ماتت قلوب الناس... ماتت من النخوة

 

 

 

 

 

 

ماتت قلوب الناس . . ماتت من النخوة

يمكن نسينا في يوم . . إن العرب إخوة (كلمات الحلم العربي) .

عشنا عقود أعمارنا ونحن مؤمنين بمبادئ الإسلام والعروبة ، وتربينا بطفولتنا وشبابنا على أن الإخوة بين العرب لايمكن المساومة عليها ، مهما كانت المغريات ، ومهما تدخّل الأجنبي بينهم .

واليوم يعيش العالم والمنطقة مرحلة إنتقالية مهمة وخطيرة ، سيتم فيها رسم خارطة جديدة للعالم وللمنطقة ، ولمراكز القوة فيه ، بغض النظر عمن يراها مرحلة إيجابية او سلبية .

فلكل دولة من دول المنطقة إسلوب وطريقة وأسباب للتعاطي مع هذه المرحلة ، لكن الجميع يعمل داخل إرادة المعروف والمألوف العلمي والسياسي للعلاقات الدولية ، إلّا أمير قطر ورئيس وزراءه ، فهم يغرّدون خارج السرب العربي والإسلامي والدولي المعتدل .

فيوماً بعد يوم يتكشف للجميع الدور التآمري المشبوه الذي تلعبه وتؤديه دولة قطر في المنطقة العربية من خلال اميرها حمد بن جاسم ورئيس وزراءه ، بمعاونة ومساندة موميائات السعودية التي انساقت وراء تشجيع إثارة الفتن الداخلية بالدول العربية ،

ولا ريب ان قطر تحوّلت الى مخلب ومعول هدم في الجسد العربي ، واداة طيعة بيد الامبريالية الصهيو أمريكية بالإسلوب الإستعماري الجديد ، وارتمائها في احضانهما ، بوقوفها ضد عروبة المنطقة في ليبيا ومصر والعراق واليمن وآخرهم سوريا وفلسطين ولبنان ، وانخراطها في مؤامرة ((الوطن البديل)) ، وتنفيذها للمخطط الرامي الى تفتيت وتجزئة الجغرافيا العربية ، وتدمير وخلخلة الانظمة العربية التقدمية والوطنية ، وتفتيت الشعوب العربية وتحويلها الى كانتونات قومية او طائفية ، وتأجيج الصراعات الطائفية والقبلية والعشائرية والاقليمية بين الجميع في خطوة غريبة عن مفاهيم العروبة والإسلام .

وتسعى قطر اليوم بأي ثمن الى تزعّم الساحة العربية ، والاضطلاع بدور الوصي والناطق الرسمي لها ، مستغلة الاوضاع الداخلية في دول مايُسمى دول الربيع العربي .

وللقيام بهذا الدور المشبوه ، وبعد دراسات مخابراتية أمريكية وصهيونية بل حتى ماسونية ، أنشأت قطر قناة "الجزيرة" كمنبر وبوق اعلامي لـ"غسل العقول" وتشويه الصور والحقيقة وتزييف الوعي ، بسيناريوهات مُتقنة تُسهم في اشعال الحرائق بين ألعرب وشعوب الدول نفسها من الداخل ، حتى باتت هذه القناة عاملاً للفرقة والتشرذم ، وفق اجندات داخلية وخارجية .

كذلك عملت على تغذية البؤر الفاسدة ودعم الحركات الجهادية وتيارات الاسلام السياسي المتطرّف وقوى التكفير السلفية ، ونجحت في إستمالتها وإختراقها وإيجاد لغة تفاهم تتناغم مع السياسة والخطوط المرسومة لها ، بمدتها بأموال النفط والغاز القطري ، مقابل بقاء الحاكم وحاشيته بعيدين عن أي تغيير يحدث بالمنطقة .

وإستطاعت قطر تدجين العديد من علماء الدين والمثقفين والمفكرين والإعلاميين العرب وشراء ضمائرهم وذممهم واقلامهم ، فأغرتهم وأغدقت عليهم أموال البترودولار وسخرتهم لمحاربة الفكر العربي التنويري النهضوي والتقدمي والديمقراطي .

وتمثل الدور القطري التآمري في الثورات العربية ، وخاصة ماحدث ويحدث في ليبيا وسوريا ، بالتفاخر والمشاركة في عمليات الاطلسي ومساعدة قوات "الناتو"

 ، كما فعلت بالعراق ، فكان اول صاروخ يُطلق على العراق في عملية إحتلال العراق من قبل القوات الأنكلو أمريكية اُطلق من طيار وطائرة قطرية ، وتجد قطر ضالتها الآن في التآمر والتحريض الغير مسبوق على سوريا والعراق ، قلب العروبة العربية ، والعمل على اشعال نار الفتنة فيهما ، وارسال الارهابيين والجهاديين ودفع المليارات وعلى المكشوف للعملاء المحليين والدوليين لتدمير هذه الدول .

يضاف الى ذلك ما تقوم به الدوحة من جهود لتقسيم الوطن العربي وتفتيته واضعافه ، والقيام بوساطات مشبوهة مختلفة في السودان واليمن والصومال وفلسطين ولبنان ، عدا عن التحركات الاستراتيجية بهدف رسم خريطة لشرق اوسط جديد ، وحل المعضلة الفلسطينية على حساب الاردن او مصر ، تجسيداً لمشروع اليمين الاسرائيلي .

واخيراً،يمكن القول انه مهما تنامى وتصاعد وتعزز الدور القطري في المنطقة ، تبقى قطر محمية امريكية تتواجد على اراضيها أكبر الاساطيل والقواعد الامريكية ، ولن تكون يوماً نموذجاً للديمقراطية ولا للقيم الثقافية .

كما نرى ونتأمل انها بسياستها المدعومة بثروات النفط والغاز ، تحمل في طيات هذه السياسة بدايات سقوطها ، وبذور فنائها وغيابها عن المشهد السياسي العربي ، الذي لابد ان ستحكمه في المستقبل المتوسط او البعيد ، القوى التقدمية والتحررية الطليعية العربية ، المسلحة بالافكار التنويرية الثورية ، القادرة وحدها على اجراء التحول الديمقراطي الحقيقي والاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، واحداث التغيير النوعي في مجتمعاتنا العربية ، لاجل بناء صرح مجتمع التقدم والحضارة والديمقراطية ، والمجتمع المدني التعددي والديمقراطي ، المجتمع العربي الأصيل المؤمن بعروبته التي ألفناها وعرفناها .

والله من وراء القصد .