بغداد نجحت في الاختبار |
مرت بسلام مراسيم زيارة الامام موسى الكاظم ( عليه السلام ) دون عنف او وقوع انفجارت مروعة , او حدوث عمليات اعتداء على الزوار , للمرة الاولى منذ سنوات , بعدما كانت مناسبة وفاة الامام , فرصة ثمينة للوقوع اعمال عنف دموية , لقد جاء الهدوء المشوب بالترقب والحذر , بعد اللقاء الرمزي الذي جمع قادة الكتل السياسية , والذي ساهم بقسط كبير في انسحاب المليشيات المسلحة من الشوارع , بعدما فرضت سيطرتها وسطوتها في ممارسة القتل والسلب بشكل يومي . . لقد بدأت بوضوح لا يقبل الشك , بان الطائفية التي تشدقت بها الاطراف السياسية المتنفذة , واتخذتها حجة وذريعة ( كقميص عثمان ) لتبرير اهداف نزاعهم وخلافهم السياسي وتأزم الازمة , بانها خلاف شخصي ومصلحي على الغنيمة والفرهود , وان الطائفية ليس هي قدر العراق الاوحد , مهما حاولوا الايغال بخطابها المتشنج والمتهور بالتطرف والتعصب , في اشباع التأزم بالتفاقم الخطير , الذي يشق الصف الوطني واللحمة الوطنية , , ان مراسيم زيارة الامام وتدفق الزوار بكثافة , دون حدوث اعمال ارهابية دموية , كشف بشكل صريح , زيف وحقيقة التناحر السياسي , الذي عملت عليه النخب السياسية وروجت وطبلت له بشكل مجنون ومتهور , كان في سبيل تحقيق غاياتها الضيقة واطماعها الذاتية , في كسب منافع سياسية وانتخابية مقرون بالدجل والنفاق السياسي والانتهازي , في استغلال عواطف ومشاعر عامة الناس , واخذ المسار السياسي الى طريق مجهول , وإلا ماذا يفسر عودة الهدوء الامني الى بغداد فجأة , بعد اللقاء الرمزي لقادة الكتل السياسية , والذي تبين بوضوح بان الخلافات الشخصية تتغلب على الخلافات السياسية وعلى وجهات النظر وعلى الرؤية السياسية , البعيدة عن اطماع ومصالح الانتهازية , وجر البلاد الى اتون الحرب الطائفية , وممارسة لعبة شد الحبل , لقد اثبت الواقع الفعلي بعدم حسم الامور لصالح اي طرف سياسي متصارع او متنافس . وان لا مناص من التعايش السلمي بين الطوائف , لذا لا بد من تدعيم المسار السياسي الذي يخدم الشعب والوطن , بتوقيع على وثيقة شرف وعهد بتحريم الدم العراقي , واصدار قانون يمنع تشكيل المليشيات المسلحة ومطاردتها وقمعها بقوة القانون الصارم , وابعاد الطائفية وخطابها من المسار السياسي , وان تدرك هذه النخب السياسية , ان لعبتهم بالطائفية وابرازها الى الواقع السياسي كمصير لابد ولا مناص منه , وهي التي تتحكم بالاوضاع الراهنة , ان هذه اللعبة وصلت الى طريق مسدود ودفع الشعب ثمنا غاليا , واصابت الوطن خسائر هائلة لا تعوض , وان اغراضهم واهدفهم لا يمكن ان ترى النور والنجاح , مهما تقمصوا دور المدافع الامين والحريص من اجل طائفتهم , وان الاقنعة المزيفة سقطت وبان عورتها , وان غاليبية الشعب تدرك حقيقة ومرامي تناحرهم وصراعهم , ليس من اجل اهداف الشعب وتطلعاته , وانما من اجل الغنيمة والفرهود والنفوذ , وان الاجتماع الرمزي وما رافقه من عناق ومصافحات حارة , قضت وهدمت شماعة تبادل الاتهامات بالتخوين والارهاب , والاقصاء السياسي والتهميش وفشل نظرية الغاء الاخر , وان مصير الشعب مرتبط بدعم وحدته ونسيجه الوطني , وان العراق لا يمكن ان يتمتع بالامان والاستقرار والنظام , إلا برفض المصالح الانتهازية , ورفض الاجندات الخارجية التي تفرض اطماعها وطموحاتها بتخريب الوطن وتفتيت لحمته الوطنية , وان الخيارات المطروحة على طاولة الحوار , هو كيفية الخروج من الازمة السياسية الطاحنة , وتدعيم المسار السياسي الذي يخدم الوطن والشعب في كافة المجالات. |