الهجمة الارهابية و معالجة الانحدار الامني

 

لعل تكرار الاستهدافات لتجمعات المواطنين التي تصاعدت وتيرتها في بغداد بشكل خاص تهدف الى اثارة الاوضاع ونشر الفوضى تمهيدا لامر مبيت اصلا ولعل حجم الاستهداف الكبير يؤشر وجود تراجع خطير على مستوى الخطاب الوطني لان مجاميع الارهاب تنشط مع كل اختلاف او تصعيد اعلامي يقوده هذا الطرف او ذاك بحكم ان المجاميع الارهابية المارقة لها تكتيكها ومن يدعمها من اجهزة مخابرات وبعض شيوخ الفتنة وقنوات اعلامية تتلقى الدعم المالي الكبير للمضي في قتل العراقيين لكن ذلك لاينفي وجود ضعف في جوانب امنية وخططية للقيادات العسكرية وهو ما يجعل عناصر هذه الاجهزة يحسون بضغط رهيب فهم لايمتلكون المعلومة الدقيقة الكافية ولا الخطط اللازمة لوقف الارهابيين وردعهم كما لايوجد ايضا دعم على الارض بذلك المستوى العالي الذي يدفعهم لاخذ المبادرة وتوجيه ضربات قوية للارهاب وقوى اقليمية طالما تدخلت في الشأن العراقي وتريد اليوم بحسب الظاهر من طبيعة العمليات التي نراها ونسمعها نسف الاوضاع وكأن هذه القوى تريد كسب معركة وتحدي الشعب العراقي ووضعه القائم وهذا التحدي يراد له ان يأخذ طابعا دمويا يسمح بعودة الحرب الشاملة في شوارع بغداد وعمليات التصفية والقتل وما يبرز هذا السعي لايجاد هذا الوضع وعودته لغزو الشارع البغدادي هو الحملات الاعلامية المنسقة التي بثت في الاسبوعين الاخيرين عن وجود قوى شيعية على شكل سيطرات وهمية او نقاط تفتيش في اطراف بغداد وبعض الاماكن السنية للايحاء بان حرب السنة والشيعة قد بدأت وهذا ما نفاه الجميع ولابد من محاسبة المروجين له لانه رسالة خاطئة مقصودة تريد للاوضاع ان تنفجر بالقول ان الشيعة يسعون لقتل السنة وعلى هولاء الدفاع عن انفسهم او ايجاد فريق يدافع عنهم ليخوض حربا مقدسة اسمها حرب انقاذ السنة وكل هذه اكاذيب كما اشرنا يراد منها الوصول لهذه الغاية بينما يستهدف الشيعة بشكل اكبر بانتظار رد فعل معاكس عنيف بطبيعته يطيح بالحكومة اولا كونها لاتستطيع توفير الامن وفرض الاستقرار ويفتح الباب على مصراعيه لدفاع الناس عن انفسهم دون الرجوع اليها وهو ما يعني الوصول الى نقطة اللاعودة ويسرع من وتيرة التدخل العروبي الرسمي وغير الرسمي وهذا مخطط قائم يرى اصحابه انه سيخلط اوراق المنطقة ويجعل الجبهات الثلاث (لبنان سوريا العراق ) او ما يسمى محور الشيعة بقيادة ايران على خط واحد مقابل خصم واحد وهم السنة العرب ومن يحركهم في عواصم الخليج وتركيا واتباعهم في بلدان الربيع الجديدة التي عبئت وهيئت بشكل كبير لتنفذ المخطط او لتحاول تنفيذه بشكل مباشر لعلها تصيب منه شيئا وحتى ان لم يتحقق ما ترجوه فانها تكون قد حققت مكاسب معينة تضمن لها التدخل مستقبلا وتعيد عبره رسم وجه المنطقة والتخفيف من الضغوطات التي عاشتها اثر خسائرها في سوريا مؤخرا , القادم الذي لابد من التحذير منه هو حجم المخطط المراد تنفيذه مستقبلا وما هذا الا تمهيد له لمن يفهمون اللعبة واصولها وهي لعبة قتل وموت ليس الا وبما اننا مقبلون على استحقاقات كثيرة فلابد من اخذ الحيطة وتحصين الجبهة الداخلية ومنع الاوضاع من الانزلاق خصوصا مع وجود تحركات مريبة واجتماعات لقادة الارهاب الساعيين للتحالف مع شخصيات ومجاميع لها صبغة عشائرية في عدد من مناطق البلاد وحتى لو سلمنا ان هذه الا اجتماعات لاتفضي الى شيء ملموس فأن مجرد الاجتماع مع القاعدة له انعكاساته ومدلولاته واثاره ايضا , اذن ماهو الحل ودماء العراقيين تستباح بهذا الشكل السافر سيما اتباع مدرسة اهل البيت الذين يستهدفون بشكل وحشي دون ان تكون هناك ردود افعال او عمليات امنية تحد من تعاظم واستفحال الارهاب ومفخخاته واساليب القتل التي يتبعها والحل كما يرى الكثيرون هو بالسيطرة على منابر التحريض ومتابعة المجرمين والتوجه لطاولة الحوار لقطع الطريق امام عودة مظاهر التسلح في الشارع بحماية المواطن الذي يجد نفسه وحيدا امام الارهاب دون وسائل حماية له ولحياته وهو ما يدفعه للتفكير والتوجه الى حمل السلاح وهذا ما لابد ان تنتبه له جميع الاطراف دون استثناء .