، للكريم ، عن الأذى *** وفيها ، لمن خاف القِلى ، مُتعزَّلُ لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ **** سَرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ
وهذا لا يعني بطبيعة الحال أن أرض الكنانة المعطاء ضيقة بأهلها ، ولا أرض الرافدين أكثر سعة ورحابة لكلّ ناسها ، وإنما الأمر فردي مرحلي ، وقد تطرقنا في مقدمة الحلقة السابقة عن غربة وتغرّب دكاترتنا حتى بين أنداده من العباقرة والأفذاذ .
مهما يكن من أمرٍ ، رحل الرجل إلى العراق للعمل هناك بعد فصله من عمله وإغلاق جميع الأبواب أمامه ، فما كان العراق إلا أن ينتدبه في عام 1937م كمدرسٍ في دار المعلمين العالية - كلية التربية - ، ووصل إليها في يوم 23تشرين الاول من السنة المذكورة .
15 - الحكومة العراقية تستعين بالأساتذة والدكاترة العرب ، وبغداد يا بلد الرشيد :
وكانت الحكومة العراقية بأوامر من الملك غازي ( 1912 - 1939م) ذي الميول القومية والوطنية ، و الذي تسنم العرش بعد وفاة والده الملك فيصل الأول ( 1883 -1933 م ، حكم العراق منذ 1921م) ، قررت فتح الكليات والمعاهد العالية في بغداد الرشيد ، ولما كان العراق بحاجة ماسة للمؤهلين أكاديمياً وعلمياً لسد الفراغ ، استعانت بأخواننا المصريين والسوريين واللبنانيين ، وكان على رأسهم دكاترتنا المبارك ، أقول على رأسهم بالرغم من أن بعض الأسماء المصرية شهيرة كعلي الجارم و مصطفى كامل واحمد خليفة وجابر جاد والدكتور ابو السعود ، وأقيم للمنتدبين حفلاً تشريفياً، اعتزازاً بهم ، وتكريماً لهم ، وحضر الحفل رئيس الوزراء ووزير المعارف ، وحينها ألقى الشاعر المعروف علي الجارم قصيدته الشهيرة (بغداد يابلد الرشيد ) ، ومنها :
بغداد يابلد الرشيد **** ومنارة المجد التليد
يابسمة لما تزل *** * زهراءَ في ثغر الخلود
ياموطن الحب المقيم* ومضرب المثل الشرود
ياسطر مجد للعروبة *** خُط في لوح الوجودِ
يازهرة الصحراء ردي *** بهجة الدنيا وزيدِ
ياأمة العرب أرقدي ****ملء العنان ولا تهيدِ
سودِ فآ مال المنى **** والعبقرية أن تســودِ
هذا آوان العَدوِ لا ****الأبطاء والمشي الوئيدِ
المجدُ أن تتوثبي ******وإذا وثبتِ فلا تحيدِ
وتحلقي فوق النجوم. ***** بلا شبيه أو نديدِ
وإذا شدا الكون المفاخر ** كنت عنوان النشيد
لا تخطيْ حـــــد العلا ****ما للمعالي من حدود
16 - العراقيون يحتفون به ، وهو يردّ عليهم مؤلفاً عاشقاً ::
ونحن علينا بدكاترتنا الذي نترجم له ،لأنه أثارنا ، فنثير أثيره ، ومن إثرته ، قد نال حظوة كبيرة في العراق ، فكثر أصدقاؤه ومريدوه ومحبّوه ، فكتب عنه من العراقيين : 1 - عبدالرزاق الهلالي: ( زكي مبارك في العراق) -المكتبة العصرية - بيروت 1969م -
والحقيقة سجّل فيه - كما ينقل أ.د. حسين علي محمد في مقالة له عنه عن لسان وديع فلسطين الذي قرأ كتاب الهلالي تماماً - :
. " كل حركة وسكنة لزكي مبارك في العراق وروى أخباره، وأحاديثه في الصحف، ومحاضراته، ومجادلاته، ومعاركه، وسجل شعره العراقي،وبالاختصار جاء مضبطة» كاملة عن السنة الدراسية التي قضاها زكي مبارك في بغداد ."
