Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أسرار وخفايا الغزو العراقي للكويت .. الشيخ سعد العبد الله لأعضاء وفده: إنني أرى في الأفق شبح الكارثة
السبت, كانون الثاني 31, 2015
بيار سالينجر - أريك لوران

كان مؤتمر جدة حدثا مضطربا مأساويا أدى إلى الحرب لأنه لم يكن بمقدور أحد أن يتجنبها. كما أنه لم يكن لدى أحد رغبة في ذلك.واجتمع الوفدان في غرفة بمركز المؤتمرات الحديث في العاصمة السعودية في الساعة السادسة من مساء 31 تموز .
وضم الوفد الكويتي الشيخ سعد ولي العهد ورئيس الوزراء ووزير العدل الذي كان قد أظهر حكمة وبعد نظر في خطابه في اجتماع مجلس الوزراء قبل ذلك بثلاثة عشر يوما. وضم الوفد العراقي بالاضافة إلى عزت ابراهيم ـ نائب رئيس مجلس قيادة الثورة والرجل الثاني في حزب البعث ـ سعدون حمادي رئيس الوزراء، وعلي حسن المجيد ابن عم صدام حسين الذي سوف يُعين بعد ذلك بأسابيع قليلة حاكما للكويت. وبقي الكويتيون والعراقيون في جدة حتى اليوم التالي أي الأول من أغسطس، لكن المفاوضات الحقيقية لم تدم على أكثر تقدير أكثر من ساعة ونصف من السادسة إلى السابعة والنصف من مساء اليوم الأول ورفعت الجلسة بعد ذلك وذهب المشاركون إلى الجامع للصلاة. وحيا الأمير عبد الله ولي العهد السعودي الوفدين لكن لم يكد يبدأ الاجتماع حتى غادر القاعة. بدأ العراقيون بالكلام فتلا عزت ابراهيم بياناً مُعدا كرر فيه الاتهامات العراقية للكويت واحدا تلو الآخر. لكن بيانه خلا من أي اتهام محدد. وقرأه ببطء وعناية شديدة وبدون أن يزيد عليه كلمة واحدة. وجاءت لغته غريبة تتخللها التعابير الدينية. وقال أحد الكويتيين ممن حضروا الاجتماع: "لقد ولد لدينا شعورا غريبا. ان عليه مسحة من التزمت بدا معها وكأنه موعظة في أحد الجوامع". أحدثت هذه المقدمة في البداية ارتباطا لدى الكويتيين. لكن ما لبث الشيخ سعد ولي العهد أن أخذ يفند بهدوء المظالم العراقية واحدة بعد أخرى. وبالرغم من أن الجو لم يكن قد توتر كثيراً فان احتمال فشل المؤتمر بدا واضحا للجانبين. قال سعدون حمادي: "إن هذا الاجتماع الذي علقنا عليه الآمال الكبيرة تكشف عن خيبة أمل شديدة. لقد اعتبرناه فرصتنا الأخيرة، وتوقعنا أن يحمل لنا الكويتيون مشروع حل. كنا على اتصال بهم وشرحنا لهم كل شيء بوضوح. ولكن لم يكن لديهم أي شيء ملموس يعرضونه. ولم يخرج ما كان لديهم من حجج يدافعون بها عن أنفسهم وادعاءات ببطلان اتهاماتنا لهم". وقال الشيخ سعد ولي العهد الكويتي: "دار النقاش حول البترول. وقال العراقيون أيضا بأن الكويتيين بدأوا بوضع قوات من الشرطة داخل الأراضي العراقية، وأن الكويت قد غيرت سياستها وأن سياستها الجديدة تعرض مستقبل الامارة للخطر وردت على جميع الملاحظات والأسئلة بطريقة مباشرة". في إحدى مراحل الاجتماع انتقل المفاوضان الرئيسان إلى غرفة جانبية وتحدثا لمدة 10 دقائق. ثم سأل عزت ابراهيم، رئيس الوفد العراقي الامير سعد: "ما رأيكم بدعوة أعضاء الوفدين كي يسمعوا ما عندكم؟" فوافق رئيس الوفد الكويتي. وقد بدا الجو غير العدائي السائد متناقضا مع خطورة المواضيع المطروحة. بدأ الجو بالتوتر عند طرح الأمور المالية. وبالرغم من نفي الفريقين، فإن الأمور المالية