الولاء لآل البيت لا يعني الولاء للأحزاب الدينية

 

نحمد الله الذي جعلنا من عباده الموحدين ومن المؤمنين برسالة نبيه وآل بيته الأطياب الأطهار، الذين ذكرهم الله بكتابه الكريم ( قل لا أسئلكم عليه اجرا إلا المودة في القربى ) وخصهم بما لايخص به غيرهم، حتى عمه أبا لهب ومن سار على نهجه من بني هاشم ُلعنوا في صريح العبارة، أي أننا نوالي من سار منهم على نهج الرسول، ونزاهة وزهد وعدالة علي(ع)، وكرم الحسن، وأيثار الحسين، وصبر الكاظم وقناعته، وتواضع الصادق وعلمه . ولا يوجد ما يلزمنا شيئا بأن لا نثق بمن لا يلتزم بهذه الخصال مهما كان عنوانه . بالأمس كان العالم يراقب مبهورا تدفق الملايين على ضريح الأمام كاظم الغيض(ع)، لتقول لباب الحوائج نحن معك وأن طرحت جنازتك على الجسر وحيدا من قبل هارون الرشيد، الذي لم يقف في مجلسه إجلالاً وهيبة لغيره وعندما سئله أبنه المأمون عن سر وقوفه لهذا الرجل بسيط الثياب عظيم المنطق، أجابه :أنه الأحق بالخلافة من أبيك !! وعندما جاءه الرد لم لا تعطيها أياه ؟؟؟ هدده هارون : أن الملك عقيم ولو زاحمتني عليه لقلعت ما في عينيك . أن رد هارون لا يستثني من سار على خطاه عملاً وأستنكره قولاً ( رياءاً ونفاقاً)، مع حقيقة أن الأرث الذري (من الذرية) لا يعطي الوريث ما كان يمتاز به السابقون من صفات أَحترموا لأجلها، فكم خبيث خرج من الطيب، مثلما تُخلف النار رماداً، وليس فينا من لا يعرف قصص أبناء ابونا آدم وسيدنا نوح وغيرهم، ناهيك عن قصص أخرى كشفت النتائج الوخيمة لصناعة الشر وزرعه في قلوب الابناء، وكما قرأنا عما جرى للمتوكل من ولدهُ، الذي مزقه بالسيوف بمساعدة الخدم، وهكذا من يزرع الشر والظلم لا يحصد غيره . لو أردنا أن نجري مقارنة بين أعداد الجموع المليونية، التي تخرج في المناسبات التي يستذكر العراقيون فيها كرامتهم كل عام، وبين التي خرجت للانتخابات، لوجدنا بوناً شاسعاً ما بين الأثنين خاصة مع تراجع رصيد الأحزاب الدينية، وهذا يعني أن المواطن حملَ بشكل وأخر هذه الأحزاب وكل الجهات والأطراف الموجودة على الساحة مسؤولية الفوضى، والفساد، والقتل المستشري في البلد، الذي أصاب روح المواطنة بالصميم، ودفع الشباب وغيرهم للتفكير النفعي على حساب حقوق الآخرين الأخرى، وجعل الجريمة جزءاً من منهجهم . أن على الأحزاب الدينية أن تدرس بعمق التجربة الأوردوغانية في تركيا، التي من المتوقع أن تكون في طريقها الفشل، بالرغم من الموازنة التركية الضخمة وما رافقها من صادرات صناعية متميزة، والتي كان من المفروض بها أن تنقل تركيا الى الموقع الحادي عشر دوليا، ولكن هذا لم يحمي النظام من غضب الشعب . هذا الغضب الذي قد يمتد الى نفوس وقلوب من لا يروق لهم ما نكتب، ولكن شرف الكلمة وحب الوطن أغلى بالنسبة لنا من رضى وزعل من لا يرضيهم قول الحق، حيث لم يعد لدينا ما نخشى عليه من سطوه هذا وسخط ذاك، بل على الذين يريدون الشر بالناس ان يخشوهم، لأن كلمة الشعب أثبتت ثقلها ووزنها الذهبي، وأن الفجر الإسلامي الحقيقي أخذت تلوح تباشيره، خاصة ونحن نسمع هذه الأيام أن الذين نزور وأعتدوا على أموال الشعب بدأو بحزم أمتعتهم للعودة من حيث أتوا، أو أنهم يؤسسون لمقرات جديدة، ولكنهم وللأسف سيهربون محملين بما سرقوا من أموال الفقراء واليتامى . على الشعب إن أراد الخلاص من دوامة التناحر على الأموال والسلطة، أن ينظم للأنتخابات البرلمانية القادمة حملات ذاتيه في الشارع، والمقهى، وأي تجمع ديني وثقافي، تركز على التعريف بالأشخاص الكفوئين، والنزيهين، والأداريين المقتدرين من ذوي الشجاعة، المشهود لهم من قبل الحياديين، وليس مسعوري السلطة، وتقديمهم للبرلمان، للعب الدور المشرف في أنقاذ الوطن، حفاظاً على مستقبل العراق والطفولة . ونحن أذا كان من بين الأحزاب الدينية من يملك هذه المواصفات فأيدينا رهن يديه وسنبصم له بالعشرة .