2 - فاضل خلف : (زكي مبارك بين رياض الأدب والفن) - مكتبة الآداب - القاهرة 1957 م -
- 3 - سليم الأعظمي : (ديوان زكي مبارك ) - مجلة أبولو - مايو 1934
4 - مصطفى جواد : (في ديـوان الدكتور زكـي مبـارك ) - مجلة أبولو - يناير 1934 -
ومنح وسام الرافدين من الحكومة العراقية .
ويذكر ا.د.ابراهيم خليل العلاف في مدونته عن حفل تكريم دكاترتنا المبارك في قاعة فندق استوريا الكائن في شارع الرشيد يوم 17 كانون الاول سنة 1937 قائلاً....تحدث في حفل التكريم الصحفي والوزير المعروف الاستاذ روفائيل بطي صاحب جريدة البلاد .كما القى الشاعر انور شاؤول صاحب مجلة الحاصد قصيدته :" الاديب " وارتجل محمود فهمي درويش صاحب :" دليل العراق الرسمي " كلمة والقى الدكتور عباس حلمي الحلي كلمة وقام الدكتور محمود عزمي عميد كلية الحقوق ببغداد وهو مصري ليقول شيئا بحق الدكتور زكي مبارك واخيرا عبر الدكتور زكي مبارك عن تقديره وشكره للقائمين على تنظيم التكريم ولشعب العراق .بالمناسبة وكما قال الدكتور محمد حمدي في مقال له نشره في جريدة البغدادية في عددها الصادر في 29-5-2005 فأن صاحب فندق استوريا رفض تسلم اي مبلغ عن استضافة حفل التكريم وقد ترك الحفل اثرا طيبا في نفس الدكتور زكي مبارك الذي كتب لصديقه الاستاذ مصطفى القشاشي صاحب مجلة الصباح -القاهرية - قائلا :" هذا ياصديقي فن البلاغة لايحسنه غير اهل بغداد ."
وكان ممن حضروا حفل التكريم قنصل مصر في بغداد الدكتور عبد الرحمن عزام والذي اصبح سنة 1945 أول امين عام لجامعة الدول العربية .
ولم يقصر دكاترتنا برد الجميل مضاعفاً ، فالبرغم من قصر الفترة التي أمضاها في العراق ، ألف ما ألف من مؤلفات ثمينة بفكرها ، زاهية بفنها ، شديدة بأحاسيسها ، ومنها :
1 - ليلى المريضة في العراق
2 - عبقرية الشريف الرضي
3 - ملامح المجتمع البغدادي
ليس هذا فقط ، فقد كان الرجل كثير التعلق بالتراث الشعبي العراقي ،وكانت عيناه ترقرق دمعاً ، أنّى سمع أبوذية عراقية ، وكتب قائلاً : " أني أتطرب وأتشوق الى الابوذية وتجود عيناي بالدموع " ... وتارة يقول : " عند البغداديين فن من الغناء يسمى الابوذية وهو في أغلب احواله غناء حزين، ولكنه مع ذلك يصطنعونه في الافراح، والحجاز بين الفرح والحزن حجاز دقيق " ، ولله درّه من قلبٍ رقيق !!