كانت موضع نقاش حاد طويل. طلب عزت ابراهيم مبلغ 10 مليارات دولار، وعلى شكل قرض إن استحال تقديمه كهبة. وبعد أخذ ورد وافق ولي العهد على تقديم قرض بمبلغ تسعة بلايين دولار. وأحسّ العراقيون بأن المقصود من إنقاص المبلغ ملياراً واحدا هو محاولة مقصودة لإذلالهم، فأجابه عزت ابراهيم بقوله: "لا، لست مخولا من قبل الرئيس صدام حسين بقبول أقل من 10 بلايين دولار". وبعد رفع الجلسة في السابعة والنصف وتأدية الصلاة، عاد الوفد الكويتي إلى الفندق بانتظار حفل العشاء الذي يقيمه الملك فهد. يقول عبد الله بشارة أمين سر مجلس التعاون الخليجي الذي حضر المناقشات: "اقترحنا على ولي العهد السعودي تقديم اقتراح يتفق بموجبه الطرفان على النقاط الاربع التالية: وقف جميع الدعايات العدائية في وسائل الاعلام وخاصة العراقية؛ وانسحاب القوات المرابطة على الحدود بين البلدين، ثم، وهذا هو الأهم سياسيا، اعتماد إجراءات كفيلة بزرع الثقة المتبادلة بين البلدين بواسطة الحوار والزيارات.. الخ، وأخيرا التوصل إلى اتفاق حول الاجتماع المقبل". وهكذا تقرر مواصلة المفاوضات في بغداد، الأمر الذي رسّخ اعتقاد الكويتيين بأن العراقيين لن ينفذوا أيا من تهديداتهم. والواقع أننا إذا أخذنا بعين الاعتبار خطورة الوضع والقلق الدولي المتزايد وجدنا أن النقاط الأربع التي وافق عليها الوفد الكويتي لا تخلو من مسحة خيالية.وكانت ردود فعل أسواق النفط العالمية على الحشود العراقية على الحدود الكويتية قد بدأت تظهر. ففي ذلك اليوم الذي كان الوفدان يستعدان فيه لمغادرة القصر الملكي السعودي حيث كان الملك فهد في انتظارهم، ارتفع سعر برميل النفط 45 سنتا وبلغ سعر نفط برنت حوالي عشرين دولاراً. بدأ تقديم العشاء في التاسعة والنصف. وحضر الملك فهد ومعه الملك حسين الذي كان قد وصل قبل بضع ساعات. وجلس الملك وعلى يمينه ولي العهد الكويتي وعلى شماله عزت ابراهيم. وأحيط الملك فهد قبل جلوسه إلى المائدة علما بمجرى المفاوضات وخصوصا برفض الكويتيين رفع مبلغ القرض من تسعة إلى عشرة بلايين دولار. وساد المكان جو ثقيل حاول الملك فهد جهده أن يخفف من وطأته بالحديث عن مباهج تربية الخيول الأصيلة وتوالدها. لكن تبادل الحديث انقطع. وظل الملك يتحدث وكأنه يتحدث مع نفسه ـ إذ لاذ العراقيون بالصمت وخيم على الكويتيين جو من الكآبة وتشتت الفكر ـ وكان الفريقان يحاولان إخفاء شعورهما بخيبة الأمل بالرغم من أن أحد المفاوضين الكويتيين ادعى فيما بعد بأن العراقيين كانوا في قرارة نفوسهم مسرورين ـ قال: "كانوا على وشك الانتهاء من اجتماع انتهى إلى الجمود. وهذا بالضبط ما كانوا يريدونه". وقبيل انتهاء المأدبة التفت الملك فهد إلى ضيوفه وعلى شفتيه ابتسامة عريضة وأعلن أن السعودية ستدفع البليون دولار المختلف عليه ـ "كهدية من بلادي للعراق وبدون أية شروط". فشكره العراقيون بحرارة. وبعد قليل انسحب إلى داخل القصر. ولا بد أنه ظن أن مبادرته كافية لتنفيس الاحتقان لدى الوفدين. وكان هذا أيضا تقدير الملك حسين الذي نهض أيضا وترك الكويتيين والعراقيين وحدهم. فقال الشيخ سعد لعزت ابراهيم: "قبل أن نضع التفاصيل المتعلقة بالقرض علينا أن نطرح للبحث مسألة أخرى. علينا أن نرسم بالضبط