في كتابهما الموسوم( حامل الخرز) حاول المؤلفان زعيم نصار وميثم الحربي ان يقدما دراسات وشهادات عن الشاعر الكبير بدر شاكر السياب ، الكتاب الذي صدر بطبعته الاولى هذا العام 2015 عن دار الروسم للصحافة والنشر والتوزيع في شارع المتنبي .. وهنا بيت القصيد .. حيث انه احدى ثمرات الشارع الثقافي ، اذ حاول المؤلفان ان يسلطا الضوء على تجربة التحديث لدى السياب وفقاً لتطلعاته الادبية واتجاه عوالمه الخاصة وبيئته والحركة الثقافية في العصر الذي عاش فيه ..لذلك عمدا الى جمع النصوص التي شاركت في احياء الذكرى الخمسين لرحيل الشاعر الكبير باعتبارها وحدة موضوع وتوثيقا للابداع الحسي والنقدي لدى السياب والنزعة الدرامية واستخدام الرمز اضافة الى علاقته بالتراث العربي مروراً بقراءات نقدية لعدد من قصائده .. الشاعر الكبير الذي عاش ومات محروماً الا من العشق ، جسد الالم العراقي في شعره ، ليس في السنوات التي عاشها فحسب بل منذ فجر التاريخ والعصور العراقية القديمة..ولان العراقيين ابدعوا بالشعر والموسيقى فكانت قيثارة اور شاهدا حيا على عمق التاريخ الموسيقي لهذه الارض ، فقد احيت الفرقة السمفونية العراقية حفلتها الشهرية على المسرح الوطني وبقيادة المايسترو كنعان وصفي ، وعزف كبار عازفي الفرقة بحضور موسيقيين كبار معزوفات عالمية ، وتم تقديم فقرات خاصة من قبل المايسترو علي خصاف ..في منتدى النخب بشارع المتنبي كانت الذكرى العطرة للمولد النبوي الشريف حاضرة من خلال ندوة اقامها المنتدى واستضاف فيها الدكتور خضير نعمة ليتحدث عن الاتجاهات السياسية للرسول الاعظم واثرها في قيام “دولة المدينة” وهي قراءة للتاريخ العربي الاسلامي في بدايات الدعوة الاسلامية بصفتها اول تشكيل اداري يميل الى تسميته ” دولة”.
لابد من الاشارة الى ان واحدا من اهم عوامل انتشار وازدهار الثقافة ولادة المراكز التخصصية المعنية ليس فقد في البحوث والدراسات وانما في الترجمة والتنسيق والنشر والتوزيع .. فالكتاب الذي يعد دائما على انه معين ثقافي يبقى “مسودة” ساكنا اذا لم تتدخل هذه المراكز في طبعه ونشره وتوزيعه حتى يصل الى ايدي القراء .ولعل مركز “بيتا” واحد من هذه المراكز فهو يعرض النتائج الاخيرة التي ارشفتها النشاطات الثقافية المختلفة والتي في الغالب اقيمت بالاشتراك مع منظمات وجهات اعلامية اجنبية بغية التواصل والتبادل الثقافي ، شابان عراقيان ممتازان هما صاحبا المشروع الذي لا يخلو من الجرأة والمغامرة .. هما الشاعرة والمترجمة امال ابراهيم والشاعر المبدع ميثم الحربي .. هل لاحظتم ان الشعراء لا يمتهنون الشعر وحسب بل يسوقون للثقافة .. انه العراق .في بيت المدى الثقافي اي على بعد خطوات من مركز “بيتا” اقيمت احتفالية خاصة بمناسبة انعقاد المؤتمر الرابع للمجلس العراقي للسلم والتضامن ، الندوة استعرضت اهم نشاطات المجلس خلال الفترة الماضية وسلطت الضوء على اهم رواد السلم في العراق واهمية القرار الذي اصدرته الامم المتحدة في 7 ايلول عام 2001 والذي يحمل رقم (282/55) باعتبار يوم (21ايلول) من كل عام يوماً للسلام العالمي .مجموعة نشاطات ثقافية اقامها ملتقى الاشقاء الذي رعته وزارة الثقافة بدأت يومي 23-24 كانون اول 2015 في المحطة العالمية وانتقلت الى المركز الثقافي البغدادي ومبنى القشلة واسهمت فيه عدة جهات حكومية ومنظمات مجتمع مدني حيث اقيمت مجموعة معارض فنية ، منها معرض للفنانة التشكيلية شيماء الحسيني ومعرض اخر للعملات قدمه النادي اللبناني لهواة العملات والطوابع كما شارك الفن السينمائي بأربعة افلام هي (فليم 48) و(سيكارة) و(قرار انتظار) و(أوان الخلود) . واسهمت دائرة ثقافة وفنون الشباب بوزارة الشباب والرياضة بإقامة معرض فني لنشاطات الشباب على حدائق القشلة . واقامت جمعية الطيران العراقية معرضا لإنجازاتها منذ تأسيسها ، واقيمت ندوة ثقافية على حدائق القشلة بعنوان (عراقية العراق ام عروبة العراق.. صراع الاولويات) ، اقامت الندوة نقابة ذوي المهن الهندسية بالتعاون مع التيار الديمقراطي واستضافت الدكتور عقيل الناصري .فضلا عن مجموعة معارض للكتب شارك فيها المركز الاسلامي و بيت الحكمة ودار المأمون للنشر والترجمة ودار الشؤون الثقافية ودائرة العلاقات الثقافية بوزارة الثقافة اضافة الى دار النشر الكردية .. ويبدو ان التجمع الثقافي في شارع المتنبي دفع مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني الى عرض نتائجها او الترويج لبرامجها .. فقد عرضت المفوضية العليا للانتخابات مشروعها “ابصم” وهو عملية تسجيل بيانات الناخب وجمعها الكترونيا من خلال استخدام استمارة خاصة .وهكذا فعلت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية من خلال نشاط هيئة الرعاية الاجتماعية ، واسهمت كلية التمريض بنشاط خاص لنشر الوعي العلمي من خلال توزيع مطبوعات مهمة عن فحص الثدي ، كذلك قامت منظمة مجتمع مدني بالتسويق لـ(علامة صديقة البيئة ) وهو مشروع حسب الظاهرة تبنته مجموعة مؤسسات ومراكز تنمية دولية ، منها منظمة اليونسكو ويهدف المشروع الى حماية الانسان والبيئة .لا تتسع مساحة هذا العمود لذكر نشاطات ثقافية اخرى وسنذكر ذلك بالتفصيل في اعمدة صحفية قادمة . . فالثقافة حلوة المذاق لذلك يزداد متذوقوها كل يوم لتشمل قطاعات مختلفة وبذلك تتحقق مقولة .. ان الثقافة هي الوعي بالحياة والاساهم في تطويرها .
مقالات اخرى للكاتب