17 - الدكتور زكي مبارك يحدثنا عن ذكرياته مع الملك غازي الأول :
وقد سمع الدكتور زكي عن رغبة الملك غازي للقاء الأساتذة والدكاترة ، وقد تشرف ا بعضهم بمقابلته ، فوقع بين ناري التهيب من مقابلة الملوك ، والطمع ، بل التحرق للقائه لمعرفة ذوقه الأدبي : " فهو من اسرة هاشمية لها ماض مجيد في رعاية
الأدب الرفيع ، وهو يجلس على عرش العراق " كما يقول الدكتور نفسه في كتابه ( ملامح المجتمع العراقي ) - نشر في عام 1942 - ، ويزيد سارداً : "وخلال الزيارة سكنت في البداية في فندق(تايجرس ) مع الدكتور محمود عزمي فحضر
شاب يعمل سكرتير الإذاعة اللاسلكية في بغداد وهو السيد فؤاد جميل ، وقد طلب ان أواجه الجمهور العراقي بكلمة في الإذاعة اللاسلكية فاعتذرت في بداية الامر ، ولكن السيد فؤاد جميل عاود الطلب ثانية وقال : يكفي ان تقول كلمة موجزة عن رمضان .. فأعددت كلمة عن ( الأسمار والأحاديث في ليالي رمضان ) ، والقيت في محطة
الإذاعة اللاسلكية ، وبعدها مباشرة تلقى مكالمة هاتفية من الملك غازي يناقش في دقائق المحاضرة . وفي اليوم التالي طلبني الدكتور محمود عزمي ودعاني لمقابلته مساء في فندق ( مود) فلما التقينا عرفت ان هذه المحادثة الملكية كان لها رنين في المقامات السياسية، وأشار بان أقابل رئيس الديوان الملكي واشرح له مغازي الحديث الذي القيته بالإذاعة اللاسلكية . وكان السيد فؤاد جميل يحب ان أتحدث في الإذاعة اللاسلكية مرة كل أسبوع وكان مفهوما اني سأتلقى من المكافآت المالية ما يغريني بإكثار من تلك الأحاديث . ولكن السيد فؤاد انصرف عني قطعا ، فعرفت انه لن يدعوني الا اذا فهم ان جلالة الملك يسره ان يسمع صوت الدكتور زكي مبارك ضيف العراق . وبعد مرور شهر تقريبا اتصل في دار المعلمين العالية سكرتير الإذاعة يسأل عني ، واخيراً ذهبت لمواجهة السيد فؤاد جميل بوزارة المعارف فقال : يا مولاي اين وعودك؟ وان جلالة الملك غازي يسره ان يسمع صوتك وان يقبل كل شيء من ضيوف العراق . ودارت الأيام بالسعد القي في الإذاعة العراقية كل ما أشاء . ولكني كنت أراعي كل مرة ان جلالة الملك قد يسمع حديثي فابذل في اعداده كل ما املك من ذوق وعقل فان كان اهل بغداد أعجبوا بأحاديثي في الإذاعة العراقية فليعرفوا ان الفضل كان يرجع إلى رقابة ذلك الملك الأديب والواقع ان الملك غازي ورث الذوق الادبي عن الملك فيصل الأول . "
وضعية دكاترتنا المبارك في العراق سيان على المستوى الرسمي أو الشعبي ، أو الوظيفي ، و الأدبي لا تشير إلى أي مشاكسة ولا تمرد ولو أن الفترة التي قضاها في العراق كانت قصيرة ، ربما قد أتعبته الأيام في مصر إثر ملاكماته الأدبية المتواصلة ، فأرادها فترة استراحة في العراق ، أو من باب (يا غريبْ كن أديبْ ) ، ولو أنّه في المعنى العروبي الإسلامي لا يُعُدُ غريباً ، بل أن روح النكتة المصرية مزروعة في وجدانه ، وعقله ، وسلوكه حتى في أحرج اللحظات ، وإليكم هذا النادرة الفكاهية الرائعة !!!
18 - أمّا اللباس فنزليه قليلا !!
الأخوة المصريون كما هو المعروف عنهم يتغلبون على مصاعب الحياة ، وعبئها الثقيل بالنكتة اللطيفة والظريفة الطريفة ، وأنفسهم مشبعة بروح الفكاهة والسخرية من إسماعيل ياسين حتى عادل إمام ، والدنيا دول !! ، ولكن ما كنّا ندري بهذا الزكي المبارك الذي ملء الدنيا صياحاً و ( عياطاً ) يخرج علينا بنكتة ولا أظرف ، يحدثنا المحدثون أنه خرج مع زملائه للتسوق من محلات بغداد العامة ، سوق النهر ، السوق الكبير ، أوزدي باك ، حسو أخوان وغيرها ، فلجا دكاترتنا إلى أوزدب باك - وكان قد أفتتح حديثاً في سوق السموأل - عن ترصد مسبق مع سبق الإصرار ، أم ضربة حظ ، لا ندري والله العالم !! مهما يكن من أمر ، المهم دخل ليتسوق بعض الحاجيات التي تخصه من ملابس ، فقصد إحدى الطاولات التي عرضت عليها البضاعة كأيام زمان ، ومن هذه البضاعة القمصان والفانيلات واللبسان ، وكانت البائعة من بنات بغداد الجميلات الفارهات الحسناوات - ويزعم الأستاذ خالد القشطيني أنها يهودية !!- فتأمل الدكاترة الوجه الجميل ، فقال والله إنها لفرصة العمر ! مصري وتفوته هذه الفاتنة ، هذا محال ! فسأل عن الأسعار ، فأجابت الحسناء بالأقوال والأنظار ، وألتفت دكاترتنا يميناً شمالاً ، لم يرَ أحداً - هذا مني ! - ، فقال لها :
إن القميص لقد رضينا بسعره *** أمّا اللباس فنزليه قليلا !!