الحدود بين البلدين ـ ويمكننا أن نقوم بذلك الآن وفي هذا الاجتماع. ومن ثم يكون المبلغ بين أيديكم". فاستولى الغضب على عزت ابراهيم واتهم الكويتيين بسوء النية وسأل ولي العهد الكويتي: "لماذا لم تطرحوا مسألة الحدود في بداية الاجتماع؟". وجاء جواب ولي العهد الكويتي غريبا. قال: "لم تكن لدينا أوامر من الأمير بمعالجة هذه القضية عند بدء الاجتماع". فاشتدت حدة النقاش وقال ولي العهد الكويتي بأن الكويت تلقت تأكيدات من الحكومة البريطانية بأن العراق لن يهاجم. ولا ريب في أن عبارته هذه كانت مؤسفة واستفزازية ـ وقال له عزت ابراهيم: "إننا نعرف تماما كيف نحصل على المال الذي نحتاج إليه منكم ومن السعوديين". وعندما قال هذا كان هو وسعد يقفان أحدهما قبالة الآخر وهو يصيح غاضبا. فأجابه سعد: "لا تهددنا. فالكويت لها أصدقاء أقوياء جداً (ومن المؤكد أنه كان يقصد الولايات المتحدة وبريطانيا). ولدينا حلفاء أيضا. وسوف تضطرون إلى تسديد ما عليكم من ديون لنا". كانت هذه التهديدات آخر ما صدر عن الطرفين. وافترق الوفدان بدون أن يتبادلا التحيات الرسمية وعادا إلى فندقيهما. وكانت الساعة قد تجاوزت الواحدة والنصف بعد منتصف الليل والملك فهد غارق في النوم. وفي العاشرة من صباح الأول من أغسطس وبينما كان سعدون حمادي في غرفته بالفندق تلقى مكالمة هاتفية من وزير خارجية الكويت الذي اقترح إصدار بيان مشترك، وذكر النقاط التي يرى أن يشتمل عليها. وأصغى حمادي باهتمام. وفوجئ بعبارة وردت فيها وتشير إلى "إحراز تقدم" فقال بأن عليه أن يتصل برئيس وفده. وذهب سعدون إلى غرفة عزت ابراهيم وأبلغه الاقتراح الكويتي. فقال عزت ابراهيم: "هذا ليس صحيحا. لم نستطع تسوية شيء. لا نستطيع أن نفعل ذلك". واتصل حمادي بالوزير الكويتي وأبلغه بأن لكل وفد أن يصدر بيانه ويصرح للصحافة بما يشاء. وغادر الوفد الكويتي جدة في الساعة الرابعة بعد الظهر. وحال وصوله إلى الكويت توجه ولي العهد إلى مكتب الأمير بقصر بيان الذي شيد عام 1986 ليكون مقراً للمؤتمرات. وكان خلال رحلة العودة يبدو قلقا وقال لاعضاء الوفد: "إنني أرى في الافق شبح الكارثة".
في صباح الأول من أغسطس أيضا كان الشاذلي القليبي في القاهرة. وكان قد وصل إليها قبل ذلك بيومين للمشاركة في مؤتمر إسلامي يهدف إلى العودة إلى وحدة الصف العربي. وعندما أفاق في صباح ذلك اليوم قرأ في أخبار الصباح أن قمة جدة لم تسفر عن أي اتفاق. وكان قبل ذلك على يقين بأن الاجتماع سيسفر عن التوصل إلى اتفاق. فأقلقته الأخبار الواردة من السعودية. فرفع سماعة التلفون واتصل بالشيخ صباح وزير الخارجية الكويتية. فهدأ الشيخ صباح مخاوفه وقال له بأن اجتماع جدة لم يكن سوى اجتماع بروتوكولي وأنه سيكون هناك في الرابع من أغسطس اجتماع آخر ببغداد حيث ـ كما أضاف ـ سيجري التوصل إلى حل. وأعاد القليبي السماعة إلى مكانها وهو يشعر بتفاهة ما سمعه. فأجرى مكالمة ثانية مع الأمير عبد الله بالسعودية، وسأله عما جرى في اليوم السابق. وجاء الجواب صريحا: "كان أصدقاؤنا العراقيون كالكويتيين في غاية التشدد. وما هذا سوى البداية. فلننتظر ما سيجري في بغداد".




مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45325
Total : 101