لا شك أن قرار أي دولة لا يكون مؤثراً إلا إذا أمتلكت المال والسلاح , عندها تستطيع ممارسة العمل السياسي بتفوق وتتجاوزه لتكون دبلوماسيتها أكثر أقتداراً , أي ( أنها تجبر (لا تقنع) الحصان على الذهاب إلى النهر وتجبره بأن يشرب ).. كلام القوي أفصح من الضعيف , وضحكة الغني ألطف من الفقير .. هذه هي الحياة , ومن لا يفهمها لا يستحقها , ومن أدرك حقائقها عليه أن يزيح كوابح التقدم , سيما إذا كان يمتلك ما يؤهله لذلك .. لا مجال للأحلام ولا الكلام في تغيير الواقع , قد تصلح أن تكون شعراً , أو ربما يكتب بها تراث الأولين , لكنها لا تجدي لأي عمل . لا أحد يعرف السر الذي يخفيه نائب رئيس الوزراء , فما الذي يتملكه ليهدد به إسرائيل بصفة الواثق من نفسه تماماً .. ليس هناك أحتمال أن يكون التهديد عسكرياً , أمريكا ستقف ونحن لا نقوى على أستعدائها , إسرائيل (ملعونة ) لكنها أكثر تنظيماً وقوة في كل أمور الحرب , ثم أن نائب الرئيس ليس معني بشؤون العسكر أو قضايا الحروب , وعنوانه مقتصر على مجال واحد فقط (شؤون الطاقة ).. إذن , ما الورقة التي أعتمدها معالي نائب دولة الرئيس للضغط على إسرائيل ومنعها من أستخدام أجوائنا في حرب محتملة مع أيران ؟! يبدو أنه متيقن من فاعلية ما يضغط به لدرجة إنه رفض البوح بتفاصيل الردع العراقي !! ونعود لنقول أن وفاضنا خالي من أدوات ذلك الرهان , ولا نمتلك إلا كذبة غبية أطلقها سيادته قبل عام أو يزيد : حين قال أن العراق سيصَدر الكهرباء إلى العالم (ليس المنطقة) بحلول 2013 !! كذَب حتى يصدقوك .. لم يصدقه أحد , هو صدَق كذبته ويريد تدويلها . الواضح أن خياله أُتخم بهذه الترهات , حتى أصبحت إسرائيل أول المستوردين من طاقتنا وإذا أخترقت أجوائنا سنصعقها ب (نتَله ) كهربائية ونوقف عنها بركاتنا .
|