جن جنون الفتاة ، ولم تتعود مثل هذه المداعبة الأدبية الأخوية البليغة ، فذهبت شاكية باكية لمدير مخزنها ، وجاء هذا الأخير بحمية عراقية ، ووجدها فرصة ! ، ليفزع لها ضد هذا التحرش من الرجل المصري ، وكان الدكاترة هادئاً واقفاً على طاولة أخرى ليتبضع ، وعندما تعرف السيد المدير على شخصية الدكاترة ، وأنه أكبر أدباء مصر ، وضيف العراق الأول ، أعتذر منه عن ثورة البنت ، وشرح لها منزلة الرجل ، ومكانته الأدبية ، وأنه بعمر أبيها ، وبعث الفراش ليأتيهم بالشاي العراقي ، وبدوره اعنذر الدكاترة عن المداعبة الخفيفة التي أثقلت كاهل البنت ، والله لطيف بعباده !!
19 - صحف بغداد تثور على الدكاترة المبارك ، وتنتصر للمتنبي الكوفي ضد الشريف الرضي البغدادي !! :
وللحقيقة والتاريخ ، يجب أن نذكر أنّ الصحف العراقية قد هاجمت دكاترتنا أيضابسبب أنه وضع الشريف الرضي في مرتبة أعلى من مرتبة المتنبي، ولكنه كان أخف حدّة في ردّه ، وأقل مشاكسة ، ربما للأسباب التي ذكرناها من قبل ، أو لم تكن الشخصيات المهاجمة مؤثرة عليه علمياً وأدبياً ووظيفياً كما هو حال الدكتور طه حسين ، والأستاذ العقاد ، والرافعي وغيرهم من رموز مصر الثقافية ، فكل ما أجاب به " أنا أحب الخصومات لأنها تذكي عزيمتي". ويزيد الأستاذ نجم عبد الكريم في مقال له عنه في جريدة الشرق الأوسط أن الدكتور المبارك كتب مخاطباً بغداد في ردّه عن المقالات الهجومية " هذا كتابي أقدمه بيميني في تهيب واستحياء، فإن رضيت عنه فذلك لطف ورفق، وان غضبت عليه، فلست أول حسناء تجحد الجميل. اصنعي في ودادي من التنكر والتقلب ما شاء لك الدلال أما أنا أشهد أنك صنعت بقلبي وعقلي ما عجزت عنه القاهرة وباريس "
ويضيف ومن مصدر آخر : " انت مظلومة يا بغداد، وأنا مظلوم يا بغداد، والظلم يجمع بين القلوب ، نصرك الله ونصرني، ورعاك ورعاني، وعليك مني السلام " .
ونرى هذا التودد والحب والعشق لبغداد وأهل بغداد ، وعباقرة بغداد على مرّ عصورها واضحاً جليّاً ملموساً في كتاباته البغدادية ، بالرغم من زهوه بنفسه، وفخره بفنه ، ومدحه لمؤلفاته حتى التقديس ،كما مرّ علينا. ! اقرأ ما يقول : " سيرى قراء هذا الكتاب اني جعلت الشريف الرضي أفحل شاعر عرفته اللغة العربية.. وقد سمع بذلك ناس فذهبوا يقولون في جرائد بغداد: أيكون الشريف أشعر من المتنبي؟! واستطيع ان اجيب: بأن الشريف في كتابي أشعر من المتنبي في أي كتاب، ولن يكون المتنبي أشعر من الشريف الا يوم أؤلف عنه كتاباً مثل هذا الكتاب " !!
ما أروع الإنسان عندما يقدس نفسه ، حين يعرف قدره ، وسر خلقته !
