ما هو اتعس من الفساد

 

دائما نتحدث عن الفساد و مضاره و لكن عندنا في دوائرنا الحكومية ما هو أتعس من الفساد و للأسف لا نتحدث عنه بتاتا لا من قريب ولا من بعيد حيث نحن نمتلك روتين حكومي متخلف قد لا يوجد مثيل له في كل العالم فمن أجل معاملة بسيطة نستغرق وقت طويل و نستمع لمتطلبات مطلوبة قد عفا عنها الزمن فأغلب دول العالم تملك هوية واحدة فيها كل المعلومات المطلوبة أما نحن فعندنا هوية و شهادة ميلاد و ورقة الحصة التموينية و جواز سفر و ورقة من وزارة المهجرين أن كنت مهجر و اثبات مكان السكن و جلب طابع بريدي و غيرها من دزينة المستندات المطلوب منك جلبها ، أما ما يحدث في بعض الدوائر فهو مشهد يدعو للغثيان حيث الطوابير المنتظرة الصابرة لوقت طويل قد يتجاوز الساعات في بعض المحافظات من أجل أن يطلع الموظف على ورقة معينة أو يوقع عليها خلال دقائق معدودات و للأسف الكثير من هذه الطوابير مفتعلة من بعض الموظفين الذين يرسلون أشخاص قريبين منهم لكي يساوموا على تمرير المعاملة مقابل أجر محدد و أن لم يحدث الإتفاق فكل شيء متوقع أن يحدث للمعاملة كأن تتعرض أما للضياع أو التأخير القاتل و كذلك نجد أن هناك موظفين يشعرون بالاشمئزاز من العمل و لا تجدهم يتفاعلون مع حاجة المواطن فتكون اجابته على أي سؤال أو طلب هو بأن المعاملة يجب أن تبقى عنده لكي يتم مراجعتها و للأسف لن تجد عند هذا الموظف وقت محدد لإنتهاء المراجعة فقد يأخذ الموضوع يوم أو يومين أو يأخذ شهر لأن المعاملات كثيرة ولا يوجد من يساعده أما الظاهرة الغريبة و التي باتت تنتشر فهي أنك تجد موظفين يتبدلون المعاملات فيما بينهم بحجة أن هذه الورقة ليس من صلاحيته أن يوقع عليها بل زميله في العمل و زميله يرسل الورقة لموظف أخر و تبقى الورقة تدور في حلقة مفرغة من أجل توقيع صغير أما الاجازات فحدث ولا حرج فهناك موظف يغيب بحجة الوضع الأمني المضطرب و هذا الأمر لا خلاف عليه فنحن نعلم بالوضع الحالي و لكن أن تستمر الغيابات لوقت طويل فهذا الأمر مرفوض ولا يجب القبول به و كذلك تحدث وزير التربية و التعليم الأستاذ محمد تميم بأن إجازة الأمومة أصبحت تشكل له مشكلة عويصة فأغلب المعلمات باتوا يأخذون هذه الإجازة لأنها من حقهم و باتت الكثير من المدارس من دون معلمات و ابناءنا المساكين هم من يدفعون الثمن و هذه الأمور التي ذكرتها لا تقل سوء عن الفساد.