مما لاشك فيه أن الدوائر المعنية في رسم وتنفيذ السياسية الامريكية تولى اهتماما بالغا في الوضع العراقي وبرز ذلك في افتتاحيات اشهر واعرق الصحف الامريكية كل الواشنطن بوست والنيويورك تايمز في هذه الايام التي ترافقت مع وصول رئيس الوزراء الى الولايات المتحدة . هذه الزيارة وصفت بانها مهمة لتحديد مسار علاقة امريكيا مع العراق من خلال اتفاقية الاطار الستراتجي وعلاقتها مع المالكي المدعوم بقوة من قبل أدارة اومبا . والكل يتسأل هل أن البيت الابيض سيبقي على هذا الدعم أم ان لغة عدم الارتيارح للوضع العام في العراق ستكون هي الطاغية وستعطي مؤشرا على انحسار هذا الدعم مستقبلا بعض مراكز القرار الامريكي تعتبر أن تغيير المالكي سوف لن ينهي حالة الفشل الذي يعيشه العراق لانها تعزوا ذلك لعدم رغبة النخب السياسية بفكرة العمل على المصالح الوطنية وتقاسم الثروة والسلطة بين مكونات البلد وليس بينها. فحين ترى مراكز اخرى أن المالكي قرأ خطاءا الدعم الامريكياي وقوض فكرة المشاركة وعمل على استخدام السلطات كافة لتصفية خصومه السياسين وانعكس ذلك على زيادة حدة التوترات وعودة العنف الى معادلات مقاربة لاعوام 2006 و2007 وفقا لاحصائيات الرسمية. وزيادة نشاط القاعدة في مناطق شمال وغرب العراق متزامنا مع تحول الصراع في سوريا الى الشكل الطائفي مدعوما بتوجهات اقليمية. منجانب اخر ازدادت الانتقادات لعمليات النهب والفساد الذي يمارس بشكل منهجي وأدى ذلك الى زيادة نسبة الباطلة والفقر وأنعدام الخدمات وتردي الاوضاع المعاشية للشعب العراقي. أن محاولة تمكين السلطة المركزية على حساب السلطات المحلية اسهم الى حد كبير ببروز شعور التخوف من عودة الديكتاتورية بسبب تركز السلطة بيد رجل واحد ومحاباة السلطات الاخرى أو ضعفها له أو امامه. اليوم وبعد عامين من الانسحاب الامريكي الذي وصفه أوباما بانه انسحاب مسؤول يعود المالكي سعيا لجس نبض الساسة الامريكان بفكرة ولايته الثالثة على ما يبدو وكذلك طلب المساعدة الامريكية في حربه على الارهاب . بالمقابل هناك ضغط امريكي هائل على الرئيس أوباما بخصوص عدة قضايا مطلوب منه وضعها امام ضيفه منها الامن المفقود في العراق والملف السوري ودور العراق فيه. وكذلك ملف العلاقات الاقتصادية والتسليح المشروط لحد الان من قبل الجانب الامريكي الامريكان لايخفى موضوع استيائهم من الاوضاع المزرية في العراق وتدخل دول الجوار كافة بشؤونه الداخلية واتساع نشاط المجاميع الارهابية والمليشيات والحلول التي يمتلكونها قد تضر بالكثير من المتصدين للمشهد السياسي . مطلوب من امريكيا موقفا واضحا لبلد دمرت وجوده وسلمته لفئة لاتعرف معنى الوطن ومصالحه ومطلوب من العراق ان يرفض اي صفقة أو اتفاق على حساب امنه واستقراره ومستقبل ابنائه.