ونواصل معه المسيرة حين يذكر ما يذكّر : " سيذكر ادباء بغداد أنني أحييت شاعراً هو من ثروة العروبة، وثروة العراق، وسيذكر أدباء بغداد أنني وفيت لمدينتهم السحرية حين اهتممت بشاعر كان أصدق من عرف النعيم والبؤس فوق ثرى بغداد "
ونختم قولنا عنه بأبيات قالها هو ذات يوم ، فلم يدع مجالاً لنا أن نعرّف به أكثر مما هو يعرف نفسه ، ويتفهم نفوس البشر التي كانت بحياته ستصبح غيرها بعد مماته ، رغم أنها عينها !!
سيذكرني الناسون يوم تشوكهم ****شمائل من بعض الخلائق سود
سيذكرني الناسون حين تروعهمْ *** صنائع من ذكرى هواي شهود
فوالله ما أسلمت عهدي لغدرة ***** ولا شاب نفسي في الغرام جحود
ولاشهد الناسون مني جنايـــــة ****** علي الحب إلا أن يقال شهيد
والله على كلّ ما شهدنا شهيد ، ولا أراك تطلب مني المزيد !!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1- موقع حوارات الفاخرية / قراءة في حياة زكي مبارك.
2 - صفحة ( أسرة الدكتور زكي مبارك - شخصية مشهورة ) على شبكة التواصل الاجتماعي - الفيس بوك.
3 - موقع فيتو : زكي مبارك .. بالهيئة المصرية العامة للكتاب
السبت 15/ديسمبر/2012 -
4 - ( زكى مبارك بقلم زكى مبارك ) : إعداد وتقديم ابنته كريمة زكى مبارك.
الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتاب - يقع الكتاب فى 287 صفحة من الحجم الكبير.
5 - بين المازني وزكي مبارك محمد رجب البيومي تاريخ النشر: 20/06/2010
المصدر: مجلة الهلال 6/1995
6 - معارك فكرية.. شخصنة المعارك
إعداد ماهر حسن ٣/ ٩/ ٢٠٠٩
المصدر: مجلة الهلال 6/1995
النهاية المأساوية للأديب الكبير زكى مبارك .
7 - ابن الريف: امحند البخلاخي
11/10/2007
منتدى المربد
أسرة الدكتور زكى مبارك- 8
14 سبتمبر، 2013HYPERLINK \l ""
أبحاث عن الدكتور/ زكى مبارك
8128 9 - الشرق الأوسط الاربعـاء 05 ذو الحجـة 1421 هـ 28 فبراير 2001 العدد
نجم عبد الكريم
10 - وحي بغداد
صور وجدانية وأدبية واجتماعية
تأليف
زكي مبارك
كلمات عربية للترجمة والنشر
11 - جريدة الصباح
الدكتور زكي مبارك وملامح المجتمع البغدادي
مهدي حمودي الانصاري
25/6/2013
12 - جريدة المؤتمر 5 حزيران 2014 العدد 2983
زكي مبارك في العراق .. طرائف عن ذكرياته مع الادباء والشعراء وكتابه عن (ليلى المريضة )
13 - (وديع فلسطين يتحدث عن أعلام عصرة) ، ج1، ص ص 243-254
مقال : زكي مبارك في مرآة وديع فلسطين / بقلم: أ.د. حسين علي محمد
14 - مجلة "الأديب" ـ يونيو 1975، ص ص7-11 مقالا بعنوان"حديث مستطرد عن زكي مبارك
15 - مدونة الدكتور ابراهيم العلاف
تكريم الدكتور زكي مبارك في العراق. / ا.د.ابراهيم خليل العلاف
NO . 1580 . TUE .31 - JUL . 201216 - جريدة ( البينة الجديد )عدد
ماذا دار بين الملك غازي والأديب المصري الدكتور زكي مبارك؟
17 - منتديات أزاهير الأدبية - القسم الأدبي - مكتبة أزاهير الثقافية - موسوعة الأدباء العرب - زكي مبارك (1891 - 1952)
د. حسين علي محمد
26-04-2007, 02:27 PM
زكي مبارك في مرآة وديع فلسطين
بقلم: أ.د. حسين علي محمد
18 - مجلة «الموقف الأدبي» - العدد (309 –310) شباط 1997م
مقالات اخرى للكاتب